الحيوانات والطيور والحشرات

أنواع “الصيد” الشائعة والأنواع المختلفة لبنادِقِ الصَّيْدِ تَبَعًا لِطَريقَةِ اسْتِخْدامِها

2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أنواع الصيد أنواع بنادق الصيد صيد البر الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

كانَتْ طبيعةُ الحياةِ البُدَائِيَّةِ تُجْبِرُ النَّاسَ علَى الصَّيْدِ للْحصولِ عَلى الغِذاءِ.

وكانوا يَسْتَخدمونَ أَدواتٍ مثلَ: الشِّباكِ، والأفخاخِ، والحِرَابِ، والسِّهامِ والنِّبالِ في اصْطيادِ الحيواناتِ السَّريعَةِ، واسْتعانوا بالخَيْلِ وبكلابِ الصَّيْدِ والصُّقورِ والشَّواهينِ المُدَرَّبَةِ في مُلاقَاةِ الفَريسَةِ ومُلاحَقَتِها.

وبَعْدَ اسْتِئْناسِ الإنْسانِ للحيواناتِ وتَرْبِيَتِها في مَزارِعِهِ، قَلَّتْ حاجَتُهُ إلَى صَيْدِها طَلَبًا للطَّعامِ.

 

ولكنْ ما زالَتْ الحيواناتُ والطّيورُ البَرِّيَّةُ تُصادُ طَلَبًا لِفِرائِها وريشِها وجُلودِها وعاجِها وعِظامِها وبعضِ الموادِّ العِطْرِيَّةِ أو الدَّوائِيَّةِ الّتي تُفْرِزُها، أو لاقْتِنائِها في حدائِقِ الحيوانِ أو المَنَازِلِ، أو لِغيرِ ذَلِكَ من الأَغْراضِ.

والصَّيْدُ الجائِرُ لبَعْضِ الأَنواعِ البَرِّيَّةِ يُهَدِّدُها بالانْقِراضِ، وتُسَنُّ القَوانينُ لحِمايَتِها أو تَنْظِيمِ صَيْدِها.

 

وقَدْ أَحَلَّتْ شَريعَةُ الإسْلامِ صَيْدِ الحيوانِ لِلأَغراضِ المَشروعَةِ، ولكنَّها نَصَّتْ علَى كَراهَةِ صَيْدِ الحيوانِ لِلْعَبَثِ والتَّلَهِّي، ونَهَتْ عَنْ حَبْسِهِ وتَعْذيبِهِ، وأَمَرَتْ بالرِّفْقِ بِهِ، حتَّى عِنْدَ ذَبْحِه المَشْـروعِ.

ومِنَ المَعْلومِ أَيْضًا أنَّ صَيْدَ البَرِّ – دونَ صَيْدِ البَحْرِ – مُحَرَّمٌ علَى مَنْ يُحْرِمُ بالحَجِّ أو العُمْرَةِ، إلاَّ حِمايَةً للنَّفْسِ أو تَجَنُّبًا لِضَرَرٍ مُؤَكَّدٍ.

 

وعلَى أيَّةِ حالٍ، ما زالَتْ رِياضَةُ الصَّيْدِ تُمارَسُ في بلادٍ مُخْتَلِفَةٍ وبِوَسائِلَ مُتَعَدِّدَةٍ وهي رياضَةٌ لَها أُصولُها وفُنونُها، وقَدْ مارَسَها العَرَبُ، ولَهُم فيها نَثْرُ بَديعٌ وشِعْرٌ جَميلٌ كثيرٌ. ومنْ أَنْواعِ الصَّيْدِ الشّائِعَةِ ما يلي:

1- الصَّيْدُ الصَّاخِبُ

وكانَ يَجْرِي باسْتِخدامِ الأَبواقِ والنِّداءاتِ. ويبدأُ الصَّيْدُ باكْتِشافِ الفَريسَةِ، ثمَّ تُطارَدُ باستخدامِ كلابِ الصَّيْدِ.

والقَصْدُ من إحداثِ الأصواتِ المرتَفِعَةِ هو تخويفُ الحيواناتِ حتَّى تخرجَ من مَخابِئِها. وهذا النَّوعُ من الصَّيْدِ أصبحَ قليلَ الاسْتِخْدامِ في الوقتِ الحاضِرِ.

 

2- الصَّيْدُ بالحِصارِ

يكونُ هذا الصَّيْدُ علَى تَجَمُّعاتٍ من الحيواناتِ المَطْلوبِ صَيْدُها. فَيَقِفُ الصَّيادونَ علَى خَطٍّ واحِدٍ ويَتَّجِهُ المساعدونَ إلَى تجَمُّعِ الحيواناتِ لإفْزاعِها لِتَجْرِيَ مُحاوِلَةً الهَرَبَ، فَتَدْخُلَ في مَجَالِ الصَّيَّادينَ، فَيَقوموا بِصَيْدِ أَكْبَرِ كَمِّيَّةٍ من تلك الحيواناتِ.

 

3- الصَّيْدُ الشَّخْصِيُّ

وفيهِ يجوبُ الصَّيَّادُ مِنْطَقَةَ الصَّيْدِ بِمُفْرَدِهِ، ويَصْحُبُه أَحَدُ كلابِ التَّوَقُّفِ، وهي كلابٌ تُسَمَّى بهذا الاسْمِ لأنَّها لا تقومُ بمطارَدَةِ الحيواناتِ، إذْ إنَّ مُهِمَّتَها تَقْتَصِرُ علَى اكْتِشافِها بِفَضْلِ حاسَّةِ الشَّمِّ القَوِيَّةِ لَدَيْها.

وعِنْدَما تَصِلَ إلَى أَقْرَبِ مكانٍ مِنْها تَتَوَقَّفُ حتَّى يَتَّخِذَ الصَّيَّادُ الوَضْعَ المُلائِمَ لإطْلاقِ القَذيفَةِ. وبعْدَ إصابَةِ الفريسَةِ يُحْضِـرُها الكلبُ (ويكونُ الصَّيْدُ بالبُنْدُقِيَّةِ).

 

وتَنْقَسِمُ البنادِقُ المُسْتَخْدَمَةُ في الصَّيْدِ مَجْموعَتَيْن:

أ‌-  بَنادِقُ الصَّيْدِ العَادِيَّةُ

ذاتُ العُبُوَّةِ المُكَوَّنَةِ من مَجْموعَةِ الطَّلَقاتِ أو الرَّصاصِ، وهي مُخَصَّصَةٌ للقَنائِصِ الصَّغيرَةِ كالطُّيورِ والأَرانِبِ البَرِّيَّةِ والجَبَلِيَّةِ.

 

ب‌- بَنَادِقُ الصَّيْدِ المُمْتازَةُ

وهي تُعَبَّأُ بِطَلَقاتِ الرَّصاصِ (مثل بُنْدُقيَّةِ الحروبِ)، وهي مُخَصَّصَةٌ للقَنائِصِ الكبيرَةِ مثل الخِنْزيرِ البَرِّيِّ والدِّبَبَةِ والذِّئابِ والتَّماسيحِ وأَفْراسِ النَّهْرِ والفِيَلَةِ.

 

وهناكَ عِدَّةُ أنواعٍ من بنادِقِ الصَّيْدِ تَبَعًا لِطَريقَةِ اسْتِخْدامِها، وهي:

1 -بُنْدُقِيَّةُ الصَّيْدِ ذاتُ الماسورَتَيْن.

ويَسْتطيعُ الصَّيَّادُ أنْ يُطْلِقَ عياريْنِ مُتَتَالِيَيْن دُونَ الحاجَةِ إلَى إعادَةِ تعْميرِ البُنْدُقِيَّةِ لِكُلِّ طَلَقَةٍ. وهذه البُنْدُقِيَّةُ يمكنُ أنْ تُؤَثِّرَ في مسافَةِ بين 40 و50 مِتْرًا.

وهناكَ نَوْعٌ حديثٌ من البنادِقِ ذاتِ الماسورَتَيْن، لا تكونُ الماسورَتان فيه متجاوِرَتَيْن، بلْ تكونَان رَأْسِيَّتَيْن؛ أيْ تكونُ إِحْداهُما فوقَ الأُخْرَى، وبِذَلِكَ يَتَجَنَّبُ الصَّيَّادُ تَوْجيهَ نَظَرِهِ أَبْعَدَ مِمَّا يَجِبُ إلَى اليَمينِ أو إلَى اليَسارِ.

 

2- البُنْدُقِيَّةُ ذاتُ المَواسِيرِ الثَّلاثِ.

وهَذهِ البُنْدُقِيَّةُ بها ماسورَتان لهما قُطْرٌ داخِلِيٌّ أَمْلَسُ، وماسورةٌ ثالِثَةٌ مُضَلَّعَةٌ تَعَمَّرُ بالطَّلَقَاتِ؛ وهي مَوْجودَةٌ بَيْنَ الماسورتَيْن وأَعْلاهُما.

 

3- البُنْدُقِيَّةُ نِصْفُ آلِيَّةِ التَّعْميرِ.

وهي تَسْتَطيعُ إطْلاقَ عِدَّةِ طَلَقَاتٍ (3 – 6 طلقات)، إِذْ إِنَّ جميعَ الطَّلَقَاتِ يَتِمُّ إِدْخالُها في خِزانَةٍ موضوعَةٍ أَسْفَل الماسورَةِ أو في جهازِ تَعْميرٍ، غَيْرَ أنَّ الصَّيَّادَ يكونُ مُضْطَرًّا لِوَضْعِ الخراطيشِ داخلَ الماسورَةِ واحدةً بَعْدَ الأُخْرَى، وبِواسِطَةِ تَحْريكِ السّدّادَةِ.

 

4- البُنْدُقِيَّةُ آلِيَّةُ التَّعْميرِ.

وهي شبيهةٌ بالسَّابِقَةِ، فيما عَدا أنَّ الطَّلَقاتِ تُدْخَلُ آلِيًّا في الماسورَةِ عن طريقِ السّدادَ نَفْسِه بَعْدَ كلِّ طَلْقَةٍ.

 

5- بَنادِقُ صَيْدِ البَطِّ.

وهي نوعٌ من البنادِقِ ضَخْمُ الحَجْمِ، يَتَعَذَّرُ حَمْلُه، ويجرِي تَثْبيتُه فوقَ ركيزَةٍ موضوعَةٍ علَى قارِبٍ مُسَطَّحٍ.

 

6- البُنْدُقِيَّةُ القَنَّاصَةُ.

وهي تُسَمَّى أيضًا بالبُنْدُقِيَّةِ السَّريعَةِ، وهي ذاتُ تعميرٍ آليٍّ أو نِصْفِ آلِيٍّ، وتُطْلِقُ رَصاصًا، كما أنَّ ماسورَتَها دائِمًا مُضَلَّعَةٌ. وتُزَوَّدُ هذهِ البُنْدُقِيَّةُ عادَةً بمنظارٍ يَسْمَحُ بالتَّسْديدِ من علَى بُعْدِ 200 – 1000 مترٍ.

ولِبَنادِقِ الصَّيْدِ عِدَّةُ نُظُمٍ تُسَمَّى «عِيارات»، وهي تَدُلُّ علَى عَدَدِ الطَّلَقَاتِ الكُرَوِيَّةِ الشَّكْلِ ذاتِ القُطْرِ المساوِي لِقُطْرِ الماسورَةِ الدَّاخِلِيِّ، وتَزِنُ في مَجْموعِها رِطْلاً (أيْ: 9.453 جرام). والعياراتُ هي 12، 16، 20، 24، 28، 32.

 

وخَرطوشَةُ الصَّيْدِ هي العِيارُ المَقْذوفُ الّذي يُطْلَق من داخِلِ البُنْدُقِيَّةِ نَحْوَ الجسمِ المرادِ قَنْصُهُ أو تُوَجَّهُ الطَّلْقَةِ إليه.

وتتكوَّنُ من عِدَّةِ طَلَقَاتِ داخِلَ غِلافٍ من النُّحاسِ ومِنْ غِطاءٍ من ورق «الكَرتون»، ثم شَفَةِ الطَّلْقَةِ، ثمَّ رَشِّ الرَّصاصِ (نَحْوَ نِصْفِ عُبُوَّةِ الطَّلْقَةِ)، ثمَّ قُرْصٌ مِنَ البادِئ المَنقوشِ الّذي يَسْمَحُ بِضَبْطِ ضَغْطِ الغَازاتِ النَّاتِجَةِ من الانْفِجارِ ولِمَنْع تَشَوُّهِ الرَّشِّ، ثمَّ قُرْصٍ من كرتونٍ مُشَمَّعٍ، ثمَّ العُبُوَّةِ الدَّافِعَةِ من البارودِ، ثمَّ البادئ لتَفْجيرِ العُبُوَّةِ نتيجةَ قُوَّةِ الاصْطِدَامِ في الانْطِلاقِ، ثمَّ كَعْبِ الطَّلْقَةِ، وهو مِحْوَرِيٌّ دائِرِيٌّ مُكَوَّنٌ من عِدَّةِ طَلَقاتٍ من النُّحاسِ القَوِيِّ

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى