الطب

إمكانية القيام بالاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

اعتبر تقليدياً أن إمكانية استئصال مرض ما تقررها المعايير البيولوجية والاجتماعية والسياسية. وبالنسبة لكل مرض قائم تم تحديد معاييره من قبل قوة أداء المهمات المعنية لاستئصال الأمراض (MMWR 1993 ؛ وHinman and Hopkins 1998) على أنها:

1- معايير بيولوجية

أ- التعرض للعدوى

ب – المؤثرات العملية الفعالة المحتمل تحقيق الاستئصال بها.

ج – البرهان على إمكانية الاستئصال.

 

2- معايير اجتماعية وسياسية

د-  وجود تفهم اجتماعي واسع لخطورة المرض.

ه-  طرح تكلفة معقولة له.

و-  التعاون الدؤوب مع أنشطة النظام الصحي الأخرى.

ز-  الحاجة إلى استئصاله وليس إلى السيطرة عليه فقط.

 

هذه هي المعايير المقبولة بشكل عام، ولكنها تقلل من التأكيد على أهمية المعايير الاجتماعية والسياسية (Aylward et al. 2000a؛ Shiffman 2006؛ Bhattacharya and Dasgupta 2009؛ Taylor 2009).

وبسبب طبيعته المطلقة فإن الاستئصال يتطلب مشاركة الدول من جميع أنحاء العالم (Barrett 2004) وعموماً المشاركة العالية جداً من السكان ضمن دولهم.

تتوقف درجة المشاركة الاجتماعية والوطنية المطلوبة على مدى توطن المرض وانتشار عدواه. فمن الأسهل استئصال مرض ذو انتشار جغرافي واجتماعي محدود. ومن الأسهل أيضاً إذا كانت قدرته على ايقاع العدوى منخفضة. فاستئصال الأمراض المستوطنة هو الأكثر صعوبة، لأنه يحتوي على عناصر معدية أكثر تنتشر على منطقة جغرافية أوسع (Barrett 2004).

فبالنسبة للأمراض الشديدة العدوى تعتبر تعبئة البلدان وسكانها حاجة ماسة فعلاً، وقد تحدق الأخطار الكبيرة بفشلها إذا لم تتحقق المشاركة العالمية بها.

ولشلل الأطفال والجدري نفس الدرجة تقريباً في شدة عدواها (Anderson and May 1991:70,88): وعلى كل حال فإن شلل الأطفال كان مستوطناً في 125 دولة عند بداية مبادرة استئصاله عالمياً في 1988، بينما كان الجدري موجوداً في 59 دولة فقط (Barrett and Hoel 2007) عند بداية برنامج استئصال الجدري في 1995. ولقد ثبت أن الجدري مؤهل جيد للاستئصال وأسهل من استئصال شلل الأطفال.

 

أما بالنسبة للأمراض التي يمكن التخلص منها باللقاح فإن درجة المشاركة الاجتماعية المطلوبة يمكن صياغتها وفق نموذج. ولتحقيق استئصال مرض يمكن التخلص منه باللقاح، فإن عدد الأشخاص من السكان المعرضين للإصابة به يجب أن يكون أدنى من العتبة التي تقررها شدة عدواه في الجماعة السكانية.

في حين أن الأمراض الشديدة العدوى فإن عتبة عدواها تكون منخفضة بحد ذاتها، وفي الوقت الذي لا يحتاج كل فرد إلى أن يكتسب مناعة، فإن نسبة عالية من السكان تحتاج إلى المشاركة في برنامج التعقيم والمناعة.

ويقدر الأفراد والجماعات والدول رغبتهم في هذه المشاركة استناداً إلى عدد من المعايير، في حين قد لا يكون لاستئصال المرض عندهم أي قيمة. وبسبب الحاجة إلى المشاركة القريبة من الشاملة فهناك مجال للتلاعب في تشكيل جماعات اجتماعية، وقد تستخدم الأمم قوة الرفض (الفيتو) للمطالبة بامتيازات قبل أن يشاركوا في مبادرة الاستئصال.

 

وتتضخم هذه المشكلة عندما تكون فعالية اللقاح ضعيفة، أو إذا استلزم العلاج إعطاء عدة جرعات، أو إذا كان للمرض عدة نماذج مناعية مختلفة.

الاستئصال هو مفهوم مطلق وقد أشير إليه ﺑ القصوى في الصحة العامة (Barrett and Hoel 2003)؛ وإنه مغامرة كبيرة (Barrett 2009). وكاستراتيجية للصحة العامة، فقد كان لمحاولات الاستئصال تاريخ مختلط: فقد فشلت ثلاثة محاولات (الحمى الصفراء، والداء العليقي والملاريا) من أصل ستة، بينما مازالت اثنتان (شلل الأطفال والتنينة) مستمرتين وواحدة (الجدري) كانت ناجحة (Taylor 2009).

وكان استئصال شلل الأطفال ناجحاً أيضاً في 1999 فقد تم استئصال فيروس شلل الأطفال من النموذج رقم 2، وهو واحد من ثلاثة نماذج من سيروم شلل الأطفال (Barrett 2004). فالاستئصال كاستراتيجية هو عرضة للفشل في كثير من النواحي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى