الحيوانات والطيور والحشرات

التوزيع الكائنات الحية حسب عمق المحيط

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحيوانات والطيور والحشرات موسوعة علمية

تحدد المقومات العمودية في البيئات البحرية، بما في ذلك وهي الضوء ودرجة الحرارة والملوحة توزيع الكائنات الحية. ويمكن مشاهدة التغيرات الكبيرة في الحد الفاصل بين مياه السطح المختلطة وكتل الماء العميقة. ففي بعض مناطق المياه الضحلة، ينشأ حد فاصل أو حد حراري بين السطح الأدفأ والماء البارد أسفل منه. وعبر هذا الحد قد تنخفض درجة الحرارة بسرعة.

ويمتد النطاق البحري العلوي، أو منطقة نفاذ الضوء، من السطح إلى عمق ٢٠٠ متر (٦٥٠ قدم) يتبعه منطقة البحر متوسطة العمق بين ٢٠٠ و٢٠٠٠ متر (٦٥٠ و٦٥٠٠ قدم). وتوجد تحتها منطقة المياه العميقة التي تمتد من ٢٠٠٠ إلى ٦٠٠٠ متر (٦٥٠٠ – ٢١,٠٠٠ قدم) في العمق، فيما تحتوي أعمق خنادق المحيط منطقة الأعماق السحيقة التي تزيد عن ٦٠٠٠ متر (٢٠,٠٠٠ قدم) في العمق.

هذا وتحتوي كل منطقة من هذه المناطق على مجتمع حيوي من الأنواع المتأقلمة مع الأحوال المختلفة من الملوحة، ودرجة الحرارة وشدة الاضاءة. وتزداد الفروق في مجتمعات سكان الأعماق أو القاعية أكثر من فروق المجتمعات البحرية الأخرى، حيث تنتشر الكثير من أنواع أحياء المياه العميقة على أعماق هائلة. كما أن الأحوال البيئية تعتبر أكثر استقرارا على أعماق المحيط الكبيرة مما هي عليه عند السطح، فاختلاف درجة الحرارة يكون ضئيلا على مسافات شاسعة مقارنة بالاختلاف على السطح، وفي بعض الحالات، توجد أنواع من الأحياء التي تعيش على السطح أو قريبة منه في البحار القطبية في أعماق المحيط الاستوائي أيضا، حيث تنخفض درجات الحرارة.

أما في الأعماق فتكون قوة تيارات الماء ضعيفة، وتعتبر من وجهة نظر الحيوان الذي يعيش فيها كما لو كانت هذه التيارات غير موجودة. ورغم تزايد تراكيز الغذاء مع العمق، فانه لا يشكل تأثيرا كبيرا على الأحياء، التي تستخدم من قبل النباتات مباشرة في منطقة النطاق البحري العلوي. وباستثناء المجتمعات المعزولة التي تعتمد على الطاقة الكيميائية التي توفرها المصارف الحرارية، فان المجتمع السفلي برمته تحت النطاق البحري العلوي يعيش على الفضلات والكائنات الميته التي تسقط من هذه المنطقة. وتعتبر مصارف أعماق البحر الحرارية موطن لمجتمعات خاصة من أنواع السلطعون وقشريات أخرى ورخويات وديدان أنبوبية قد تصل إلى متر في الطول. كما تحوي منطقة النطاق البحري العلوي epipelagic معظم الحياة الوفيرة، التي تعتمد، بصورة مباشرة وغير مباشرة، على الانتاج الأولي لمجتمع العوالق.

وبالنزول عبر هذه المنطقة، تزداد نسبة اللاحمات في المجتمع البحري مع تناقص كثافة المنتجات الأولية. ومع تناقص الضوء، تتغير الألوان من الأزرق عند السطح إلى الشفاف في الطبقات العلوية، إلى الأحمر والأسود على عمق ١٠٠ م (٣٣٠ قدم) أو نحوه. هذا وتسود المياه السطحية وحتى عمق حوالي ١٥٠ م (٥٠٠ قدم) أسماك مفترسة سريعة، مثل التونا وسمك ابو سيف، مع أسراب من الأصناف الصغيرة، مثل سمك الفانوس.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى