الطب

البحث عن أنماط مختلفة للقاحات

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

الوسائل المختلفة تؤدي إلى خيبات مختلفة. فعلى سبيل المثل، لا تستطيع تكوين مقاومة باللقاح ؛ وعلى كل حال هناك حدود في مقدرة المتلقي للاستجابة للقاح.

وبهذا لا يمكن إجراء العزل بشأن زرع العوامل الممرضة، ويمكن متابعته فقط من خلال المراقبة الحساسة الدائمة.

واللقاحات هي وسائل شديدة الفعالية ولكنها غالباً ما تكون مقصورة على مجالاتها الدقيقة. فلقاح المكورة الرئوية، مثلاً، هو مقتصر ومحدود لأنه يؤثر فقط في مجموعة متفرعة من أنماط مصل المكورة الرئوية في اللقاح المرافق.

وهذه الأنماط المصلية تختلف تبعاً للمناطق الجغرافية ومراحل الحياة. وهذا يعني أن فعالية اللقاح الرئوي تتوقف على أنماط المصل الممرضة في جماعة سكانية ما وأعمار السكان.

القصور الآخر للقاح هو استجابة المتلقي. فلا يوجد لقاح فعال 100 %. وبناءً على نوعه فإن أجزاء مختلفة من الجهاز المناعي تتفعل، وقد يحتاج الأمر إلى جرعات متعددة لاستقلاب اللقاح أو للحصول على مستويات دائمة وكافية من الأجسام المضادة ومناعة الخلايا.

وقد أدت الأمثلة على قصور تحول اللقاحات واستجابات مناعية مغلوطة في مرض شلل الأطفال إلى تطوير لقاحات أحادية التكافؤ لتحسين المناعة الخاصة بالسلالة. وكان اللقاح الأولي لشلل الأطفال الذي استخدم كأساس للاستئصال هو لقاح فموي، الذي يحوي ثلاثة أنماط من شلل الأطفال.

 

أما المحاولات المتعاقبة للحصول على الأنماط الثلاثة في لقاح واحد فقد أدت إلى مستويات أدنى من الأجسام المضادة لكل منها وتحتاج إلى جرعات أكثر للحصول على استجابة مناعية صحيحة لكافة الأنماط الثلاثة.

ولقد تضافرت هذه الحقيقة مع تفهم أعمق كثيراً لأنماط انتشار المرض – بمعرفة أي السلالات كانت ترد، ومن أين – مما يساعد على استعمال لقاح أكثر تركيزاً لوقف الانتشار.

وفي بداية البرنامج، كانت تكفي معرفتنا ما إذا كان المريض بشلل الأطفال الارتخائي ايجابي الشلل أو سلبي ؛ ولكنه مع تقدم البرنامج كان يستوجب معرفة المزيد من التفاصيل والمعلومات الدقيقة، بما فيها نمط شلل الأطفال وأين نشأت العدوى به.

وتشكل الحصبة مثلاً آخر. فلقاح الحصبة يتألف من جرعة واحدة ذات استقلاب عالي في المصل (أكثر من 90 %). وعلى كل حال، من الضروري توفر فرصة ثانية للحصول على مناعة عالية كافية على مستوى السكان لوقف انتشار الحصبة وتفشيها.

أما بالنسبة للأدوية، فإن الفشل يأتي من زيادة المقاومة لها الناجمة عن الضغط الانتقائي على العامل الممرض مما يسمح بتواجد عضويات مقاومة وتنشيطها، وفي بعض الحالات استبدال العامل الممرض الأصلي الذي يجري في الدم.

 

وهذا ما يمكن مراقبته من خلال فشل العلاج وزرع العامل الممرض إذا كان ذلك ممكناً (للحصول على فيروسات وجراثيم) لتقييم مدى انتشار هذه الأنواع والآليات التي يمكن إحداث مقاومة بواسطتها. وقد واجهت برامج استئصال الملاريا والسل الأولى مواقف تتعلق بمقاومة الأدوية، التي تطلبت تطوير مقاربات واستراتيجيات جديدة (CDC 1993b؛ Hall and Fauci 2009).

وبالنسبة لكل من اللقاحات والأدوية، فإن مراقبة أثر البرنامج ضروري للكشف عن الاستجابة الدنيا والتصدي للصعاب عند ظهورها. ويجب أن يكون جزء من أجندة البحث الميداني هو التحري عن مثل هذه الاحتمالات والاستجابات المطلوبة لعلاجها وإدخال وسائل جديدة يجب تطويرها.

إن مراقبة البرامج للتحري عن الأنماط يمكن أن يكشف عن مؤازرات وفرص جديدة. وقد أدى ذلك إلى تضافر سبعة من البرامج حول الأمراض الاستوائية المهملة، والتي تجرى الآن مقاربتها من خلال خطة متكاملة مع إدارة التناول الجماعي للأدوية لدى الجماعة السكانية في النقطة المركزية من البرامج.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد سمح هذا التضافر باستخدام إمكانيات الخطط الموضوعة لأمراض معينة مثل LF وداء المنشقات الكبدي، لعلاج سبعة أمراض، وبذلك يتوسع مجال وآثار المشاريع. وكان هذا عنصراً هاماً في تشجيع الجهود حول إزالة داء المنشقات الكبدي والتراخوما و LF.

ومع ذلك تبقى المعضلات والأسئلة حولها: هل استخدمنا الاستراتيجيات المشتركة بالقدر الكافي ؟ ماذا يمكن لـ LF أن يتعلم من تجربة مكافحة الملاريا أو لداء كلابية الذنب أن يشارك مع الجهود لإزالة HAT ؟

وما ينظر إليه كجزء ثانوي في استراتيجية ما قد يكون له وقع كبير في استراتيجية أخرى. فعلى سبيل المثل، إن توزيع شبكات فراش تدوم طويلاً لمعالجة الملاريا قد يكون له وقع هائل على انتشار LF في المناطق المقاربة من استيطانه. فماذا يمكننا أن نستفيد من هذه الفرص ؟

 

فاستراتيجية SAFE لإزالة التراخوما هي الأحرف الأولى أو الأولويات للجراحة ؛ والمضادات الحيوية، وغسل الوجه وتحسين البيئة.

وتعتمد النقطتان الأخيرتان على توفير الماء ووسائل العناية الصحية، حيث لا تتواجدا. وعند البحث في الأمراض المهملة الأخرى، فقد يستفيد داء المنشقات الكبدي والدود الذي ينتشر في التربة، من الماء ووسائل العناية الصحية.

فهل يمكن إبراز قضية المزيد من الدعم بإنشاء قاعدة مرجعية أقوى لدعم هذه الأنشطة بتمويل إضافي وكجزء من خطة للتخلص بنجاح منها واستمرارية تأثيرها ؟ وسوف تستمر البرامج في السعي من أجل التمويل، وهذا النوع من التفكير التعاوني قد يساعدنا في إنجاز الكثير بالموارد القليلة، ولكن بالعمل مع بعض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى