الطب

التدخين وآثاره السلبية على صحة الإنسان

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التدخين آثار التدخين السلبية الطب

التدخين هو استنشاق الدخان الذي ينتج عن حرق ورق نبات التبغ (الطباق أو الدخان أو التمباك) حرقا بطيئا، كما هي الحال في السجائر والسيجار والنرجيلة والغليون وغيرها.

ويحتوي هذا الدخان على كثير من المواد الكيميائية الضارة بجسم الإنسان، مثل النيكوتين والقطران وغاز أول أكسيد الكربون ويؤدي ذلك إلى آثار سيئة كثيرة في أجهزة الجسم المختلفة، خصوصا الجهاز التنفسي، والقلب والجهاز الدوري، والكليتين.

فالقطران يترسب على الغشاء المخاطي المبطن للشعب الهوائية. وهذا يؤدي إلى عدم قدرة أهداب الخلايا على الحركة، وبالتالي إلى صعوبة التخلص من الأتربة والبكتيريا التي تعلق بالغشاء المخاطي لهذه الشعب.

 

ويترتب على ذلك حدوث السعال، في محاولة من الجسم لطرد هذه المواد الغريبة، وبمرور الوقت، يؤدي القطران إلى أمراض مزمنة في الرئتين.

ومن الثابت علميا، أن حدوث الأورام الخبيثة في الرئة بين المدخنين أكثر بدرجة ملحوظة من حدوثها بين غير المدخنين.

 

كذلك ثبت أن عادة التدخين من الأسباب الرئيسية لحدوث سرطانات الفم واللثة والحلق.

أما النيكوتين، فإنه يؤثر على الجهاز العصبي، فيسبب زيادة إفراز اللعاب، واضطرابا في حركة الجهاز الهضمي.

 

إلا ان تأثيره على القلب والجهاز الدوري هو الأهم. إذ يسبب النيكوتين سرعة خفقان القلب، وعدم انتظام الدورة الدموية في أجزاء الجسم المختلفة.

وتؤكد الإحصاءات العلمية أن المدخنين معرضون للإصابة بالنوبات القلبية أكثر من غير المدخنين.

 

وهذه النوبات تسبب الوفاة المبكرة، او العجز عن العمل بين أفراد القطاع المنتج من المجتمع.

كذلك يؤثر النيكوتين على الغدة النخامية فيؤدي إلى الإقلال من إفراز البول، وبالتالي تركيزه، وما ينشأ عن ذلك من أضرار مثل حصى الكلى والجهاز البولي.

كذلك فإن غاز أول أكسيد اكربون يتحد مع هيموجلوبين الدم، الذي يقوم بنقل الأكسجين إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويؤدي هذا الاتحاد إلى تكوين مادة خاملة، تعجز عن القيام بهذه المهمة، فتقل قدرة المدخنين على القيام بالمجهود الجسماني. لذلك يحرص أبطال الرياضة على عدم التدخين، للمحافظة على تفوقهم وقدرتهم على الأداء.

 

ولا يقتصر خطر التدخين على المدخن وحده، بل يمتد أيضا إلى مخالطيه من غير المدخنين، حيث يؤدي استنشاقهم للدخان إلى تعرضهم لأضرار صحية لا تقل عن تلك التي تصيب المدخن نفسه.

لذلك وضع الكثير من الدول القوانين التي تمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، كالمصالح الحكومية، ودور السينما، والمسارح، ووسائل المواصلات، كذلك تحدد شركات الطيران، والسكك الحديدية، أماكن خاصة للمدخنين في الطائرات والقطارات حرصا على سلامة غير المدخنين.

كذلك تنبه وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، في كثير من الدول، إلى أضرار التدخين وخطورته على صحة الفرد والمجتمع.

 

ويمكن للمدخن أن ينقذ نفسه ومن حوله من الأخطار الناشئة عن هذه العادة السيئة. والطريقة الوحيدة لذلك هي الامتناع فورا عن التدخين.

لكن الأهم من ذلك هو أن يحمي الشباب نفسه من الوقوع في هذا الخطأ الكبير من البداية. وقد يظن الفتى واهما أن التدخين يكسبه مظهر الرجال. ولكن هل من الرجولة أن يقتل الإنسان نفسه أو أن يؤذي من حوله؟

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى