التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

التطور التاريخي الذي شهده صنع “التلغراف الكهربائي” عبر الزمن

2015 عصرا البخار والكهرباء

براون بير

KFAS

التلغراف الكهربائي التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

يعد التلغراف أول وسيلة تكنولوجية للتواصل الفوري على مدى مسافات تتجاوز مدى الصوت البشري.

قبل ذلك كانت تستخدم الإشارات البصرية ، مثل إشارات الدخان التي استخدمتها الشعوب الأمريكية الأصلية ، في حين استخدمت مؤسسات مثل البحرية البريطانية الأعلام أو الملوحات الإشارية مثل تلك التي تستخدم في إشارات السكك الحديدية .

الظلام والرؤية المتدنية يجعلان من الإشارة البصرية عديمة الفائدة .  ولكنها وهي فاعلة تكون أسرع شكل من أشكال التواصل . 

 

فهي إشارات تنتقل بين المرسل والمستقبل بسرعة الضوء ، وتصل سرعتها تقريباً إلى سرعة تيار كهربائي ينتقل سلك .  

في عام 1804 ، بعد زمن قصير من اختراع البطارية الكهربائية على يد عالم الفيزياء الإيطالي أليساندرو فولتا (1745 – 1827) صمم عالم الفيزياء الكتالوني دون فرنسيسكو سلفا آي كامبيلو (1751 – 1828) نظاماً استخدم فيه 25 سلكاً – كل سلك يرمز إلى كل واحد من الحروف الأبجدية (ما عدا الحرف K) ، وكان كل سلك متصل مع قطب مغمور في أنبوب من الماء الحمضي . 

وهناك سلك واحد يعمل على تواصل الأقطاب الأخرى في الأنبوب ثم يعود إلى المرسل .  وحين يوصل المرسل هذا السلك وأحد الأسلاك الأخرى مع البطارية فإن التيار عند المستقبل يؤدي إلى التحلل الكهربائي للماء ، ثم تظهر فقاعات عند القطب بحيث تحدد السلك الذي تم اختياره ويمثل واحداً من الحروف الأبجدية .

 

في عام 1809 صنع عالم الفيزياء الألماني صموئيل فون سومرينغ (1755 – 1830) تلغرافاً كهرلياً مشابهاً كان يعمل على مدى مسافة بلغت1,9 ميلاً (3 كيلو متراً) وتطلب 53 سلكا .  ُم

في إنجلترا عام 1816 عدل المخترع فرانسيس رونالدز (1788 – 1873) هذا النظام بحيث صار بحاجة إلى سلكين فقط لكي يعمل ، وقدم اختراعه إلى البحرية البريطانية ، غير أن البحرية لم يعجبها الاختراع وفضلت الاستمرار في استخدام اللوحات الإشارية القديمة بدلاً من ذلك .

 

الملوحات الإشارية

طريقة أو جهاز يستخدم لنقل الرسائل بصرياً ، باستخدام الضوء أو الأعلام أو الأذرعة المحورية .

 

تحسين النظام

أدت الاكتشافات في علم الفيزياء إلى المزيد من التقدم في تطوير التلغراف الكهربائي . 

في عام 1820 اكتشف عالم الفيزياء الدنماركي هانز أورستد (1777 – 1851) أن التيار الكهربائي المتدفق على طول سلك يحرف إبرة مغناطيسية محورية موضوعة بالقرب منه. 

وبحلول العام 1835 صنع جوزيف هنري (1797 – 1878) تلغرافاً تجريبياً باستخدام نبضات كهربائية لترمز إلى الحروف المشفرة ، بحث تجعل النبضات قطعة حديدية أن تصدر "طقطقة" حين تستجيب لمغناطيسي كهربائي عند المستقبل .  وفيما بعد طور صموئيل مورس (1791 – 1872) هذه الفكرة .

 

في تلك الأثناء استخدم المخترع الروسي بافيل شيلنغ (1786 – 1837) امتشاف أورستد ليصنع أول تلغراف باستخدام الإبرة الممغنطة ، وقد تألف هذا التلغراف من ستة أسلاك ووضعت فوقها أسلاك لولبية ممغنطة لتزويد التيار الكهربائي تقوم تؤدي إلى النحراف الإبر الموضوعة فوق الأسلاك . 

لم يلتفت أحد إلى اختراع شيلنغ خارج مدينة بيترسبيرغ .  ولكن انتبه عالما الفيزياء الألمانيان كارسل غوس (1977 –  1855) وويلهم ويبر (1804 – 91) إلى تجربته. 

وفي عام 1833 أرسلا إشارات على مدى مسافة بلغت 1,9 ميلاً (3 كيلو متراً) باستخدام شكلاً من التلغرافات تألف من سلكينوإبرة واحدة .

 

وبعد ذلك بخمس سنوات في إنجلترا سجل عالما الفيزياء ويليام كوك (1806 – 79) وتشارلز ويتستون (1802 – 75) براءة اختراع للتلغراف باستخدام الإبرة ، وقد استخدم هذا التلغراف خمس إبر تشير إلى حروف موضوعة بمجموعات مختلفة على لوحة أخذت شكل الماسة .

وكان يحتاج إلى ستة أسلاك ، (خمسة منها للإبر وواحد للتيار الراجع) ، ووضع هذا التلغراف على جزء من سكة الحديد الغربية الكبيرة عام 1838. 

 

وفي عام 1838 تم تخفض عدد الأسلاك إلى ثلاثة ، وبحلول العام 1845 تم تبسيط المستقبل بحيث صار يحتاج إلى إبرة واحدة فقط . 

وبحلول العام 1852 كان يغطي التواصل التلغرافي مسافة من سكك الحديد البريطانية بلغت 4040 ميلاً تقريباً (6500 كيلومتراً) .

 

الرسائل المشفرة

جرب مورس تلغرافه ذا السلك الواحد عام 1838 ، وكان أول استخدام تجاري له عام 1844 فوق خط سكة الحديد الذي امتد لمسافة 37 ميلاً (60 كيلومتراً) بين مدينتي واشنطن وبولتيمور . 

وفي الحقيقة كان تلغرافه مجرد تحسين على فكرة هنري ، ولكن مساهمة مورس الغظمى في وسائل الاتصال كانت اختراعه شيفرة النقاط والشرطات التي صارت معترف بها عالمياً في إرسال رسائل التلغراف (وفيما بعد رسائل الرايو أيضاً ) .

وكانت النسخة الأخيرة من شيفرة مورس بشكل رئيسي من عمل ألفرد فيل (1807 – 59) الذي كان يعمل مساعداً لمورس .

 

ربط العالم

في ومن قصير ربطت خطوط التلغراف الريف في شمال أمريكا وأوروبا ، ووضعت الكابلات تحت المناطق المائية ، ففي عام 1845، تم تمديد الكابلات عبر ميناء نيويورك وفي عام 1851 تم تمديدها عبر القنال الإنجليزي .

في عام 1855 صمم المخترع الأمريكي الإنجليزي المولد ديفيد هيوز (1831 – 1900) التلغراف الطباعي ، فكان المرسل ينقر الرسالة على لوحة مفاتيح وتقوم آلة مشابهة عند المستقبل بطباعة الرسالة تلقائياً عند وصولها حرفاً حرفاً . 

وفي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1856 غيرت شركة وادي نيويورك وميسيسيبي للتلغراف الطباعي اسمها إلى شركة ويسترن يونيون للتلغراف لكي تشير إلى انضمام خطوط التلغراف من الغرب إلى الشرق.

ومنذ ذلك الحين صار التلغراف الأسلوب الوحيد في التواصل المحلي والعالمي حتى حل محله الهاتف والراديو .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى