التاريخ

التمرد الشرس من قبل الصَّيادلة والعطَّارين لـ”ابن النفيس”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

بن النفيس التمرد الشرس من قبل الصَّيادلة والعطَّارين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ظلَّ ابن النفيس يمارس الطب في البيمارستان الناصري بالقاهرة.

وكانت طريقته في العلاج تعتمد على تنظيم الغذاء أكثر من اعتمادها على الأدوية والعقاقير. وهذا مما نفَّر الصيادلة بالطبع، ففي تلك الطريقة كساد لبضاعتهم وبوار كبير.

وذات مرة كان عالمنا يجلس أمام دكان أحد أصحابه العطارين على أريكةٍ خشبية، ويتنبه إليه بعض المارة فيتوقفون عنده لمشورته في دواء لما ألمَّ بهم من داء: فهذا يشكو من قرحة وذاك من برد أو إسهال.

فيصف البليلة للأول واللحم المطهو بالتوابل للثاني والخروب لمن كان به إسهال. فيضيق صاحبه العطَّار لأنه يعوق رزقه.

وفي مرة أخرى قدم إليه أحد المرضى وهو جالس عند صديقه العطار وسأله عن علاج لورم في يده، فلما فحصه قال في تواضع: أعرف صفة الورم وأتفهم أسبابه، ولكنني لا أعرف له علاجاً فالتمسه عند غيري!

ويغضب العطار ثانيةً لأن ابن النفيس لم يصف له دواءً مما يبيعه في دكانه، كما يعجب من أن صاحبه على شهرته في الطب قليل الخبرة في العلاج.

ويُبدِّد ابن النفيس ما كان من أمر صديقه العطار: لقد شغلت نفسي بعلم الطب في ذاته، وحسبي بين زملائي دقة التشخيص وعليهم هم حُسن العلاج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى