البيولوجيا وعلوم الحياة

أهداف ووسائل “العلاج الطبيعي”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلاج الطبيعي وسائل العلاج الطبيعي أهداف العلاج الطبيعي البيولوجيا وعلوم الحياة

العلاج الطبيعي هو علم وفن استخدام المعالجة اليدوية والحركة الطبيعية، واستخدام الوسائل المتاحة في الطبيعة في التقويم والعلاج.

وتهدف فلسفة العلاج الطبيعي إلى التركيز على احترام القدرات الجسدية للمصاب أو المعاق، والتركيز على تكريس مبدأ الاعتماد على النفس في أثناء العلاج، والتأهيل لتحقيق الشفاء وذلك على الرغم مما يعانيه المعاق أو المصاب من عجز أو قصور في جهازه العضلي أو العصبي، والعمل على سرعة تأهيل المعاق للرجوع والتفاعل مع مجتمعه في حدود قدراته الجسمية والعقلية.

 

ويبنى العلاج الطبيعي الحديث على أهداف واضحة سهلة التحقيق. وتنقسم هذه الأهداف إلى:

1 – أهداف قصيرة الأمد أو عاجلة

ويتمثل هذا في التدخل السريع نظرا لظروف الحالة والتي تستدعي، مثلا: تخفيف الآلام الموضعية، وإعادة الحركة للمفصل أو العضلة المصابة، وتحريك الدورة الدموية في المناطق المصابة لتسريع عملية الشفاء والتئام الجروح والكسور، وتنشيط عملية التنفس، وزيادة مرونة مفاصل الجسم والعضلات.

 

2- أهداف طويلة الأمد أو آجلة

– التأكيد على عودة المريض إلى التفاعل مع وضعه الاجتماعي كعضو فعال في المجتمع.

– التأكيد على استقلالية المريض أو المصاب في جميع قدراته العضلية والذهنية بما يتناسب مع ظروفه الصحية.

– الحرص على الوقاية من حدوث الإصابات في المنزل أو العمل.

– إعادة المريض لعمله مع إبداء بعض التغيرات في أسلوب العمل بما يتناسب مع وضع المريض وقدراته الجسدية.

 

3 – أهداف وقائية

يهتم العلاج الطبيعي بالوقاية من الأخطار. ولذلك يحرص إخصائي العلاج الطبيعي على تقديم النصائح والإرشادات للوقاية من حدوث الإصابات الناتجة عن سوء الأداء الحركي في أثناء الرياضة أو الإصابات الناتجة عن العمل وتلك الناتجة عن الارتخاء نتيجة الخمول أو الكسل وتقدم السن.

 

وهناك وسائل طبيعية عديدة تستخدم في العلاج الطبيعي، ومن أهمها:

1 – الماء في حالات وجوده الثلاث في الطبيعة (سائلا وبخارا وصلبا).

2 – درجات الحرارة (حرارة وبرودة).

3 – الطاقة الضوئية.

 

4 – الطاقة الصوتية.

5 – الطاقة الميكانيكية.

6 – الكهرباء بأنواعها.

 

7 – الدهون والمراهم الطبيعية.

8 – التمارين الحركية العلاجية.

9 – الأجهزة التعويضية.

 

وتستخدم وسائل مختلفة من العلاج الطبيعي، بحسب اختلاف الحالات. ومن هذه الوسائل ما يلي:

1 – العلاج المائي:

يعد العلاج المائي من أكبر فروع العلاج الطبيعي. ويرجع استخدام العلاج بالماء إلى قرون عديدة مضت.

وللعلاج بالماء فوائد كثيرة عرفها الإنسان. وتستخدم خواص الماء الفيزيائية، كخاصة دفع الأجسام إلى أعلى، وذلك لتخفيف وزن الجسم على المفاصل المصابة، كما هي الحال في مرضى مفاصل الركبة والظهر، وبخاصة التمارين التي تؤدى تحت الماء.

كذلك تستخدم قوة دفع الماء من خراطيم المياه، وذلك في تحريك المفاصل بصورة لا إرادية مما يمنع حدوث الآلام المصاحبة لتحريك المفاصل إراديا بسبب انقباض العضلات.

وتعد أحواض المياه من أهم مقومات العلاج المائي، وتمارس بها رياضات كثيرة، كالمشي وأداء الحركات التنشيطية تحت الماء.

 

2 – تمارين علاجية إكلينيكية:

تختلف هذه التمارين عن التمارين الرياضية العادية في كونها تمارين مخصصة وتؤدى في حدود إمكانات المريض.

وهي تهدف إلى زيادة القوة العضلية والمحافظة عليها، أو زيادة مرونة المفصل وتحسين مدى التوافق العضلي العصبي لدى المريض.

ومن هذه التمارين ما يؤدى تحت الماء أو بواسطة أجهزة رياضية معقدة. ومنها ما يوصف له بأدائها في المنزل كتمارين منزلية يومية، ومنها ما يستوجب أداءها تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي.

 

3 – العلاج اليدوي:

المقصود بالعلاج اليدوي هو استعمال المهارات اليدوية في تحريك العظام والمفاصل، وذلك بإحداث تأثيرات ميكانيكية وفيزيولوجية على مفاصل الحركة والأربطة والعضلات المحيطة بها بهدف إرجاع المفصل إلى وضعه الطبيعي أو لشد أو إرخاء الأربطة المحيطة بالمفاصل أو العضلات.

وقد يستخدم لذلك أيضا أجهزة ميكانيكية تقوم مكان العمل اليدوي تعمل بالطاقة الكهربائية لساعات طويلة متواصلة.

ومن أنواع العلاج اليدوي: شد العضلات، والتدليك (المساج) اليدوي العميق، وتحريك المفاصل، وشد الرقبة أو الظهر بواسطة أجهزة الشد الكهربائية.

 

4 – العلاج الكهربائي:

تستعمل التيارات الكهربائية، بطرق خاصة، في التقويم والعلاج، حيث يستفاد من التأثيرات الفيزيولوجية التي تحدثها التيارات الكهربائية في تنشيط عمل الخلية العصبية وتنظيم استجابتها الحركية، وبخاصة في علاج حالات الشلل الموضعي الطرفي عند حدوث إصابات قطع الأعصاب المتصلة بمجموعة من العضلات.

وتستخدم الكهرباء للمحافظة على صحة العضلة وقوتها إلى أن تلتئم الأعصاب مرة أخرى وتعود العضلة للعمل بصورة طبيعية. كذلك تستخدم الكهرباء في إحداث حركات توافقية مطلوبة في أثناء المشي.

كما هي الحال في تأهيل المشي لدى المصابين بإصابات النخاع الشوكي أو الشلل النصفي، أو لتخفيف الأوجاع وعلاج الأورام.

 

5 – العلاج بالموجات فوق الصوتية:

في هذا الأسلوب من العلاج تستخدم خواص انتقال الصوت الفيزيائية، كالتضاغط والتخلخل، في إحداث تأثيرات ميكانيكية يستفاد من تأثيرها الحراري والاهتزازي في العلاج الطبيعي، وبخاصة علاج التقلصات العضلية العميقة والالتهابات.

 

6 – العلاج بالطاقة الضوئية:

تستخدم الطاقة الضوئية، كما في الليزر، في علاج العديد من المشاكل المتعلقة بالآلام والدورة الدموية الموضعية للجزء المصاب وتنشيط النمو الخلوي.

وتستخدم الموجات الحرارية كالأشعة تحت الحمراء أو الموجات القصيرة، في التسخين الحراري لعلاج كثير من مشاكل المفاصل والعضلات. كذلك تستخدم الأشعة فؤق البنفسجية في علاج كثيرمن مشاكل الجلد وأمراضه.

 

العلاج الطبيعي في الكويت:

لم يبدأ العلاج الطبيعي الحديث في الكويت إلا في الستينيات من القرن العشرين، عندما تأسس أول قسم للعلاج الطبيعي بمستشفى الصباح.

ومع ذلك، كان هناك نخبة من رجال العلم والدين اشتهر بعضهم بتقديم خدمات جليلة على مستوى متميز في مجال العلاج الطبيعي.

وكان من أبرز هؤلاء السيد عبد الرحمن بن محمد الغانم (1857 – 1962)، والسيد عبد الرحمن بن زيد المنيفي (1890 – 1970).

 

قد اشتهر هذان الرجلان، رحمهما الله، بالتطبيب الشعبي وبعلاج الكسور وبالعلاج الطبيعي لكثير من الحالات وبخاصة آلام الأطراف والمفاصل وآلام العمود الفقاري.

ولقد مارسا، رحمهما الله، العلاج الطبيعي وتميزا في ممارسة فنونه العلاجية وبخاصة العلاج اليدوي أو ما يسمى حديثا العلاج الميكانيكي.

 

فقد أبدعا في فنونه، وبخاصة تحريك المفاصل وشد العضلات وعلاج الأوجاع المفصلية وعمل كاسات الهواء (الخبان) التي عرفوها من شرق آسيا.

كذلك أبدعا أيضا في استعمال الدهون والخلطات الدهنية، وعرفا خواص الدهون الكيميائية وأسرارها في علاج الآلام الموضعية للمفاصل والعضلات، والتي ما زال العلم الحديث يستعملها إلى الآن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى