البيئة

التأثير السلبي للملوثات الكهرومغناطيسية على حياة الإنسان والكائنات الحية

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

ملوثات الكهرومغناطيسية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تشكل محطات الإذاعة وشبكات الضغط العالي وشبكات الاتصال والهواتف النقالة (المحمولة Mobiles) أكثر مصادر التلوث الكهرومغناطيسي.  ويمكن توضيح تلك المصادر في الشكل (16)

حيث تصدر موجات كهرومغناطيسية تؤثر في الإنسان والكائنات الحية.  ويمكن توضيح مجال تلك الموجات التأثيرية كما في الشكل (17):

كما يتعرض الإنسان داخل منزله لفيوض من الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أجهزة وأسلاح كهربية، هذا بالإضافة إلى الشحنات الكهربية المنطلقة من بعض الملابس المصنعة من ألياف صناعية، حيث تختزن تلك المنسوجات الصناعية بعض الشحنات الكهربية. 

 

وتظهر جميع الموجات الكهرومغناطيسية على هيئة إشعاعات غير مؤينة ذات طاقة أقل بكثير من طاقة الإشعاعات المؤينة، وهذه الإشعاعات غير المؤينة تؤثر في الكائنات الحية بطرق غير معروفة حتى الآن. 

ولكن ثمة اعتقادا سائدا بأنها تنتقل إلى الأعصاب وتتداخل في عمل المخ، وتؤثر في بعض التفاعلات بالخلية، وتشوه الأجنة. 

 

وقد لوحظ أن معظم من يعملون أمام شاشات الحاسب الإلكتروني لفترة طويلة يصابون بضعف الإبصار، وأن السيدات الحوامل من هؤلاء تزداد نسبة إجهاضهن(11).

يؤدي التعرض لموجات الرادار إلى الإصابة بالصداع والإجهاد العصبي، وقد يصل التأثير إلى حد فقدان الذاكرة. 

كما لوحظ أن شيئا من التغير حدث في تركيب دم فئران التجارب التي تعرضت لمجال كهربي قوته (15) ألف فولت.  كما انخفض إنتاج النحل للعسل، واختل مستوى الهرمونات في الدجاج نتيجة التعرض لمجال كهربي قوي. 

 

والأطفال الذين يعيشون بالقرب من محطات القوى والشبكات الكهربية ذات الضغط العالي، وأبراج الميكروويف وابراج شبكات الاتصال لا سيما شبكات الهواتف النقالة، تتضاعف فرص إصابتهم باللوكيميا وأمراض الجهاز العصبين وذلك مقارنة بالاطفال الذين يعيشون بعيدا عن هذه المؤثرات.  ولذا تنص القوانين المتعلقة بالبناء على مادة خاصة بعدم التصريح بإقامة المباني السكنية أو غيرها من المنشآت تحت خطوط الضغط العالي أو على مسافة قريبة منها(96).

وثمة مجموعة من الملاحظات التي تؤكد التأثير الكهرومغناطيسي لهذه الشبكات.  ففي أثناء لمرور تحت إحداها يلاحظ تشويش (شوشرة) جهاز الراديو بالسيارة وصدور أصوات غريبة عنه، وذلك لتداخل المجال المغناطيسي للبرج مع موجات الإذاعة.

وقد يتزايد إحساس الشخص بحركة شعر الرأس الخفيف خلف الأذن وذلك عند وقوفه تحت البرج، وفي بعض الأحيان يستشعر صدمة كهربية خفيفة عند تلامس أطراف الأصابع، وقد يضيء مصباح فلورسنت إذا ما حمل باليد تحت إحدى الشبكات أو بالقرب منها. 

 

ويقرر علماء المعهد القومي الأمريكي للمستويات القياسية أن الحد الأقصى للجرعات الإشعاعية غير المؤينة (الموجات الكهرومغناطيسية) التي يجب ألا يتعرض الإنسان لاعلى منها هي 1000 ميكرووات/سم3(97).

كما تتسبب الهواتف النقالة في إحداث تلوث كهرومغناطيسي بالغ التأثير لمسرفي استخدام هذه التقنية العصرية للاتصال، حيث يتضاعف تأثيرها في الجهاز العصبي وحاسة السمع لدى الأطفال، نظرا لسهولة نفاذها من جماجمهم غير المكتملة التكلس، لتصل إلى مراكز أجهزتهم العصبية الدماغية. 

ولذا ينصح بتجنب تعرض الأطفال للمجالات المركزة لموجات الهواتف النقالة، كما ينصح بعدم حمل هذه الهواتف بالقرب من القلب، نظرا لتأثيرها الاختلالي في الموجات العصبية المسيرة لنشاط القلب.

 

كيف يتم الاستدلال على الحد الذي يجب ألا يتعرض الإنسان لأعلى منه؟ وكيف يمكن تقليل تعرضه لها؟

يتم ذلك في ضوء ما تسفر عنه نتائج التجارب التي تهدف إلى قياس التاثير الحراري للموجات الكهرومغناطيسية. 

ففي إحدى التجارب وجهت موجات ميكروويف شدتها 100 ألف ميكرووات/سم3 إلى أرانب تجارب لمدة (4) ساعات، فارتفعت حرارة سوائل عيونها بشكل ملحوظ، وأصيبت أعداد كبيرة منها بالمياه البيضاء بعد أسبوع من إجراء التجربة.

لذا ينصح دائما بترك مسافة لا تقل عن (3) أمتار بين المشاهد وجهاز التلفيزيون، وتجنب المشاهدة في الظلام، وذلك لحماية العين من الأشعة المنبعثة من شاشة التلفاز.

 

كما يسعى معهد "بيولوجيا البناء" بألمانيا إلى دراسة كيفية تصميم المنازل والمنشآت، وذلك لتقليل الشحنات الإشعاعية غير المؤينة داخل المنازل العصرية التي تحوي العديد من الأسلاك والأجهزة الكهربية.

حيث يؤدي تشغيل تلك الأجهزة مرور التيار داخل تلك الأسلاك إلى زيادة معدلات التلوث الكهرومغناطيسي. وما تزال الأبحاث جارية للحد من معدلات التلوث الكهرومغناطيسي داخل المنازل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى