علوم الأرض والجيولوجيا

استراتيجيتا التكيف والتخفيف لتغير المناخ

2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري

تشارلزس . بيرسون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

استراتيجية التخفيف لتغير المناخ استراتيجية التكيف لتغير المناخ علوم الأرض والجيولوجيا

هناك ثلاثة تعليقات مبدئية ذات صلة(3).

الأول، يعمل التكيف بشكل أفضل عندما تكون حالة عدم اليقين أقل من المتوقع، والتغير المناخي بطيئاً. والمعرفة المتقدمة الكاملة للزيادة البطيئة جداً لدرجات الحرارة ستستغرق وقتاً طويلاً لتلدغ (تلامس) ظاهرة الاحتباس الحراري.

والثاني، إن التكيف والتخفيف يعملان بطريقة مختلفة تماماً. التخفيف يغير من احتمالية أو كثافة حدث أو عملية، في حين أن التكيف يغير الآثار أو العواقب.

والثالث، استراتيجية التكيف أساسية (افتراضية حصولها تحصيل حاصل) عندما يخفق التخفيف في منع ارتفاع درجات الحرارة. من حيث كون التخفيف ليس بالاستراتيجية الأساسية.

 

لقد زاد الاهتمام بالتكيف في السنوات الأخيرة. ويمكن أن يُعزى ذلك إلى الإدراك المتزايد بأن بعضاً من الاحترار العالمي شرٌ لا بدَ منه حتى مع جهود التخفيف الاستثنائية [التي تُبذل]. فإمكانية المال الدولي للتخفيف ربما تؤدي دوراً أيضاً.

والسؤال هنا، لماذ يكون من الأسهل جمع المال لاستخدامه للتكيف وليس للتخفيف؟ قد يكون أحد الأسباب هو، أن تدابير التكيف من الممكن حملها "على الظهر" (Piggyback), وعلى هياكل راسخة لتعزيز التنمية المستدامة.

علاوة على ذلك، التكيف يتجنب القضية الساخنة المتعلقة بالخسارات في المنافسة التجارية المرتبطة بالتخفيف وذلك من خلال محددات الكربون.

 

التعليق الثالث، مردود استحقاقات التكيف لأولئك الذين يضطلعون بمهمتها، ليس المجتمع الدولي.

ويمكن للبلدان الصغيرة والضعيفة أن تفعل ما هو أفضل من خلال التركيز وممارسة الضغوط من أجل الحصول على تمويل للتكيف، بدلاً من تمويل التخفيف. ففي أي حالة، تبقى هذه الأفضلية ضمن نطاق التكهنات- فلا التكيف ولا التخفيف جمُعت لهما مبالغ من المال حتى يومنا هذا.

إن التكيف لتغير المناخ أضاف إضافة جديدة، أو صبغةً جديدةً، أو أداة لمجموعة من استجابات سياسة التغير المناخ(4).

 

والفصل الرابع يُعنى في تقديرات كلفة التكيف. وعند هذه النقطة، فإننا نطمح إلى استكشاف مدى التخفيف، والتكيف [كـ] بدائل، ويجب التفكير في ذلك في إطار تحليل الكلفة–العائد.

وبتجرد عالٍ، التخفيف والتكيف هما بالطبع بدائل. لنمعن النظر في الحياة الأكثر بساطة، التي تكون فيها سياسة الاستجابة لظاهرة الاحتباس الحراري هي عملية التخفيف – الحد أو التقليل من انبعاثات غازات الدفيئة.

فالسياسة المُثلى من ثم هي متابعة التخفيف إلى النقطة التي تكون فيها تكاليف التخفيف الحدية مساويةً إلى الأضرار الحدية المتجنبة (الخصم لجميع الأضرار بشكل صحيح)، التي تكون فيها  تكاليف التخفيف الحدية متساوية ما بين البلدان، والقطاعات، وغازات الدفيئة (تحويلها إلى ثاني أكسيد الكربون المكافئ).

 

يحدث التخفيف في بداية السلسة ايتداءاً من الانبعاثات إلى التركيز مروراً بزيادة درجات الحرارة إلى التغير في المناخ وإلى المؤثرات وانتهاءاً بالأضرار.

والآن نُعرف احتمالية التكيف– تغير الشروط الاقتصادية الاجتماعية والسلوك استعداداً أو استجابةً إلى تغير المناخ. ويحدث التكيف في آخر تلك السلسة، ولكن الهدف في نهاية المطاف هو ذاته:

الحد من كلفة الأضرار. والمهمة [المراد إنجازها] هي إيجاد حالة من التوازن بين الاثنين (التكيف والتخفيف).

 

يصبح إطار تحليل الكلفة–العائد أكثر تعقيداً قليلاُ. حيث ينبغي السعي لمواصلة التخفيف حتى يصل لنقطة تكون فيها تكاليف التكيف الحدية مساوية للأضرار الحدية المتجنبة.

وفي ذات الوقت، ولتحقيق الكفاية في التخفيف، فإن التكاليف الحدية للحد من الأضرار بدولارٍ واحدٍ في إجراءات التكيف ينبغي أن تكون مساوية للتكاليف الحدية للحد من الأضرار بدولار واحد بواسطة التخفيف.

وبشكل عام، إن المستويات العليا من التخفيف قد تقلل من كمية التكيف المطلوبة، والمستويات العالية للتكيف قد تقلل من الحاجة للتخفيف. ومن هذا المنطلق فهما متبادلان(5). ومن حيث المبدأ، ينبغي الإبلاغ عن قرارات التخفيف بواسطة فرص التكيف وتكاليفها، والإبلاغ عن قرارات خطط التكيف بواسطة خطط التخفيف.

 

ومن الناحية المثالية، ينبغي أن يصاغا كلاهما بصورة مشتركة. وربما يكون من المفيد التفكير في البرنامج الأمثل (كمقياس وليس بالضرورة كبرنامجٍ عملي). 

على النحو الذي يمكننا من تقليل التكاليف الكلية لظاهرة الاحتباس الحراري، المتألفة من كل من تكاليف التخفيف، وتكاليف التكيف، وتكاليف الأضرار المتبقية بعد حساب النفقات التي بُذلت على التكيف(6).

كما يجب علينا أن نلاحظ أن كلاً من التكيف والتخفيف يتنافسان على التمويل المالي، وزيادة الموارد في أحدهما ولربما يكون على حساب الآخر.

 

وهذه هي النتيجة شبه المؤكدة لإعلان كوبنهاغن، الذي أعطى تصوره لـ "صندوق دعم المناخ الأخضر" (Green Climate Fund) الذي خُصص لدعم أنشطة التخفيف والتكيف (انظر الفصل التاسع).

وأخيراً نلاحظ في النمذجة السياسية المثلى [للمناخ]، أن هناك آلية اتغذية استرجاعية لردود الأفعال من التخفيف ونفقات التكيف. وبشكل عام، إن الارتفاع في النفقات سيبطئ النمو الاقتصادي، والانبعاثات، والأضرار اللاحقة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى