الكيمياء

الاستخدامات المتعددة لـ”مادة الأَثِـير”

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مادة الأثير استخدامات مادة الأثير الكيمياء

تَدُلَّ هذه الكلمة في العِلْم القديم على مَادة الأجرام السماوية. وكان يُعتقدُ أنها مادة لطيفةٌ للغاية لا تتكون ولا تَفْسَد.

وتستخدم في علم الفيزياء للدلالة على الوَسَطِ غير المادي الذي يمتد عَبْرَ الفضاء باستمرار وحتى مالانهاية.

أما في علم الكيمياء فقد استُخدمت في البداية لتدلَّ على المركبات الكيميائية سَهْلة التَطَايُر. ولكنها في الوقت الحاضر تعني المركباتِ الكيميائية التي تحوي على ذرة أكسيجين مرتبطة بذرتَي كربون على جانبيْها.

 

وتوجد هذه المركبات في الطبيعة في عدد من المواد مثل السكر والنَشَّا والسيليلوز والفانيلين وغيرها. ويعتبر الإثيرُ العادي (ثنائي إيثل الإثير) أشهرَ أنواعِ الإثير على الاطلاق واكثرَها استخداما.

وهو سائلٌ لا لونَ له ذو رائحة مميزة، قليلُ الذوبان في الماء، سريعُ الالتهاب، شديدُ التطاير، يغلي عند حوالَيْ 35 مئوية.

ويكوَنّ بخارُ الإثير مع الهواء مخلوطاً قابلاً للانفجار، وهذا يدعونا للإحتياط عند تقطيره.

 

ويعتبرُ الإثيرُ العادي من أفضلِ المذيباتِ للموادِّ الكيميائيةِ العضوية. ولذلك فهو يُستخدم لاستخلاص الكثير من المركبات الكيميائية من مصادِرها الطبيعية.

ومثالُ ذلك استخلاصُ الزيوت العِطْريَّة من الأزهار والورود ومن بعض أوراق الشجر. ونظراً لقلة ذوبانِه في الماء وانخفاضِ درجة غليانه فإن من السهل فصلَه عن المحاليلِ المائية وإزالَتَه بالتقطير.

ويمتاز الإثير العادي بقدرته على تخدير الحيوانات والإنسان. وكان أولَّ من اكتشف هذه الخاصية طبيبٌ أمريكي عام 1842.

 

ولقد أدَّى استخدامُه كمخدر إلى تخفيف آلامِ المرضى عند إجراء العملياتِ الجراحية لَهُمْ. ونظراً لسهولة تبخره، تتم عمليه التخدير باستنشاق خليطٍ من الإثير والأكسيجين. ويحتوي هذا الخليطُ على 10 – 30% من الإثير.

وَيتِمُّ امتصاصُه في الرئتين فيؤثر على الجهاز العصبي ويؤدي إلى فقدان الإحساس وارتخاء العضلات. وقد ظلَّ الإثيرٌ مُستَخدَما لهذا الغرضِ ما يقرب من مِئةِ عام. وكان يعتبرُ حتى الحربِ العالميةِ الأولى واحدَاً من أهم عشرة عقاقير يحتَاجها الطبيب.

وهناك عدد كبير من الإثيرات الاصطناعية الأخرى التي تُستخدم في أجهزة التبريد وتجميد الأطعمة أو كمواد دُخانية مطهرة. ويستخدم بعضُها كذلك منظفاتٍ سائلةً (الصابون السائل) لتنظيفِ الأدوات المنزلية والسجاد وغير ذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى