العلوم الإنسانية والإجتماعية

التنوع المبحثي في المجالات العلمية التجريبية التي قامت بها النساء

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المجالات العلمية التجريبية التي قامت بها النساء العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

ثمة تباينات مهمة، كثيراً ما تكون ذات طبيعة مثيرة للدهشة، بين العلوم الشهودية والتجريبية والنظرية.

وقد وجدت المرأة عادة قبولاً في عدد أكبر من العلوم الشهودية، لا سيما الفلك وعلم النبات وعلم الطيور والأنثروبولوجيا.

وقد اقتضت هذه المباحث العلمية دومًا جمع عينات عديدة، كما كانت تتقبل "الهواة" من الجنسين بين صفوفها. وبذلك، أتاحت هذه المباحث إمكانية تقاسم زمن المراقبة من قبل زوجين متعاونين، فأفرزت بذلك نظاماً اجتماعياً مكّن الرجال والنساء من الجمع بين العمل والحياة الشخصية في إطار ظروف مقبولة اجتماعياً   (Abir-Am and Outram, 1987;  لا سيما الفصول 4-6؛ (Abir-Am, Slack, Pycior, 1995;  

ومع ذلك، لا يبدو أن السواد النسبي للنساء في العلوم الشهودية قد تمخض عن إنجازات مرموقة، وهو ما أشار إليه كتاب "علوم صغيرة وأخرى كبيرة" Little Sciences, Big Sciences  لمؤلفه (Price, 1963) ومن الواضح إذًا أن النتائج المترتبة على اختلاف الجنس لا تتبع نماذج التغيّر العلمي المغرقة في التبسيط.

وعلى النقيض من ذلك، فإن أبرع النساء، على الأقل من منطلق قيامهن باكتشافات رئيسية، كن من المشتغلات في العلوم التجريبية، والتي غالبًا ما كان يشار إليها "بالعلوم العويصة"، أو في مجالات كان النساء فيها قلة.

 

ومن الأمثلة على ذلك، الاكتشافات الخاصة بالنشاط الإشعاعي الطبيعي والصنعي، والتي قامت بها كل من <M و P. كوري> و <I و F. كوري> على التوالي، في الفيزياء الكيميائية، وقيام <L. ميتنر> بتفسير النشاط النووي في الفيزياء النووية، وتوصُّل <D. هودجكن> وفريقها إلى إذابة المركبات ذات النشاط الطبي الأحيائي مثل الجزيئات العضوية المعقدة التركيب لكل من البنسلين والفيتامين ب-12، والإنسولين، في مجال دراسة البلّوريات بالأشعة السينية؛ واكتشاف "الجينات (المورِّثات) القافزة" jumping genes من قبل <B. ماكلنك> في علم الوراثة؛ وتطوير تقنية الاختبارات الإشعاعية للمناعة radioimmunoassay  من قبل <R.يالو>؛  واكتشاف <R.L-مونتالشيني> عامل النمو العصبي NGF في علم الأعصاب الجينية التجريبي.

وكلها أمثلة لاكتشافات تمت مكافأتها (باستثناء حالة سهو تجاه <ميتنر> التي اختصت بالجوانب النظرية) بجوائز نوبل، وقام بها نساء في مجالات علمية تجريبية كان عدد النساء فيها قليلاً.

وتشير الأعمال الابتكارية لكل من <S.كوفالفسكايا> (1850-1891) و <L. ميتنر> (1878-1968) و <D. رينش> (1776-1894) و <G.M.ماير> (1906-1972) إلى تحقيق النساء إنجازات رائعة في المجالات العلمية النظرية، على الرغم من قلة أعدادهن فيها.

وبالتالي يبقى السؤال "لماذا كان ميل المرأة دومًا على امتداد التاريخ نحو المباحث الأقل هيبة وذات الحواجز الأقل مناعة، على الرغم مما تزخر به المجالات الأكثر مكانة من إمكانات واسعة للمكافأة؟"

 

ولعل إحدى الإجابات الممكنة عن هذا السؤال هي أن العلوم الشهودية والتجريبية أقل تطلباً للالتزام بمعايير زمنية صارمة، وأقل اعتمادًا على التمرّس المكثَّف في معالجة الأمور الفنية الصعبة، كالبراعة التقليدية للرجال في استخدام الأجهزة العلمية.

فضلاً عن كون مثل هذه العلوم أكثر انسجامًا مع المسؤوليات العائلية للمرأة، والتي غالبًا ما كانت تؤدي إلى توافر فسحة أضيق من الوقت للعمل المختبري (انظر ما بعده).

وإلى يومنا هذا، يتباين توزّع النساء المشتغلات بالعلم عبر المباحث العلمية المختلفة، ويعكس هذا التنوع في الوقت ذاته تراكمًا تاريخيًا للمقولبات الثقافية Cultural stereotypes.

بيد أن هذه المقولبات، وهي تاريخية المنشأ، وغير ذات أهمية، تستمد استمرار بقائها من النمط الحالي لتوزّع القوى العاملة المهنية ضمن كل مبحث علمي.

ومن المتناقضات الظاهرية في ذلك، أنه في حين تتجلى هذه المقولبات بالذات في الطب، باعتباره مجالًا ينسجم مع التصوير الثقافي للمرأة كحاضنة، إلا أن هذا المجال ذاته يتَّسم بتصنيف طبقي قائم على اختلاف الجنس عبر تخصصاته، وكثيرًا ما نجد معظم النساء المشتغلات فيه متركزات في طب الأطفال والتوليد والطب النفساني.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى