العلوم الإنسانية والإجتماعية

البرامج والفعاليات التي تقدمها “دور الحضانة” للأطفال

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دور الحضانة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إنَّ كلمةُ حضانة من الكلمات المتعددة المعاني، ويختلف معناها باختلافِ المجال الذي تُستخدَمُ فيه.، ففي اللغة يرجعُ أصلها إلى الفعل حضنَ أي حافظ على الشّيءِ ورَعاهُ ودافَعَ عنْهُ.

والحضانةُ في الطبِّ تعني الفترةَ التي يقضيها المريضُ بينَ الإصابةِ بالمَرَضِ وبينَ ظُهورِ أعراضِهِ، ومنَ المَعروف أنَّ لكلَّ مرض فترة حِضانةٍ مُحددّةٍ يَعرفُها الأطباءُ، فمثلاً الحصبةُ فترةُ الحَضانةِ فيها تستغرقُ من أُسبوعٍ إلى أُسبوعَيْنِ.

وكلمةُ حضانةٍ في القانون تعني الالتزام بمسئولية تربيةِ الطّفلِ من قِبَلِ أحدِ الأبوينِ في حالةِ تصدُّع الأسرة وانفصالها.

 

والأصلُ في هذا الالتزام بالتشريعِ الإسلاميِّ أنْ تكون الحضانةُ للأمّ، أو من يقومُ مَقامَها من النِّساءِ القريباتِ.

أما كلمة حضانة (بتشديد الضّاد)، فتُطلَق على الجهاز الذي يُوضعُ فيه الطفلُ الخَديج (أي الذي يُولَد قبلَ موْعِده)، وتُطلقُ أيضاً على الجهاز الذي يُدفّأُ صناعياً ليُفرِّخَ فيهِ البَيْضُ.

ويُعدُّ حينئذٍ البديل عن الطائر الأُمِّ التي تحتضنُ بَيْضَها حتى يَفْقِس، وتخرُجُ منهُ الأفراخُ الصَّغارُ.

 

ويُطلَقُ على الأمِّ في الإنسانِ والحَيوانِ كَلمةُ "حاضنةٍ" لأنَّها تقومُ بتربيةِ صِغارِها ورعايتهم والمحافظة عليهِم، ومن هُنا جاءَ معنى حضانةٍ أو دار الحَضانةِ حيث يتِمُّ الإشرافُ على الطِفل وتَرْبِيَتِهِ وتدبير شؤونِه في الفَترةِ العُمريّةِ من سنِّ الثالثةِ إلى سِنِّ السادسة قبلَ التحاقِهِ بالمدرسة الابتدائيةِ.

وتقومُ دارُ الحضانةِ برعايةِ الأطفالِ أثناءَ فترةِ انشغال أُمهاتِهم بالعملِ خارجَ المنزِلِ، وتشملُ هذهِ الرعايةُ الجوانبَ الصحيةَ والدينيةَ والخُلُقيةَ حتى ينمو الطفلُ نُموُاً اجتماعّياً سليماً.

وتشتملُ البرامجُ التي تُقدمِّها دُورُ الحضانةِ للأطفالِ برامجَ ثقافية وترويحيةٍ وصحيةٍ، ليتمكنَ كُلُّ طِفلٍ من قَضاءِ وقتٍ مُمتِع بها بحسبِ ما يُحبُه من العابٍ وقصصٍ وهواياتٍ.

 

وفي الوقتِ نفسِهِ يستطيعُ الأطفالُ من خِلالِ هذه البرامِجِ اكتساب بعض الخبراتِ الاجتماعيةِ، وإشباعِ حاجاتِهم النفسية.

ولذلك تَسْعى دُورُ الحَضانةٍ إلى توْفيرِ المناخ التربويَّ السليم، الذي يُتيحُ لكل طِفلٍ النشاطاتِ الثقافيةِ والترويحيةِ التي يُميلُ إليها، واختيارِ الألعابِ التربويةِ التي يُحبُّها.

ويتعلمُ الأطفالُ في دُورِ الحضانةِ الأناشيد والموسيقى، وكذلك الرسمَ والتلوينَ بالإضافةِ إلى عملِ بَعضِ الأشكالِ من الصَّلصال. وتقومُ المعلمةُ في الحَضانةِ بتعليم الأطفالِ هذه النشاطات الفنيةِ، والتي يتعلَّمُ الأطفالُ عن طَريقِها الأرقام والحِسابَ، والحروف والكلمات.

 

ويقضي الأطفالُ فتراتٍ سعيدةً في الحَضانةِ يتناوَلون خِلالَها وجبةِ الإفطارِ والحَلوى والعَصير، ويلعَبون في حديقةِ الحضانةِ بعضَ الألعابِ المُسلية.

ويُشاهدُ الأطفالُ الطيورَ والحيواناتِ الصغيرة في حَظيرة الحضانةِ، ويتعَلمون كيفَ تتمُّ العنايةُ بهذِهِ المخلوقاتِ الصغيرةِ، وماذا يأكلُ كُّلُّ نوعٍ منها.

 

كما يتعلمُ الأطفالُ كيف تتمُّ رعايةُ النباتاتِ وريَّها بالماء حتى تنمو وتزهرَ، وكيف يقومونَ بِتَنسيقِها في الحديقةِ حتى تَبدو جميلةً.

ويُحِبُّ الأطفالُ دارَ الحضانةِ لأنَّهم يلتَقونَ فيها بأصدقائِهِم الذينَ يلعَبونَ معهُم الألعابَ الجماعيَّة، والتي يأخُذُ فيها كُلُّ طِفلٍ دورَهُ، لِيتَعاونوا ويُحِبُّ بعضَهُم بَعْضاً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى