التاريخ

الحُب على طريقة نيوتن

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الحُب طريقة نيوتن التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

لم يكن نيوتن عالماً فحسب بل كان حالما، ولم يكن رياضياً فقط وإنما كان شاعراً أيضاً.

ولم تكن طريقته هي طريقة المشاهد البطئ التفكير، ولكنها طريقة المبدع الفنان.

وكانت كيمبردج تزخر بمثل هؤلاء الناس الذين كانوا يسمون أنفسهم (أساتذة)، ولكنهم كانوا في الواقع أشبه بـ (تلاميذ) لم يتخرجوا في الجامعة بعد!.

كان نيوتن، كما قلنا، حالماً شاعراً، وعلى الرغم من أنه استطاع أن ينجو من الإجداب الذهني الذي أصاب كثيراً من زملائه، إلا أنه لم يستطع أن يتخلص تماما من شذوذهم، فقد كان مستغرقاً في أحلامه عن الكون، ولم يكن يجد الوقت الكافي للعناية بمظهره الشخصي.

وكثيراً ما كان يدخل قاعة الطعام بالجامعة – كما ألمحنا – وقد تزحزح رباط رقبته من مكانه، وانحل رباط جوربه الطويل وانفكت أزرار سراويله!.

ولكن نيوتن كان على الرغم من مظهره وملابسه شاباً ذا قلبٍ شاعريٍ حساس. وقد ثارت في داخله ذات مرة شُعلة الهوى التي تُبهر الأنفاس ودفعته إلى أن يطلب يد إحدى الفتيات من معارفه، فأمسك يدها برقة ونظر في عينيها، ولكن عندما جاءت اللحظة الحاسمة شرد عقله في ميادين أخرى من الفكر، ذلك أنه كان في هذا الوقت مشغولاً بنظرية ذات الحدين للمقادير اللانهائية.

وقد أمسك بإصبع حبيبته وهو مستغرق في أحلامه، وظن وهو في نوبة ذهوله، أن ذلك الإصبح هو العود الذي يستعمله في تنظيف غليونه، فأخذ يحاول حشره في أنبوب الغليون، وعندما صاحت حبيبته متألمة صحا من ذهوله واعتذر في حياءٍ قائلاً: آه يا عزيزتي .. أرجو أن تصفحي عني، إنني أرى أن ذلك الأمر لن يصلح وأظن أنه قد قُدِّر علي أن أظل بلا زواج طوال حياتي. وكان له ماظن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى