علم الفلك

استكشاف المريخ

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

استكشاف المريخ

بحلول مطلع عام 2007 كان المريخ قد تم مسحه بتفصيل أكبر من ذي قبل، فكل من مارس غلوبال سيرڤيور، ومارس أوديسي، ومارس إكسبرس، ومارس ريكونيسانس أوربيتر قد أدت عملها بشكل جيد، وجميعها عدا مارس غلوبال سيرڤيور كانت لا تزال نشطة (من المؤسف ما حدث لكلايميت أوربيتر وبولار لاندر). كانت الأرض المريخية متنوعة بشكل مذهل، فأولا وقبل كل شيء، هناك بالطبع البراكين الشاهقة، وبما أن قوانين الصفائح التكتونية لا تعمل على المريخ، فحينما يولد بركان فوق ’بقعة حارة‘ فإنه لا يبرح مكانه – جبال أوليمبوس، عبارة عن بركان درعي تقليدي، أعلى بثلاثة أضعاف من جبل إيفريست وتتربع على قمته فوهة معقدة.

إن الصورة التي بثتها إلينا المركبات الفضائية تكشف عن مناطق منبسطة داخل الفوهة. هل كان هناك أي نشاط مؤخرًا؟ الانفجارات العظيمة أمر من الماضي، لكن ليس من الممكن الجزم باندثار البراكين تمامًا، وربما أعيد تكسية سطح فوهة جبال أوليمبوس قبل ما لا يزيد على مليوني عام مضى. ويقع البركان على بعد 1500 كيلومتر (930 ميل) غرب سلسلة ثارسيس الرئيسية التي تتألف من جبال أرسيا، وجبال بافونيس، وجبال أستريوس. وهذه بدورها براكين درعية، وهنا نجد أمثلة رائعة على الأنابيب الحممية، وخصوصًا في منطقة باڤونيس مونس وهي بارتفاع 12 كيلومتر (7.4 ميل). تتشكل الأنابيب الحممية عندما تبرد الحمم التي في أعلى الانسكابات الحممية فتصبح قشرة، بينما تظل الحمم التي تحت السطح منصهرة. وأطول أنبوب حممي ظهر على صور مارس إكسبرس يمتد لـ 60 كيلومتر (37 ميل).

الفوهات الناتجة عن اصطدامات موجودة في كافة أرجاء المريخ. إحداها، ويبلغ عرضها 35 كيلومتر (22 ميل) لم يطلق عليها أي اسم حتى الآن، وتم تصويرها من قبل مارس إكسبرس في فبراير 2005. وقد وجد داخلها طبقة من الجليد المترسب حيث يحجب جدارُ الفوهة الأشعةُ القادمة الشمس. وربما قد يبلغ سمك الجليد بضعة آلاف من الأمتار. وهناك صور لفوهات يغطيها الصقيع، مثل لويل. إحدى الصور المتميزة كانت لفوهة فيكتوريا على هضبة ميريدياني غير البعيدة من خط الإستواء، إذ يبلغ عرضها أكثر من 730 متر (2400 قدم)، وهي ذات جدران حادة الحواف، وفي قاعها سهل جميل من الكثبان يبدو واضحًا في صورة تم الحصول عليها في نوفمبر 2006 (انظر الصفحة 83). تكشف تضاريس بعض مجاري الأنهار القديمة عن ما لا يمكن أن يكون إلا جزر قامت بتحويل مياه الفيضانات المتبقية، وهناك الوديان الطويلة التي يتميز بها المريخ – شبكة وديان كاسي يبلغ إجمالي طولها ما يزيد على 2200 كيلومتر (1300 ميل).

كان هناك انحرافٌ عن المسار، لكنه كان مسليا. ففي منطقة سيدونيا التي لا تبعد كثيرًا عن كريسي، حيث حطت أول مركبة هبوط، أظهرت صور ڤايكنغ أوربيتر هيكلاً كان بالفعل يشبه وجه إنسان. فسارع متحمسو الأطباق الطائرة إلى زعم أنه لا بد أن تكون اصطناعية، وشعرت ناسا أنها مجبرة على جعله هدفًا لكاميرات غلوبال سيرڤيور وإكسبرس؛ وكما هو متوقع، ’الوجه‘ لم يكن سوى مجموعة جبلية عادية. كما كانت هناك فوهة غالي، التي لقبت ’الوجه السعيد المبتسم‘ لأسباب جلية، لكن أشك أن يقترح أحدهم بكل جدية أنها صممت على أيدي مهندسين مريخيين!

اصطحبت مارس إكسبرس أوربيتر على متنها رادار المريخ المتطور لسبر ما تحت السطح والغلاف الأيوني (MARSIS)، الذي استخدم لإيجاد الهياكل المطمورة، مثل معلمٍ شبه دائري، قطره 260 كيلومتر (155 ميل)، وجد مدفونًا قليلاً تحت طبقة السطح في كريسي. لكن أبرز اكتشاف على الإطلاق أتى من دراسة الصور التي بعثت بها غلوبال سيرڤيور للفوهات الصغيرة في منطقة نجد سيرينوم. فإحدى الصور التقطت في أغسطس 1999 ثم مرة ثانية في سبتمبر 2005. ولقد أظهرت صورة 2005 ترسبًا كان الإعتقاد أنه بسبب ماء تفجر من نبع وسال إلى الأسفل وظل سائلاً لفترة تكفي بأن يترك آثارًا. قال أحد محققي ناسا معلقًا، ’لو كنت واقفًا في واحدة من هذه الأخاديد ورأيت هذا السيل من الماء يندفع نحوك، لوددت لو أنك ابتعدت عن طريقه.‘

هناك حاجة لمزيد من الرصد، فليست جميع السلطات مقتنعة بوجود الماء تحت سطح المريخ بقليل، إلا أن الأدلة التي تدعم هذا لا شك في قوتها. المريخ ليس عالمًا ميتًا، بل هناك تكهنات بأن المحيطات السطحية قد تعود مجددًا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى