البيئة

التأثير السلبي لـ”اقتلاع النباتات وإنشاء الطرق المعبدة في الصحراء” على بيئة الكويت

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

اقتلاع النباتات إنشاء الطرق المعبدة في بيئة الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

اقتلاع الأعشاب والنباتات المعمرة لاستخدامها وقودا

على الرغم من توفر الأنواع المختلفة من الوقود مثل الغاز الطبيعي والكيروسين والفحم، ما زال الكثير من البدو والرعاة ورواد المخيمات الترفيهية (الربيعية) يستخدمون الحطب للحصول على الطاقة اللازمة للطهي والتدفئة. 

ونتيجة لذلك انثرت أنواع عديدة من النباتات مثل الرمث في المناطق الجنوبية الغربية، والعرفج في المناطق الجنوبية والأرطة في وادي أم الرمم.

ويرجع السبب الرئيسي في اندثار نبات العرفج من منطقة الوفرة الزراعية ونبات الرمث من منطقة العبدلي الزراعية إلى استخدام النباتات البرية في أجهزة التبريد التي يستخدمها المزارعون في الزراعة المحمية.

حيث يتم قلع شجيرات العرفج ونباتات أخرى من جذورها وتوضع في شباك التبريد التقليدية التي تعتمد على استخدام المياه في التبريد.

 

إنشاء شبكة من الطرق المعبدة وغير المعبدة في الصحراء

إن إنشاء شبكة من الطرق المعبدة عبر الصحراء جعل معظم الأراضي الصحراوية في متناول الأنشطة المختلفة مثل الرعي ونصب الخيام الربيعية وصيد الطيور المهاجرة والتنقل عبر الصحراء في طرقات عشوائية وغيرها. 

كما قابلت الزيادة في عدد السكان زيادة مطردة في استخدام السيارات والمركبات المجهزة التي تعمل في الصحراء ويستخدمها مربو الأغنام والإبل ومرتادو الصحراء. 

الأمر الذي أدى إلى تفتت وتفكك التربة الصحراوية والقضاء على ما ينمو عليها من نبات أو ما يعيش بداخلها من حيوان تحت وطأة أثقال هذه السيارات التي تتحرك بحرية تامة فوق أرجاء الصحراء الكويتية (الشكل رقم 20). 

 

ووجود الإنسان المستمر في تلك المناطق يفسد عملية التأهيل الذاتي للتربة ويحد ايضاً من طاقة التمعدن في التربة. 

وتتسبب حركة السيارات في الطرق غير المعبدة أيضا بانضغاط التربة وبالتالي إلى نقص معدلات تسرب مياه الأمطار بالتربة بنسب تتراوح بين (30 – 100%) وهذا يؤدي إلى تنشيط عمليات الجريان السيلي ومن ثم الانجراف المائي للتربة، وفي هذه الحالات يكون من الصعب جداً إعادة تأهيل التربة إلا باستخدام طرق ميكانيكية باهظة التكاليف. 

ولذا لا بد من تحديد طرق معينة يسلكها المواطنون لتقليل الضرر الناتج من حركة المركبات على التربة.

 

وقد أدى ظهور الأخاديد في الطرق الترابية والبوزات حولها بفعل حركة الآليات بأنواعها إلى اضطراب نظام التصريف للمياه في المنطقة (الشكل رقم 21). 

وتتفاوت كثافة الطرق الترابية في صحراء الكويت من 0,46 كم طولي/كم2 إلى 4,27 كم طولي/كم2 وبمتوسط 2,49 كم طولي/ كم2 (Al-Dousari et al., 2000).  ويلاحظ كذلك أن كثافة الطرق الترابية العشوائية تزداد بالقرب من الطرق المعبدة وخاصة السريعة. 

وبشكل عام فإن عمليات إنشاء الطرق المعبدة تتدخل بدرجة كبيرة في الخواص الطبيعية للتربة، فإنشاء طريق بأربع حارات مرورية على سبيل المثال بسبب تعرية لأكثر من تسعة هكتارات في كل كيلومتر على امتداد الطريق، وبالإضافة إلى ذلك فإن عملية إنشاء الطرق تؤثر في حركة المياه الجوفية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى