الطب

التنوعات الجديدة لتكنولوجيا الطب البيولوجية ودورها في الكشف عن العديد من العلل

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

الطب

العلل والانحراف والتكنولوجيا في المضمون الثقافي

نظرا لأن أنماط العلل أو الأمراض حسب تحديدها وتعريفها في ضوء الأسباب الظاهرة أو الخفية قد أخذت معنى مشتركا يتناقله المجتمع، فقد أصبحت بمثابة العوامل الرمزية ذات القيم الخاصة بثقافة معينة.

أما الأمراض التي يفترض أنها ترجع لأصل سيكولوجي مثل العلل العقلية او التي تتصل بالضغوط مثل قرحة الجهاز الهضمي، ومرض القلب والشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم، فقد أخذت هذا المعنى فقط في المجتمعات الصناعية خلال اواخر القرن العشرين. 

واثار انتشارها والاهتمام الذي يوجه لها تطوير وتنمية أنواع العلاج الدوائي والجراحي ووسائل اتشخيص ذات التكنولوجيا الرفيعة.  ولعل أكثر الأمراض ثقلا وعبئا على القيم والتي ظهرت في هذه الفترة هو مرض نقص المناعة او الإيدز. 

 

ولقد انفرد هذا المرض واستأثر باجتماع استشاري دولي عن حقوق الإنسان مخصص له (من 26 إلى 28 يوليو 1989) نظمه مركز حقوق الإنسان. 

ويتفاعل علم الطب البيولوجي أيضا مع منظورات الثقافة للجريمة والعقاب، ومسايرة النظم والانحراف.  فيعتبر الأطباء موظفين في المؤسسات القضائية والجنائية في كل أنحاء العالم، لاستخدام خبرتهم لمساعدة الدول والحكومات في متابعات وتحقيق أهداف نظم العدالة فيها. 

ولقد اثار استخدام الفحص الوراثي وفحص واستعراض السلوكيات الماضية للإنسان للتنبؤ بالسلوك المحتمل المعادي للمجتمع، المخاوف الكثيرة من انتهاك الحقوق المدنية للرعايا الذين تجرى عليهم مثل هذه الفحوص.

 

وفوق هذه العوامل كلها تعقدت الوظائف الاجتماعية للتشخيص الطبي على نحو متزايد نتيجة ظهور تقنيات الطب البيولوجية. 

وتتوقف نتائج أي تشخيص معين على الدولة التي يتم فيها التشخيص من حيث السماح بالحصول على تعويض من التامين الحكومي او إعطاء الحق في إعفاء الشخص من العمل، او السماح بالفصل من العمل أو من الدراسة أو من أنواع معينة من الوظائف والأعمال، أو الإعفاء من الخدمة العسكرية. 

وقد يوضع بموجبه شخص معين في قائمة الانتظار لوسيلة نادرة مثل ديلزة الدم أو زرع كلية أو قد يستبعد من هذه العملية تماما. 

 

ويمكن إيضاح بعض الوظائف الاجتماعية للتشخيص الذي يعتمد الآن بنحو متزايد على التكنولوجيا بالاهتمام بمفهوم دور المرض (بارسونز، Parasons 1951) والفوائد والإعفاء من المسئولية التي يقدمها التشخيص. 

وهناك أيضا تنوعات جديدة أتت بها التكنولوجيا المتقدمة.  فقد ظهرت بالفعل الآثار المشوهة لتشخيصات المخبرية لحالات أعراض وظواهر اكلينيكية متعددة وأخرى لا يمكن التعرف عليها سريريا "إكلينيكيا" ولا يوجد لها علاج. 

ومن أمثلة ذلك مرض فقر الدم المنجلي وهو عادة غير مصحوب بأعراض معيقة.  ومثال آخر هو إصابة بعض الاصحاء اكلينيكيا بعدوى الإيدز.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى