الطب

الأدوية المستخدمة لعلاج اعتلال الأعصاب السكري المنشأ وآثاره

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

لقد اقتصرت الدراسات الممتعة التي استعرضناها حتى الآن على وصف اعتلال الأعصاب السكري المنشأ من حيث الأعراض ومن وجهة نظر الشخص غير المتخصص بطب السكري، ولكن اعتلال الأعصاب السكري المنشأ له أعراض تتسم بتغير في الإحساس لدى الأعصاب التي تنبثق من الجملة العصبية المحيطية، ولا سيما ما يوجد منها في اليدين والقدمين

إذ يسبب السكري لهذه الأعصاب نقصاً شديداً في المغذيات، وينقص بذلك من قدرتها على الإحساس بما يفترض أنه ألم حقيقي، فملامسة الجلد في المواقع التي تعاني من تلف الأعصاب يمكن أن يضخم من إدراكك للألم الجسدي، وقد يبث ذلك الإحساس الخوف في نفسك لدرجة تسارع معها لاتخاذ رد فعل عنيف تجاه الأعراض التي تشعر بها، ولعل في ذلك ما يجعلك تشعر بالمزيد من الأمان وعدم الندم على فوات شيء كان يمكنك القيام به.

ومع التأكد الجازم حول السبب الجذري لاعتلال الأعصاب السكري المنشأ أصبح من الواضح وضوح الشمس في كبد السماء أن من المهم معالجة الحالة المسببة للعجز من خلال معالجة الأعصاب ذاتها، وليس بمعالجة المنطقة المتأثرة بالإصابة، ويمكن أن يتم إجراء اختبار للتحقق من ذلك بإعطاء المصاب مادة مخدرة مثل ليدوكائين، فإذا نجح ليدوكائين في تخفيف الألم المزمن، فعندها يمكن وصف الدواء المشابه له على الأمد الطويل.

 

ومن الأدوية التي يمكن أن تعطى عن طريق الفم لمعالجة اعتلال الأعصاب السكري المنشأ الأدوية التي تنظم ضربات القلب، والتي تعمل من خلال تسهيل عمل الأعصاب بسلاسة، والحيلولة دون وقوع أي اضطراب في أداء الأعصاب لوظائفها

كما أن هذه الأدوية تؤثر كما يؤثر أي دواء مسكن آخر، فإذا لم تكن هذه الأدوية كافية لتخفيف الألم، يمكن إعطاء الأدوية المضادة للاختلاج، وذلك للوقاية من انطلاق الإشارات العصبية الشاذة، ومن الأدوية التي يشيع استخدامها في معالجة اعتلال الأعصاب السكري المنشأ:

– كاربامازبين (تغريتول)

– غابابنتين (نورونتين)

– كلونازيبان (كلونابين)

– فينوتوئين (ديلانتين)

– حمض فالبوريك (ديباكوت)

 

كما أظهرت الأدوية الحاصرة لقنيات الكالسيوم ما يثبت جدارتها في ضبط أعراض اعتلال الأعصاب السكري المنشأ، ومن هذه الأدوية فيرباميل وديلتيازيم ونيفيدبين ونيمودبين، وتؤثر هذه الأدوية عن طريق حصر تدفق الكالسيوم عبر أغشية الخلايا في الدخول إلى الخلايا وعند الخروج منها، وبالتالي تحصر تدفق الإشارات الكهربية، ولعل ذلك ما دفع الباحثين للاعتقاد بأن هذه الأدوية يكمنها أن تخفف الألم.

ومن المواد التي يعتقد الباحثون أنها تؤثر تأثيراً جداً مثبطات ن-ميثيل أسبارتات، فمن المعروف أن مستقبلات مادة ن-ميثيل أسبارتات لها دور هام في سوء أداء الجملة العصبية لوظائفها وفي حدوث اعتلال الأعصاب السكري المنشأ

وأن السر في منع حدوث الألم المعند يتمثل في فرض الحصار على هذه المستقبلات، ولقد كانت مثبطات ن-ميثيل أسبارتات متوافرة بين أيدي الأطباء منذ وقت طويل، إلا أن لها تأثيرات جانبية سلبية عديدة ترافق تناولها بالمقادير الكافية لتخفيف الألم، ولكن المراكز المتخصصة بمعالجة الألم تستخدم أحد مثبطات ن-ميثيل أسبارتات ذات التأثير المعتدل اسمه دكستروميثورفان، وهو أحد العناصر التي تدخل في تركيب شراب السعال

كما تفيد مثبطات ن-ميثيل أسبارتات أيضاً في مجال تأهيل المدمنين باعتباره من الوسائل التي يستخدمها الأطباء في إيقاف اعتماد المدمنين على المواد المخدرة، ورغم أن تأثيرات مثبطات ن-ميثيل أسبارتات وغيره من الأدوية الحاصرة لمثل هذه المستقبلات لا تزال قيد الدراسة، فإنه يغلب أن يكون لها دور يحمل الكثير من الوعود والآمال في المستقبل.

 

الاكتئاب والألم

يمكن أن يؤدي اعتلال الأعصاب السكري المنشأ إلى الاكتئاب، ومن هنا فإن هناك القليل من التراكب بين الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المزيلة للاكتئاب، ولهذا السبب يدعو الدكتور سكوت فيشمان Scott Fishmann إلى إستراتيجية الفصل بين الألم والاكتئاب، والتغلب على كل منهما على حدة، وذلك بالتعامل مع كل منهما ضمن ظروف مستقلة عن ظروف التعامل مع الآخر.

ولقد أثبتت بعض أدوية الاكتئاب قدرتها على التغلب على الآلام العصبية، ومن تلك الأدوية نذكر الأدوية الثلاثية الحلقات مثل الأميتريبتيلين (إيلافيل) وتورتريبتيلين (باميلوف) وديسبرامين (نوربرامين) وإيميبرامين (توفرانيل).

ولا يبدو أن للأدوية المثبطة الانتقائية لعودة التقاط السيروتينين مثل البروزاك ومماثلاته، دور في معالجة الألم، ولعل السبب في ذلك يعود لكونها لا تمنع من حدوث الاختلاجات، ولكن الاكتئاب بحد ذاته قد يسبب حدوث الألم

 

ومن المعروف أن التأثيرات الجانبية التي قد ترافق تناول الأدوية المشابهة للبروزاك والتي تثبط عودة التقاط السيروتينين هي أقل من التأثيرات الجانبية التي قد ترافق الأدوية الثلاثية الحلقات، ولهذا فقد تكون الأدوية التي تثبط عودة التقاط السيروتينين هي الاختيار الأفضل لمن يعاني من الاكتئاب ومن ألم اعتلال الأعصاب السكري المنشأ في وقت واحد.

وتتوافر في الوقت الحاضر مجموعة واسعة التنوع يمكن استخدامها لمعالجة الألم، ومنذ قديم الزمان، والناس يكتشفون ويبتكرون الوسائل المتعددة لتخفيف الألم أو للتخلص منه نهائياً، وسنشرع في الفقرات التالية في مناقشة النظم العلاجية المختلفة التي يمكنك أن تنتقل من أحدها إلى الآخر مع الاستفادة من الأدوية النموذجية لمعالجة الألم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى