العلوم الإنسانية والإجتماعية

أهمية “الإسهام بعمل معين” في التخلص من الاكتئاب

2014 للتخلص من الاكتئاب

جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب

عندما أُطلِق سراح الدكتور فرانكل من معسكر الاعتقال، كانت فكرة كتابة الكتاب بحث الإنسان عن معنى في رأس قائمة أولوياته، وكانت فكرة الكتاب تنمو معه خلال فترة الاعتقال، ولم يكن ساعتها يمتلك قلماً أو ورقة لتسجيل خواطره أو أفكاره، ويقال أنه أخذ 9 أيام فقط لكتابة هذا الكتاب الذي غير مسار حياة العديد من الناس.

لقد خلق الدكتور فرانكل شيئاً أعطاه حسّاً أعظم بالمعنى، ومع أن غالبية الناس لا تمتلك ولن تمتلك فرصة كتابة كتاب مؤثّر كهذا الكتاب، أو خلق نموذج إنساني وفني راقٍ، أو القيام بإسهام كبير للمجتمع يستفيد منها الجميع في تحقيق معنى وهدف في خلق شيء ما. أو المساهمة في شيء معين يعنى ويفيد المجتمع والناس.

هناك مزيد من الفرص تخلق لنا يومياً لكنها إما أنها لا تُلحظ أو لا تعطى قيمتها، ولا سيّما عندما يصبح الناس مكتئبين.

إن الأخطاء الإدراكية التي تعلمتها في الفصل 4 يمكنها أن تحط من قدر الجهود لإيجاد معنى من خلال خلق شيء أو القيام بإسهام ما.

تعليمات: سجل طريقتين على الأقل وجدت لهما معنى فعلياً من خلال خلق شيء أو الإسهام في شيء، أو ربما ستعمل هذا مستقبلاً. لاحظ الأفعال الخاصة التي تتناولها أو ستتناولها لوضع هذه الأفكار موضع التطبيق.

 

فعلى سبيل المثال عندما فكرت مارتينا بالعمل التطوعي الذي كانت تؤديه للجمعية الإنسانية (الخيرية)، قلّلت من شأن ما يمكن أن تناله من تأثير نفسي جيد "المشكلة أو المشكلات كبيرة بحيث لا أحد تستطيع أن تغيّر شيئاً"، وتصورت أن المشاكل ستصل إلى قمتها عند العمل مع هذه المجموعة "ليس هنالك من هو مسؤول.. إنها فوضى كاملة"، ثم تجاهلت أي دليل بأنها أنجزت عملاً تطوعياً قيماً من أجل هدف نبيل "أنا لا أنجز الكثير من أي شيء". لقد بدا تفكيرها السلبي واقفاً في طريقها ويمنعها من تقييم أي عمل ذي مغزى.

قد تجعل الصبغة الداكنة للاكتئاب رؤية الأداء الخلّاق، والهواية، والمهارة التي تريد اكتسابها، أو الخدمة أو المساهمة التي تريد تقديمها للآخرين والتي قد تكون المصدر لمعانٍ أكبر أموراً ليست بذات أهمية، أو قد يكون عملك اليومي له من الأهمية أكثر مما تتوقّع أو تلمس لتعزيز حس المعنى والهدف لديك، ولدى تحديد الأخطاء المعرفية وتقليل التفكير السلبي أخذت مارتينا تستعيد الحس بالمعنى في عملها كمساعدة طبيب بيطري، ولدى تحسّن مستوى طاقتها أعادت مزاولتها للعمل التطوعي الذي جعلها تشعر بالانتماء والتكامل.

 

من ناحية أخرى كان شوون يقلّل إلى الحد الأدنى من المعنى الذي يمكن أن يحققه من خلال عمله اليومي، فقد أمضى وقتاً طويلاً في عمله في المطعم وإن معظم جهده يتمّ بشكل روتيني: طلب الغذاء، إدارة العقود مع المجهزين، والإشراف على العاملين.

وهكذا، فإن الشعور الأولي بالزهو الذي أحس به لدى افتتاح المطعم أخد بالأفول والتلاشي منذ سنوات، وبعد إصابته بالنوبة القلبية، أصبح العمل بالنسبة له عبئاً ثقيلاً خالياً من المتعة، ولكنه يحتاج أن يستمر فيه لدفع الفواتير والتحضير للتقاعد الذي لا يزال يتمنّى أن يحصل بسرعة.

تعليمات: من وجهة نظر الزبائن، والموظفين، والعائلة، والأصدقاء حاول أن تشخّص طريقتين محتملتين في الأقل لكي يتفكر بهما شوون وليجد فيهما معنىً وهدفاً أعمق في عمله.

1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل بإمكانك أن تفكّر بأية طريقة يستطيع شوون بواسطتها أن ينظر إلى عمله من زاوية مختلفة؟ فلو كنت صديقه راي، أو غيره من أصدقاء شوون المعضدين له، فهل كنت ستنصحه بشيء قد يكون افتقده وربما يعطيه حسّاً أعمق بالغرض أو الهدف أو المعنى في عمله؟ وما يمكن أن يقوله الزبائن، والموظفين، أو أعضاء عائلته عن وقع جهود شوون ودوره كمدير للمطعم؟

في إحدى جلسات CBT سأل الدكتور رايت شوون ليقوم بذات الشيء الذي طلبناه منك في التمرين 12 ­ 5. وبعد تفكير قليل، بدأ شوون بالشعور بأنه يقلّل من قيمة عمله، وكان تصرفه وتفكيره: "أنا أدير مطعماً وأي شخص بإمكانه عمل ذلك.. أتمنّى لو كنت أعمل شيئاً مهماً في حياتي" لا يسمح بتكوين معتقدات داعمة للذات أو مقيمة إيجابياً لها. فقد كتب هذه الملاحظات على سبيل المثال "تناول الطعام خارج المنزل والتغذّي بشكل جيد يعطي الكثير من الناس السعادة والبهجة ­ وبإمكاني منح هذه التجربة العظيمة للعديد من الناس… إدارة مطعم هي مهنة قيمة وشريفة ­ وهي توفر حاجة حقيقية… وبإمكاني أن أوفر عملاً جيداً للعديد من الموظفين. فبإمكاني أن أقيم وأتمتّع بعلاقاتي مع مستخدميّ وزبائني… وفعلاً أصبح الكثير من زبائني أصدقاء جيدين ­ وكانوا يعاودون زيارتي مرة بعد مرة.. وما زلت أتمتع بالقدرة على إبتكار قوائم مأكولات واستكشاف طرقاً مختلفة لتحضير أنواع جديدة من الغذاء".

 

هل فكرت بطرق تخلق بها شيئاً ما أو إسهاماً لم تفكر به سابقاً وتقدره حق قدره، أو تدفع به إلى أقصى مداه؟ ونقدم هنا قائمة مختصرة لأفكار محتملة تستخدمها لبناء معنى ولمساعدتك على الابتداء. اقرأ هذه القائمة ثم أكمل التمرين 12 ­ 6 لبناء مجازات محتملة لخلق شيء أو المساهمة في شيء.

* أعد فحص عملك اليومي أو بقية المهام والمسؤوليات اليومية ­ ركز على الأجزاء ذات المعنى التام من هذه النشاطات، وأبقها في ذاكرتك ­ واجعلها تقود سلوكك فيما يتعلق بالعمل.

* جد معنى من خلال التعبير الموسيقي أو الفني، أو هواية تحفز اهتمامك وعاطفتك، أو رياضة تمارسها، أو مهارة تريد أن تكتسبها وتتعلمها.

* خصّص وقتاً وطاقة (جهداً) لمساعدة الآخرين ­ طبق ذلك في حياتك اليومية ومع الأقرباء، والأصدقاء، والعاملين معك أو/ و حاول أن تصل من خلال العمل التطوعي أو غيره من النشاطات الخيرية، وتطوع أن تساعد من هو بحاجة.

* حاول أن تكون نموذجاً للآخرين من حيث القيم التي تريدهم أن يتبعوها في حياتهم الخاصة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى