علوم الأرض والجيولوجيا

التقنية في مواجهة الأسلوب

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

مع دنو تاريخ الجمال من الحاضر سوف يغطي تقليديْن أكثر حداثة. وتم التمييز في هذا الصدد في كتاب جوزف ساكس بعنوان: «جبال من دون درابزونات». ويدور التقليد الأول حول حب الجَمال لدى محبي البراري الذين يسعون الى قفار لم يلطخها الناس.

إنهم ورثة أوامر روزفلت «دعوه كما هو». وهم يرون أنفسهم يقتربون من القفار بأسلوب وليس بتقنية. وقد يحتملون ركوب سيارة جيب أو لاندروفر أو دراجة بخارية فقط لأن تلك هي الوسيلة المُجدية بقدر أكبر لبلوغ الصحارى من دون اللجوء الى الجمال (Camel).

ولكنهم سوف يصرون على أن يقود مثل تلك المركبة شخص يتمتع بمهارات ملاحية وميكانيكية من أجل السفر بعيداً عن معظم خدمات الإنقاذ ويصرون أيضاً على أن يكونوا في مجموعات صغيرة ويمقتون بشدة التطفل الواسع من المجموعة الثانية التي تضم اولئك الذين يعتبرون الصحراء تحدياً للتقنية والذين يأتون بصورة عامة في مجموعات كبيرة.

هؤلاء هم قادة عربات الرمال وعشاق الاندفاع على أربع عجلات وأعضاء نادي الدراجات البخارية. ويصل عددهم في السنة الى 800,000 شخص، وفي عطلة نهاية الأسبوع قد تشاهد ما يصل الى 80,000 منهم على كثبان الغودونز في كاليفورنيا.

 

ويشاهد آخرون على كثبان دولة الامارات العربية المتحدة وغيرها من الصحارى الغنية. وبالنسبة الى هؤلاء فإن وجود أكشاك المأكولات والمشروبات والكراجات… إلخ موضع ترحيب. ومايمقتونه، بدورهم، هو الأنظمة التي تفرض عليهم من قبل قاصدي الصحارى. والصحراء ليست المكان الوحيد الذي يحدث فيه نزاع بين هاتين الفئتين من السياح (وبحيرة ويندرمير موقع آخر) غير أن الصدام يكون أكثر جلاء في المساحات المكشوفة الواسعة في معظم الصحارى.

ويحمل سياح الصحارى اليوم ذلك كله وهم يستعرضون الكتيبات والمنشورات ثم يحاولون تحديد الصحراء التي يختارونها بشكل منطقي. وإذا سافروا الى مواقع كانت ألهمت جمال الماضي فلربما وجدوا بعضاً مما كانوا يتوقعون وخاصة إذا انطلقوا بوتيرة بطيئة وعمدوا الى اختيار التواريخ والأماكن بعناية.

غير أن من المحتمل أن تُخيّب صحارى الأمس أمل الأبرياء الذين يظنون أنهم سوف يرون أي شيء مثل الذي شاهدوه في الأفلام الكلاسيكية مثل لورانس العرب أو موت على النيل.

 

وقد حدثت زيادة بنسبة 161 في المئة في السياحة الى مصر في عام 2005، وربما يرجع ذلك الى نابليون وفلوبرت وأغاثا كريستي. كما أن خمسة ملايين سائح يزورون كل سنة تونس (حيث تم تصوير معظم لقطات فيلم المريض الإنكليزي) وأربعة ملايين منهم يذهبون الى المغرب (على خلفية الرواية الكلاسيكية الصحراوية للمؤلف بول باولز –السماء الواقية– والتي انتجت كفيلم في وقت لاحق.

وفي كل بلد يزيد عدد زوار الصحراء بسرعة تفوق عدد المتوجهين الى الساحل. وقد يجد السائح في غراند كانيون مشقة مماثلة، على حافتيه الشمالية والجنوبية فقط، لأن النزول الى أعماقه مُراقَب بشدة.

في منزلة وسط بين الصحارى المألوفة وتلك التي فُتحت في وقت أكثر قُرباً، توجد أماكن مثل ايران وراجستان في الهند وآسيا الوسطى. هذه المواقع كانت معروفة جيداً لقراء القرن التاسع عشر، ولكنها نائية جداً لاجتذاب العديد من سياح ذلك القرن. هناك يستطيع السائح رؤية النصب القديمة الفاتنة والمهيبة، والثقافات الثرية التي صنعتها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى