الكيمياء

استخدمات عنصر “الفلور” والمحاولات التي قام بها العلماء للحصول عليه

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

عنصر الفلور الكيمياء

لا يعرف الإنسان عنصراً أكثر نشاطاً من عنصر الفلور ولم تَجُد الطبيعة بعنصر أكثر شراهة للتفاعل من هذا العنصر . 

ولذا فإنه لا يوجد في الطبيعة بشكل طليق ولكنه موجود أبداً على شكل مركبات مختلفة، مما دعا عالماً سوفيتياً إلى تسميته بالمفترس . 

وقد اكتسب هذا العنصر اسمه من الكلمة اللاتينية فلو (Fluo) والتي تعني الانسياب (Flow) ، لكن اسمه باللغة الروسية هو فتور (Ftor) وهي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية وتعني المدمر أو المخرب ، وهذا الاسم يدل على صفات هذا العنصر وسلوكه .

 

لقد قيل فيما مضى أن "الطريق إلى الفلور الطليق قد مر عبر مآسي إنسانية عديدة .." ذلك أن الإنسان في بحثه عن العناصر واكتشافها قد تغلب على عدد كبير من الصعاب وعرف الكثير من خيبة الأمل ووقع ضحية اخطاء خطيرة . 

لكن الحصول على الفلور الطباق قد كلف أرواحاً عديدة ، وهناك قائمة طويلة من الضحايا الذين سقطوا وهم يحاولون الحصول على عنصر الفلور .  ومن بين هؤلاء كينوكس Knox عضو أكاديمية العلوم الإيرلندية والكيميائي الفرنسي نيكلس Niklesse والباحث البلجيكي لاييت Layette، وهناك العديد من العلماء الذين تعرضوا لإصابات خطيرة في أثناء بحثهم عن الفلور.

ومن بين هؤلاء الكيميائيان الفرنسيان اللامعان غاي لوساك Gay Lussac وثينارد  Thenard، والكيميائي الإنجليزي همفري ديفي  Humphry Davy، ولا شك في أنا هناك قائمة طويلة من الضحايا الذين تعرضوا لنقمة الفلور بسب محاولتهم عزله عن مركباته .

 

وحينما وقف هنري مواسان Henri Moisan في الأكاديمية الفرنسية للعلوم في 26 من يونيو عام 1886 ليعلن بأنه نجح أخيراً في الحصول على الفلور الطليق ، كان هذا العالم الفرنسي هو أول من اكتشف خواص هذا العنصر في حالته الطليقة .

ولقد تمكن علماء القرن العشرين من تطويع هذا العنصر الجامح واكتشفوا عدداً من الوسائل والطرق التي تمكنوا من خلالها من تسخير الفلور لخدمة الإنسانية . 

وهكذا أصبحت كيمياء الفلور مجالاً مهماً من مجالات الكيمياء غير العضوية ، وبذلك أعاد الكيميائيون هذا المارد أو الجنّي المتمرد إلى القمقم ، وقطفوا ثمار الجهود السابقة .

 

وعلى الرغم من أن عنصر الفلور في حد ذاته يعدّ متلفاً وهداماً وشديد الشراهة إلى التفاعل ، إلا أن العديد من مركباته لها استخدامات مفيدة وتقدم خدمات عديدة للبشرية ، وهي مركبات شديدة الثبات وغير قابل للتلف ، إذ أنها غير قابلة للاشتعال او الذوبان في الأحماض والقلويات وتقاوم الحرارة المرتفعة ولا تتاثر بدرجة الحرارة المنخفضة.

وبعض هذه المركبات يوجد في الحالة السائلة والبعض الآخر يكون صلباً .  ومن أهم هذه المركبات تلك الناجمة عن اتحاده مع المركبات الكربونية والتي يطلق عليها اسم الفلوروكربونات    Fluo-،  rocabons، والتي تعدّ مركبات اصطناعية ولا توجد في الطبيعة . 

وتستخدم هذ المركبات في تبريد المحركات وتغليف الألياف الطبيعية والصناعية في زيوت التزليق وكذلك في تشكيل العديد من الأواني المستخدمة في الصناعات الكيميائية .

 

وقد استخدمت مركبات الفلور استخداماً مهماً في مجال الطاقة الذرية حيث يتم فصل نظيري اليورانيوم (يورانيوم 235 ويورانيوم 238) عن بعضهما البعض باستخدام مركب يسمى سداسي فلوريد اليورانيوم .

واخيراً فإن قدرة الفلور الفائقة على التفاعل مكنت العلماء من تحضير بعض مركباته مع الغازات النبيلة أو ما يعرف بالغازات الخاملة ، تلك التي ساد الاعتقاد فيما مضى أنها لا تتفاعل ابداً مع العناصر الأخرى .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى