الفنون والآداب

الترفيه المنزلي

2008 كتاب المعرفة – الثقافة والفنون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

كان لاختراع الراديو والتلفاز تأثيراً هائلاً على الترفيه المنزلي. فقد صنع البث الإذاعي آلاف الوظائف، من مشغلي الكاميرات إلى مقدمي الأخبار، وجعل المعلومات متاحة لملايين الناس في شكل أخبار ووسائل ترفيهية وثقافية. في هذه الأيام مكن البث الإذاعي عبر الإنترنت الناس من مواكبة الأحداث والرياضات والموسيقى والمشاهير حول العالم و24 ساعة في اليوم.

قبل أن تصبح أجهزة التلفاز في متناول الجميع في الخمسينيات من القرن العشرين كانت المسرحيات الإذاعية شائعة كإحدى وسائل الترفيه المنزلي، ففي عام 1938 أثار أورسون ويليس ضجة حين بث مسرحية في الخيال العلمي بعنوان (حرب العوالم) تصف غزواً من خارج الفضاء. كانت المسرحية واقعية جداً لدرجة أن العديد من المستمعين فرّوا من بيوتهم مرعوبين.
منذ الستينيات من القرن العشرين عملت البرامج التلفزيونية على تسلية وتثقيف المشاهدين. فقد مكنّت برامج حول البلدان البعيدة والحياة البرية الغريبة والفن والآثار والصروح القديمة المشاهدين من مشاهدة أشياء رائعة لا يمكنهم مشاهدتها بوسيلة أخرى.
أحدث التلفاز تغييراً جذرياً على الحملات السياسية، فالسياسيون الذي يمتلكون مهارات في الخطاب التلفزيوني كانوا أوفر حظاً في الفوز بالإنتخابات.
البرامج التلفزيونية للبث الموسيقى المباشر – من الأوبرا إلى احتفالات الروك – تجلب المتعة للملايين الذين لا يستطيعون السفر من أجل حضور الحفلات الموسيقية أو شراء تذاكر لحضور حفلات حية. غير أن المعجبين بالموسيقى يعتقدون أن التلفاز لا يستطيع أبداً أن يحل محل الإثارة الحفلات الحية.
يصنع مخرجو التلفاز مسلسلات من أجل بيعها للعديد من الشبكات التلفزيونية، وهذه المسلسلات يمكن مشاهدتها معادة في سنوات لاحقة لكسب المزيد من المال.
تعود الأوبرا الصابونية إلى العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين حين كانت برامج الإذاعة النهارية تحاول جذب ربات البيوت، وكان يدعمها صانعو الصابون والمواد التجميلية، وتصف هذه الأوبرا الحياة اليومية للناس العاديين الذين تمتلىء حياتهم بالأحداث الغريبة. وفي الوقت الحالي تعدّ الأوبرا الصابونية من بعض أكثر البرامج التلفزيونية شيوعاً.


في هذه الأيام يمكن لبرامج الراديو والتلفزيون أن تُشاهد وتُسمع على الحواسيب، أو أن تحّمل على مشغلات (ميديا بليير) مستخدمة أشكالاً مثل أم بي ثري. كما تعدّ معظم البرامج الآن تفاعلية، فيقوم المقدمون بدعوة الجمهور إلى المشاركة في برامجهم المفضلة عن طريق إرسال رسائل إلكترونية والإنضمام إلى حوار على الإنترنت وحتى صنع برامجهم الخاصة بهم.

التلفاز:

يستقبل جهاز التلفاز إشارات تبث بسرعة كبيرة جداً، وتمثل كل إشارة كمية ضئيلة من الضوء، وحين تصل هذه الإشارات إلى جهاز التلفاز تمّر عبر أنبوب لأشعة الكاثود، وهو عبارة عن قمع طويل يحتوي على أشعة الكاثود عند أحد أطرفه (أي تماس كهربائي) وشاشة زجاجية عند طرفه الآخر. يحول الكاثود الإشارات إلى جزيئات من الطاقة ويوجهها إلى الشاشة. وحين يرتطم كل إلكترون بالغلاف الداخلي للشاشة فإنه يصدر وميضاً. وهذا يؤدي إلى صنع صور تتألف من بقع صغيرة من اللون والضوء.

غالباً ما تؤدي الأنماط السائدة إلى الشكاوي، حيث يشارك صانعو البرامج في حروب تصنيف البرامج من أجل جذب أكبر عدد من المشاهدين. وهذا بدوره يؤدي إلى بث العديد من البرامج المتشابهة حول مواضيع شائعة، مثل فن الطبخ والبستنة، في نفس الوقت.
وسائل الإتصالات السلكية واللاسلكية هي في الغالب بث فوري للأصوات والكلمات والصور والمعلومات بواسطة وسائل إلكترونية. في الوقت الحالي تُحمل روابط الراديو والتلفاز والهاتف بشكل منفصل، ولكن سوف تُرسل في المستقبل بنفس الطريقة، وتنفصل فقط حين تصل إلى وجهتها.
ترجع ألعاب الفيديو في تاريخها إلى أواخر الستينيات من القرن العشرين، وقد تم اخترع عدة أنظمة مختلفة، ولكن جميعها تستخدم لوحة تحكم يتم تحميلها عن طريق برامج حاسوبية وتربط بجهاز تلفاز. وهذه الألعاب الأولى تغيرت جذرياً بواسطة لعبة (غيم بوي) التي اخترعتها الشركة اليابانية نينتندو عام 1989. يمتلك كل جهاز شاشةً صغيرة الحجم ولوحة تحكم يمكن حملها بسهولة وتقدم إلى اللاعبين ألعاباً وألغازاً مختلفة.
تبع لعبة (غيم بوي) لعبة (البلاي ستايشن) التي أطلقتها شركة الإلكترونيات العملاقة سوني عام 1995. وتحتوي اللعبة على رسومات متقدمة واستجابة واقعية وتحكم سريع وحساس.

السينما المنزلية:

حتى وقت اختراع أشرطة الفيديو كان لدى المشاهدين فرصة واحدة فقط لمشاهدة برنامج ما – ويكون ذلك وقت بثه كما هو معدّ مسبقاً. صنعت أول أشرطة فيديو عام 1956، غير أن أشرطة الفيديو المنزلية لم تكن متاحة حتى عام 1972. وكانت أشرطة الفيديو فتحاً جديداً في مجال البث، فقد حّولت كل جهاز تلفاز منزلي إلى “سينما منزلية،” بحيث مكنت المشاهدين من مشاهدة ما يرغبون به في الوقت الذي يختارونه.


 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى