البيئة

البحر الأبيض المتوسط

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيئة موسوعة علمية

 يقع البحر الأبيض المتوسط على إمتداد ٤٠٠٠ كم (٢٥٠٠ ميل) بدءا من ساحل فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا في الشرق إلى المضيق الضيق لجبل طارق في الغرب. وبالرغم من أنه يغطي مساحة تقارب ٢.٥ مليون كم مربع (١ مليون ميل مربع) الا أن هذا البحر المنغلق بدا أكثر ضحالة من أغلب محيطات العالم.

الحوضين الرئيسين:

يقوم المضيق الضيق لجزيرة صقلية بتقسيم البحر الأبيض المتوسط الى حوضين رئيسين. فالحوض الغربي يحتوي على سهل واسع عميق أملس مغطى بالرواسب التي يعود تاريخها الى ٢٥ مليون سنة. وعلى العكس من ذلك فان الحوض الشرقي ينقسم الى نظام سلسة جبال البحر الأبيض المتوسط التي تتكون من الرواسب المضغوطة بواسطة حركة أفريقيا شمالا باتجاه يوراسيا. وتعود الرواسب في هذا الحوض الى سبعين مليون سنة، حيث تم رصد أكثر الأماكن عمقا في البحر الأبيض المتوسط الحديث. وقد وصل أقصى عمق إلى ٥٠٠٠ متر (١٦,٠٠٠) قدم. أما في الحوض الغربي تنقسم الأحواض الفرعية باليريك وتايرهينيان بواسطة مقسمة سلسلة جزيرة كورسيكا وسردينيا. وبعكس المظهر المسطح نسبياً لطبوغرافيا قعر حوض باليريك فإن الحوض الفرعي تايرهينيان الذي يصل إلى عمق ٣٦٠٠ متر (١٢,٠٠٠ قدم) يسوده سلاسل جبال وقمم بحرية وقوس من البراكين النشطة مثل فيزوف وإتنا وسترومبولي.

وصلات من صنع الإنسان

إضافة إلى الإتصال الطبيعي مع الأطلسي عبر جبل طارق يتصل حوض البحر الأبيض المتوسط شرقاً مع المحيط الهندي بواسطة قناة السويس التي أفتتحت عام ١٨٦٩م. ورغم قلة تبادل الماء عبر القناة إلا أن عدد من الأنواع إجتاحت حوض البحر الأبيض المتوسط عبر القناه. هذا ويتصل البحر الأسود المحصور براً مع شرق البحر الأبيض المتوسط بواسطة بحر الدردنيل وبحر مرمرة وبحر إيجا. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على طحالب البلانكتون أن خصائص أنواع بحر إيجا تنتشر في البحر الأسود ويمكن أن يكون سبب ذلك هو حجز السدود للأنهار التي تغذي البحر الأسود مما يؤدي إلى التقليل من تدفق الماء خارجاً من خلال الدردنيل وزيادة تدفق مياه بحر إيجا.

دوران التيارات

على الرغم من دخول مياه الأطلسي إلى البحر الأبيض المتوسط من خلال مضيق جبل طارق، الا أن هناك تدفق ملموس خارج البحر الأبيض المتوسط لمياهه الأكثر ملوحة وكثافة عن طريق نفس الممر. وحسب الأسطورة إستغل الفينيقيون هذا التدفق نحو الخارج. وقاموا بخفض أشرعتهم عدة درجات في الماء لإستغلال هذا التيار للدخول إلى الأطلسي ضد الرياح السائدة.

واليوم يستخدم هذا التيار القوي السفلي بواسطة الغواصات التي يمكن أن تطفىء محركاتها وتعبر بهدوء من خلال المضائق إلى الأطلسي. هذا وتتجه مياه الأطلسي الداخلة إلى الحوض نحو الشرق وتصبح بالتدريج أكثر ملوحة عندما تتبخر المياه عن سطح البحر ويمكن أن تصل درجة الملوحة إلى ٣٩,٥ جزء لكل ألف في شرق البحر الأبيض المتوسط . وفي الصيف يمكن أن تفصل طبقة سمكها ٢٠-٤٠ متر (٦٦ – ١٣٠ قدم) الماء الدافىء الأكثر ملوحة عن الماء الأبرد أسفلها. وفي الشتاء تزيل الرياح الجافة بخار الماء حيث تزيد من الملوحة السطحية, وفي نفس الوقت تبرد سطح الماء الذي يصبح أكثر كثافة وبالتالي يغوص إلى أسفل.

من جهة أخرى تتدفق كتل مياه الشتاء هذه نحو الغرب متجهة إلى مضيق جبل طارق أو تغوص إلى الأسفل مكونة ماءاً عميقاً وكثيفاً في الحوض الشرقي.

يفقد البحر الأبيض المتوسط بواسطة التبخر حوالي ثلاث اضعاف الماء الذي يكسبه من سقوط الأمطار وتدفق الماء من الأراضي الأخرى. ويتم تعويض الخلل هذا من تدفق الماء إليه من مياه الأطلسي المتدفق شرقاً ملامساً شاطىء شمال أفريقيا ومكوناً التيار الوحيد المعروف في مياه البحر الأبيض المتوسط.

هذا ويغذي هذا التيار نمط الدوران المعاكس لإتجاه دوران عقارب الساعة في الحوض الغربي وبحور الأدرياتيكي والإيوني. ويعتبر تبادل الماء مع الأطلسي محدودا وتقدر فترة التحول للبحر الأبيض المتوسط بـ١٥٠ سنة. ومدى موجات المد في البحر الأبيض المتوسط منخفض ويصل إلى حوالي ٣٠ سم (١٢ إنش) فقط.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى