الطب

الأجزاء الخارجية والداخلية التي تتكون منها “العين البشرية”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأجزاء الداخلية للعين الأجزاء الخارجية للعين الطب

عينا الإنسان هما النافذتان اللتان وهبنا الله إياهما كي نرى بهما عالمنا الخارجي.

وتقع كل عين وملحقاتها في تجويف عظمي هرمي الشكل، يسمى الحجاج، في الجزء العلوي من السطح الأمامي للجمجمة. وقاعدة هذا التجويف تكون فتحة الحجاج من الأمام، وقمته يخرج منها العصب البصري من الخلف.

وتتكون العين من أجزاء خارجية وأخرى داخلية. وتشمل الأجزاء الخارجية للعين ما يلي:

 

– الجفنان – العلوي والسفلي – اللذان يتحركان أمام مقلة العين. وتوجد الأهداب على حافة كل من الجفنين.

 

– الجهاز الدمعي: ويتكون من جزئين: جزء مفرز للدموع، وجزء مصرف لها. ويتضمن الجزء المفرز غدة دمعية أساسية، وغددا صغيرة مساعدة. ووظيفة الغدة الدمعية الأساسية إفراز السائل الدمعي، أما الغدد الصغيرة فتوجد بملتحمة الجفنين وتفرز المخاط.

أما الجزء المصرف للدموع فيبدأ بثقبين دمعيين في نهاية كل جفن من الداخل، وهما يؤديان إلى قناتين دمعيتين تتحدان في قناة جامعة تؤدي إلى الكيس الدمعي الذي يؤدي، بدوره، إلى قناة دمعية أنفية تنفتح في الميزاب السفلي للأنف.

 

– الملتحمة: وهي غشاء يغلف الجفنين من الداخل ابتداء من طرف الجفن، وينثني على الصلبة ليغطي مقلة العين حتى طرف القرنية.

 

– جدار العين: ويتكون من جزئين: أمامي يسمى القرنية، وهي شفافة وتكون خمس جدار العين تقريبا.

أما الجزء الباقي – وهو الجزء الخلفي – فيسمى الصلبة، وهي الجزء الأبيض المعتم المتين من المقلة.

ويتصل بجدار الصلبة ست عضلات محركة لمقلة العين، منها أربع مستقيمة وعضلتان مائلتان.

 

أما الأجزاء الداخلية للعين فتشمل:

– القزحية: وهي قرص مستدير خلف القرنية، توجد في منتصفه فتحة الحدقة.

وفي إحدى الطبقات المكونة لها توجد خلايا بها مادة ملونة تحدد كثافتها لون العين المتدرج من البني القاتم لدرجة السواد إلى الأزرق.

 

– العدسة: وتقع خلف قرص القزحية، وتشبه في شكلها حبة الترمس. وهي شفافة، وتتعلق في مكانها بأربطة شفافة أيضا.

– السائل المائي الذي يحيط بالقزحية والعدسة في غرفتين، الأولى بين القرنية والقزحية، وتسمى الغرفة الأمامية، والثانية بين القزحية والعدسة، وتسمى الغرفة الخلفية.

– الجسم الزجاجي، وهو سائل هلامي شفاف يملأ التجويف الداخلي للعين ويعمل على حفظ شكل العين.

 

– الشبكية، وهي الطبقة الداخلية لجدار العين، وظيفتها الإحساس بالضوء.

ويوجد بها من الخلف العصب البصري الذي يصل الشبكية بمراكز الإبصار العليا في الدماغ. كذلك توجد بها النقطة الصفراء التي تتجمع فيها الأشعة الواقعة على العين عند رؤية الأشياء.

 

– المشيمية، وهي الطبقة التي بين الصلبة والشبكية، وتتكون من شعيرات دموية غزيرة تساعد على توصيل الغذاء إلى أجزاء العين الداخلية.

 

– الجسم الهدبي، وهو جسم دائري له أهداب، يلتصق بجدار الصلبة الأمامي، ويقع بين المشيمية والقزحية. وظيفته إفراز السائل المائي بالغرفتين الأمامية والخلفية. وجدير بالذكر أن تصريف هذا السائل إلى خارج العين يحافظ على توازن الضغط فيها.

ولكي تؤدي العين وظيفتها على أكمل وجه يجب أن يكون الوسط الذي يمر فيه الضوء داخل العين تام الشفافية.

ويتمثل ذلك في ضرورة شفافية الأجزاء التالية – مرتبة من الخارج إلى الداخل: القرنية، والسائل المائي، والعدسة، والجسم الزجاجي، والشبكية.

 

وإضافة إلى ما سبق، يلزم أن تكون الأعصاب الحسية الموجودة في الشبكية سليمة، وكذلك الإشارات العصبية الخاصة بالرؤية، والمراكز البصرية العليا في الدماغ، كما ينبغي أن تكون العضلات الحركية متوازنة، وضغط العين معتدلا.

والعين – كما نعرف – هي عضو الإبصار، وقد أفردنا في هذه الموسوعة مدخلا خاصا لموضوع إبصار، ويمكنك الرجوع إليه لترى كيف يتم التكامل بين تركيب العين ووظيفتها.

وباختصار تحدث الرؤية عندما تسقط من الجسم المرئي أشعة على العين فتقوم العدسة بتجميعها في النقطة الصفراء على الشبكية، ثم تتحول الصورة في كل عين إلى إشارات عصبية ينقلها العصب البصري إلى المراكز العليا في الدماغ حيث يتم اندماج الصورتين لتكونا صورة واحدة معتدلة للجسم المرئي.

 

ولعله من الضروري أن نشير هنا إلى حكمة الله سبحانه وتعالى وبديع صنعه في تكييف العين – من الناحيتين التركيبية والوظيفية.

فعدسة العين، على سبيل المثال، تتميز عن العدسات المصنعة – بقدرتها على تغيير قوتها ذاتيا بحيث تصبح قادرة على تجميع الأشعة الساقطة من الأجسام المرئية على النقطة الصفراء بغض النظر عن بعد الجسم من العين.

فإذا كان الجسم قريبا من العين تصبح العدسة أكثر تحدبا (تكورا)، ويتم ذلك بواسطة ارتخاء الأربطة التي تعلقها، وذلك حتى تقع الصورة المتكونة على الشبكية.

 

وتعرف هذه الخاصية بتكيف الإبصار. وتضعف هذه القدرة على التكيف مع تقدم العمر حينما تزداد صلابة العدسة (تيبس العدسة).

ومن ناحية أخرى، نجد أن تركيب العين قد وفر لها حماية طبيعية تحميها من كثير مما قد تتعرض له  من مؤثرات خارجية، مثل الضوء الشديد والرياح والغبار والحرارة والغازات والصدمات. ومن أمثلة هذه الحماية الطبيعية:

 

– وجود مقلة العين داخل تجويف الحجاج الذي تتميز عظامه بالصلابة خاصة في الطرف الأمامي الذي يتعرض للإصابات الخارجية.

– ووجود نسيج دهني – يسمى النسيج الحجاجي – يحيط بمقلة العين لتخفيف شدة الصدمات إذ يعمل كوسادة طرية تمتص ما قد تتعرض له المقلة من صدمات خارجية.

– ووجود طبقة من العضلات حول المقلة يساعدها على الحركة السريعة لتلافي الضربات التي قد يتعرض لها الجزء الأمامي من العين، وبخاصة الجزء الشفاف المعروف بالقرنية.

 

– والجفون والأهداب كذلك، فإنها تعد من وسائل الحماية الطبيعية للعين.

فالحركة اللاإرادية للجفن (الرمش) تساعد على توزيع الدموع على سطح المقلة لكي تحتفظ برطوبتها، وتساعد أيضا على إزالة الأجسام الغريبة عن سطح المقلة، وتقلل من تبخر الإفرازات الدمعية لتحافظ على شفافية القرنية، كما أنها تساعد على تصريف الدموع إلى داخل الكيس الدمعي، ومنه إلى الأنف.

وعند وجود خطر خارجي ينقبض الجفنان، وتغلق العين حماية لها من المؤثرات الخارجية.

 

– والسائل الدمعي الذي تفرزه الغدد الدمعية يساعد على نظافة أنسجة العين وحيويتها، ويقاوم الجراثيم، ويساعد على تخفيف تركيز المواد الكيميائية التي قد تصيب العين، وإذابة الأجسام الغريبة القابلة للذوبان وطردها إلى خارج العين.

– ووجود أعصاب حسية خاصة بالألم في القرنية يجعل أول رد فعل عند وجود جسم غريب أو خدش بها هو إغلاق العين مع زيادة في إفراز الدموع، وهذا يمكن أن يقلل من الآثار التي تترتب على مثل هذه الإصابات حتى تتخذ الإجراءات المناسبة بعد استشارة الطبيب المختص.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى