علوم الأرض والجيولوجيا

الأحداث الجيولوجية الحاصلة منذ أكثر من مليون سنة وملاحظات العلماء حول البقاع الساخنة

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأحداث الجيولوجية البقاع الساخنة علوم الأرض والجيولوجيا

فمنذ مئتي مليون عام خلت كانت المنطقة شمال غرب خليج (هودسون) في الدائرة القطبية الشمالية فوق الانبثاقة الحرارية لكريت ميتيور وبعد 50 مليون عام أصبحت البقعة الساخنة تحت (أونتاريو).

وتنسب مناطق تكشفات الدرع الكندي مـن (مانيتوبا) إلى (أونتاريو) إلى نهوض القشرة الانبثاقة الحرارية، ومن الأكثر احتمالاً بأن الرسوبيات المغطّية للمنطقة الناهضة قد زالت بالتعرية مع مرور الزمن .

ومنذ مئة مليون سنة خلت وصلت الآثار إلى الجزء الحديث والضيق للمحيط الأطلسي عند (كيب كود) .

 

وإن مرور كتلة (نيوهمشير) فوق البقعة الساخنة يشهد عليه تواجد التدفقات المهلية في الصخور المتحولة للجبال البيضاء (وايت ماونتنز)، وقدم هذه التدفقات بين 100 إلى 124 مليون سنة.

وخلال الفترة من حوالي 100 إلى 80 مليون عام تبع المسار اتجاه (نيوانكلاند سيمونتس).

واستاداً إلى التحديد الزمني الاشعاعي لعينات صخرية من جبال البحر المذكورة فقد أظهر (روبرت أ . دونكان) من جامعة (أوريكون) بأن البراكين تصبح أكثر حداثة بصورة متدرجة باتجاه الجنوب الشرقي على طول السلسلة، وتتوافق أعمارها مع فترة مرورها فوق البقعة الساخنة.

ومن الأعمار والمسافات بين جبال البحر هذه حسب دونكان سرعة صفيحة أمريكا الشمالية خلال تلك الفترة وقدرها بحوالي 4,7 سنتيمتر في السنة .

 

ومنذ حوالي مليون عام مضت هاجرت حافة وسط الأطلسي باتجاه الغرب فوق الانبثاقـة. ويستمر الأثر على الصفيحة الأفريقية حيث ينتهي في جبال البحر لكريت ميتيور .

وفي الوقت الحاضر فإن هذه النقطة  الحارة يجب أن تكون على بعد 500 كم جنوب غرب كريت ميتيور وعلى الرغم من وجود قبة في تلك المنطقة من قاع البحر فإنه لا يوجد مؤشر على بركنة حديثة ولربما أصبحت الانبثاقة الحرارية خامدة .

ان التقبب في قاع المحيط كالدرع القاري المكشوف هو منطقة ناهضة من القشرة.

 

وقد اقترح (روبرت س . ديتريك، س. ت. كروف) ان الانبثاقة تؤدي إلى نهوض لا ينتج من انحناء في النطاق الصخري بل عن إقلال سماكته وإحلال الصخر الحار الطافي من النطاق الانسيابي مكان الصخر البارد الكثيف من النطاق الصخري.

وبعد تجاوز بقعة ساخنة نشطة فإن التقببات قارية كانت أم بحرية يفترض تبردها وهبوطها التدريجي لتعود إلى مستواها السابق. وتقببات قاع البحار هي مراحل توقف للعملية حيث يتبرد النطاق الصخري ويسمك ويهبط عندما يتحرك بعيداً عن حافة وسط المحيط إلى أن ينتهي به المطاف عند أخدود المحيط حيث ينغمس في النطاق الانسيابي .

 

وعلى كل حال إن شواذات البقعة الساخنة هي توقفات غير هامة أبداً، فيوجد حوالي 40 بقعة ساخنة نشطة في الأرض والتقببات المترافقة معها لها قطر وسطي يبلغ 1200 كيلومتر، وعلى هذا فإن التقببات تغطي بصورة تقريبية نسبة 10 بالمئة من سطح الأرض.

وقد قادت هذه الملاحظة (ريتشارد هيستان) من جامعة (برنستون) إلى الاقتراح بأن عمق قاع البحر في منطقة معينة لا يتحكم به التبريد التدريجي للنطاق الصخري فحسب بل يتحكم به أيضاً الزمن المنصرم منذ مرور المنطقة فوق البقعة الساخنة .

 

وعلى نفس المنوال يمكن القول أن البقاع الساخنة باستطاعتها التحكم بسماكة النطاق الصخري القاري، وزيادة على ذلك فإن ترقيق ووهن الصفائح القارية بفعل انبثاقات الغلاف الأرضي يمكن أن تصاحبه تأثيرات مفاجئة أكثر من مجرد تعرية صخور الأساس فقد يتسبب في تصدعها وتجزئتها.

وفي مطلع السبعينات لاحظ (كيف س. بروك) من جامعة ولاية نيويورك في منطقة (الباني) أن بعض القاع الساخنة تترافق مع أنظمة تصدع ثلاثية المحاور حيث نجد أن اثنين منهما قد شكلا حدود الصفيحة بينما فشل الثالث في ذلك. والصدوع الفاشلة تؤدي إلى تشكل وديان تمتد داخل القارات، ومثال ذلك وادي نهر النايجر.

 

ولقد كشفت عملية تمثيل مراحل انفتاح المحيط الأطلسي العديد من آثار البقعة  الساخنة والتي على طول مسارها قد انفصمت أو تكسرت قارات ربما بعد مرور بضع ملايين السنين من حركة الصفائح فوق الانبثاقات.

ومثال ذلك أثر البقعة الساخنة التي كونت جزر مادييرا الممتدة بين الساحل الغربي لكرينلاند الساحل الشرقي لجزيرة بافن واللابرادور، كذلك يمكن تتبع أثر الانبثاقة التي شكلت جزيرة سانت هيلانة على طول الساحل الجنوبي لغرب أفريقيا والساحل الشمالي للبرازيل.

 

ويحتمل في المستقبل تطور الصدع المار في سهل نهر الأفعى (سنيك ريفر بلين) حيث تكون صفيحة أمريكا الشمالية قد وهنت بفعل آثار البقعة الساخنة التي تقع تحت منتزه الصخر الأصفر (يلوستون ناسيونال بارك) في أمريكا .

وعلى ذلك فإن انبثاقات الغلاف الأرضي تفسر لنا معظم الأنشطة الجيولوجية التي تحدث في مركز الصفائح ففي حركة الصفائح فوق البقاع الحارة وكذلك حركة حدودها بما في ذلك حواف وسط المحيط عدم تماثل مع وضع القاع الساخنة حيث لا ترسو الحواف عميقاً في الغلاف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى