شخصيّات

إنجازات متعددة للسيدة “أوليمبيا جونزاليس”

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

انجازات اوليمبيا جونزاليس السيدة اوليمبيا جونزاليس شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

ولم تكن "أوليمبيا" أما لأربعة أطفال كبار فحسب، بل كانت أيضا جدة. وهذا يفسر اهتمامها بمجال آخر وهو مجال "أغذية الأطفال" .

وحيث أنها لاحظت توافر فواكه محلية رخيصة السعر تماما، مثل، ثمار "الببايا" و "الجوافة" و "الأناناس"، وهي جميعا غنية بالكالسيوم وفيتامين سي؛ لهذا شرعت السيدة "أوليمبيا" بعمل تركيبة غذائية للأطفال من هذه الموارد المحلية الرخيصة.

وفي عام 1971، كررت "أوليمبيا" إنجازا آخر في هذا المجال بمساعدة امرأتين أخريين هما، "كافيرينا وروزاريو Caferina & Rosario"، حيث أمكنهن عمل حساء صلب يتفتت بمجرد غليه، ويحتوي على الكثير من العناصر الأساسية من أجل نمو صحي للأطفال، بما في ذلك العديد من الفواكه المحلية.

 

وقد لاقت هذه التركيبات من أغذية الطفل ترحيبا واهتماما سريعا من إحدى الشركات الصانعة للأغذية.

ومجال آخر نابع من نفس الجزر الفيليبينية اقتحمته "أوليمبيا" ، وهو المنتجات البحرية، التي كرست له العديد من العديد من ساعات البحث والدراسة.

فعلى سبيل المثال قامت "أوليمبيا" في عام 1978 بنشر بحث تصل عدد صفحاته إلى 200 صفحة حول إحدى الأسماك الشائعة في الفلبين، وطريقة معالجتها، وتجميدها، وتسمى سمكة "Milkfish" .

 

ودعنا نلتقط اقتراحا آخر من اقتراحات "أوليمبيا" الكثيرة، وهو اقتراح تحويل البقايا الضائعة من المحار والأسماك إلى منتجات غذائية، مثل، صلصة السمك وعجينة الروبيان، اللذين يعدان من العناصر المهمة في الوجبات الفلبينية.

وفي عام 1984، وبمساعدة كل من "ملجاروس راموس، ماريا كلارا مونتس ومادولور"، استطاعت "أوليمبيا" ابتكار طريقة جديدة للإسراع بعمليات التخمر اللازمة لصناعة صلصة السمك من بقايا المعلبات. وقد تبنت هذه الطريقة العديد من الشركات المصنعة للأسماك.

ونتيجة لاهتمامها بالعاملين في مجال صناعة المعلبات، قامت "أوليمبيا"، وكنتيجة للدراسات والبحوث، وبمساعدة كل من ميلدا "امبوسكادو وف. أ. باريان وربيكا جوولوردس ت. سوليدم"، بنشر "الدليل الفلبيني للأغذية المعلبة المنخفضة الأحماض"

 

وقد تم نشر هذا الدليل في عام 1982، حيث قدم طرقا عملية، وآمنة، وفعالة لتعليب منتجات الأسماك، واللحوم والخضروات المحلية.

وكنتيجة لتقنين وتطوير عمليات التعليب، انخفضت التكاليف النهائية للانتاج، وارتفعت مستويات الجودة التي فتحت بسهولة مجالات تسويق محلية وعالمية.

والسيدة "أوليمبيا جونزاليس" تُعد عالمة حقيقية، تسعى إلى أن يستفيد الآخرون من أفكارها ومعرفتها بشكل لا يتصف بالأنانية؛ فليس الهدف من اختراعاتها هو جمع المال، فكما تقول: "إذا تم استخدام اختراعاتى في الصناعة، فإنني أكون سعيدة بذلك".

 

وكما تتصف بوجه جميل، ورشاقة طبيعية، وذكاء واضح، فإنها تتصف أيضا بالمواهب الدبلوماسية، حيث يمكن التأكد من وجودها من خلال عملها اليومي في "معهد تنمية التكنولوجيا الصناعية" في مانيلا، ومن خلال التجمعات الاجتماعية التي تحضرها مع زوجها – وهو مهندس متقاعد ناجح، ويعمل الآن مستشارا في مؤسسة ابنه – التي يفخر بها كثيرا جدا.

وتؤكد "أوليمبيا" دائما على أن زوجها يشكل مصدرا دائما لمعظم أفكارها الابتكارية والإبداعية. كما أن صفاتها كعالمة ودبلوماسية كانت أيضا ذات فائدة كبيرة في مجال نشاطها كممثلة عن أخواتها المخترعات، فانتخابها لرئاسة جمعية النساء المخترعات في الفلبين.

في عام 1989، قد دعم مركز الجمعية الاجتماعي داخل المجتمع العلمي الوطني، وأمام السلطات الفلبينية المسؤولة.

 

وعلى عكس المخترعين، الذين قد تأتي أعمالهم كنتيجة لعبقرية مفاجئة، فإن اختراعات "أوليمبيا" هي نتيجة لتدريب فني، وقاعدة علمية صلبة، بالإضافة إلى ذلك النوع من الذكاء المطلق القاصر على عدد قليل من الأشخاص البارزين.

وتمثل "أوليمبيا" حالة خاصة لسبب آخر أيضا، فقد تجاوزت تلك "التكنولوجيا المناسبة" التي يهللون لها في العالم الثالث، واستطاعت أن تحول النفايات المهملة إلى منتجات مفيدة للجميع. أليست هذه فكرة جيدة؟

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى