علوم الأرض والجيولوجيا

أنواع السهول المرتبطة بالإرساب النهري

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأرساب النهري السهول أنواع السهول المرتبطة بالإرساب النهري علوم الأرض والجيولوجيا

السهول الفيضية (Alluvial plains) سميت هكذا تبعاً لمصطلح (alluvium) الذي يعني أي إرساب نهري، وهي كمجموعة تصنف ضمن أكثر أجزاء سطح الأرض استواء وتسطحاً.

ويمكن تصنيف السهول التي أرسبتها الأنهار إلى ثلاث فئات:

(1) السهول الفيضية التي أرسبت في قيعان الأودية النهرية،

(2) الدلتاوات، التي تكونت بفعل الإرساب عند مصبات الأنهار،

(3) المروحات الرسوبية التي أرسبت عند حضيض الجبال أو الهضاب.

 

1- السهول الفيضية: 

تتطور الأراضي الواطئة المسطحة التي تتميز بها قيعان الأودية، إذا ما كان هناك جزء من المجاري النهرية تمونه روافده العليا بالإرسابات بدرجة لا يستطع النهر حملها. فتترسب الإرسابات الزائدة في قاع المجرى عادة على هيئة حواجز.

وأثناء الفيضان فإن بعض الإرسابات قد تنتشر على طول عرض السهل الفيضي. ونتيجة للإرساب المستمر وامتلاء المجرى بالإرسابات وتكرار الفيضان، وللسهولة التي تتهدم بها الضفاف المكونة من إرسابات سائبة، فإن المجاري النهرية تغير مجراها باستمرار في السهل الفيضي.

وفي السهول الطميية يتميز مجرى النهر بشدة التعرج أو الانثناء، بينما في السهول الرملية الخشنة والحصوية يتفرع المجرى أي أنه يكون مجرى عريضاً ضحلاً وتمتد فيه بشكل معقد حواجز رملية.

 

وفي كلتا الحالتين فإن كثيراً من الثنيات ذات الرقعة الضيقة، أو الثنيات المقتطعة كمجرى مهجور والتي تتصف بالجفاف وتمتلئ جزئياً بالإرسابات تقطع السهل الفيضي.

وفي السهول الفيضية الفسيحة المكونة من الطمي تمتد نطاقات ذات ارتفاع طفيف تسمى بالجسور الطبيعية، تتكون نتيجة لنشاط الإرساب بمحاذاة المجرى مباشرة عندما تتوقف سرعة الجريان، وعندما يترك الماء المجرى وينتشر على السهل الفيضي.

وفي السهول الفيضية الكبرى يلاحظ أن مستوى الماء الجوفي قريب من سطح الأرض، وتوجد ظاهرة الأراضي المستنقعية في المجاري المهجورة والنطاقات الضحلة.

 

ولهذا السبب، فإن أي مظاهر مرتفعة نسبياً مثل الجسور الطبيعية تختار كأرض زراعية ولإنشاء المدن، ولمد الطرق. ورغم صعوبات مستوى الماء الجوفي المرتفع، وتكرار الفيضان، وانتقال المجاري فإن السهول الفيضية خاصة تلك التي تتكون من الطمي تكون في العادة أراضي زراعية جيدة نظراً لاستوائها وسهولة زراعتها.

وفي بعض الحالات فإن الأراضي الرسوبية تكون أكثر خصوبة من تربات الأراضي المرتفعة المحيطة.

 

وتمتد المدرجات والمصاطب الرسوبية هنا وهناك على طول جانبي الوادي على مناسيب أعلى من السهل الفيضي الحالي. وهذه المصاطب والمدرجات هي بقايا سهول فيضية قديمة أزيل معظمها نتيجة لتجديد النحت الرأسي للمجاري النهرية.

وقد تكون المصاطب الرسوبية أراضي زراعية جيدة، وتخدم كمواضع للمدن والطرق نظراً لأنها تقع على مناسيب أكثر ارتفاعاً من منسوب الفيضان.

 

2- الدلتاوات: 

مظاهر السطح في الدلتاوات هي بصفة رئيسية تلك التي ذكرت منذ قليل. وكقاعدة عامة مع ذلك فإن سطح الدلتا أقل تصريفاً من السهل الفيضي، وقد تختلط الهوامش الخارجية للدلتا بالبحر خلال نطاق من الأراضي المستنقعية.

ومع نمو الدلتا فإن كثرة امتلاء المصب بالإرسابات يؤدي إلى تحويلات وتفرعات المجرى ولهذا فإن المجرى يصرف عبر شبكة من القنوات.

وتتصف كثير من الدلتاوات مثل دلتا المسيسيبي والنيل والدانوب بأنها على هيئة مروحة كبيرة نمت على حساب البحر، في حين أن هناك دلتاوات أخرى كدلتا الكلورادو، والبو، ودجلة والفرات أقل مساحة.

 

وهناك أنهار كبيرة ليس لها دلتاوات حقيقية، لأن إرساباتها أرسبت في بعض الأحواض الداخلية. فالبحيرات العظمى تستحوذ على معظم إرسابات نهر سانت لورنس، ويرسب نهر الكنغو معظم ما به من حمولة في حوضه الأعلى الفسيح.

والدلتاوات كالسهول الفيضية تعد أراضي قيمة من الوجهة الزراعية، مع أنها تتعرض لنفس مشكلات التصريف الرديء والفيضانات المتكررة. ودلتا النيل ودلتا هوانج هو الطميية الفسيحة في شمال الصين هي مراكز زراعية شهير.

 

وهناك دلتاوات كثيرة من بينها دلتا المسيسيبي كمثال جيد تتصف بكثرة المستنقعات، بدرجة لا تسمح بالزراعة إلا على الجسور الطبيعية.

وتعد الأراضي المنخفضة حيث تلتقي دلتا الراين ودلتا الماس (Maas) مثالاً واضحاً لما يمكن أن يقوم به الإنسان من استصلاح للأرض عندما يكون الضغط السكاني كبيراً.

 

3- المروحات الرسوبية: 

إذا خرج مجرى مائي على سهل طفيف الانحدار من واد خانقي فإن سرعة التيار تتوقف فجأة، ويرسب معظم ما به من حمولة عند نهاية الوادي الخانقي.

وبسبب كثرة تكرار امتلاء المجرى عند نهاية الوادي بالإرسابات، وتحول المجرى إلى مجرى آخر فإن الإرسابات تتخذ شكل مروحة رسوبية فسيحة منتشرة، تشبه الدلتا بصفة رئيسية.

وتعد المروحات الرسوبية المستقلة ظاهرة شائعة في المناطق الجبلية، وبخاصة حيث يتصف المناخ بالجفاف، باستثناء الزخات السيلية التي تحدث في بعض الأحيان.

 

ومن الظاهرات الملفتة للنظر مع ذلك تلك الصفوف من المروحات الرسوبية التي اتصلت اتصالاً جانبياً مكونة سهلاً فسيحاً بطيء الانحدار على طول حضيض الجبهات الجبلية المرتفعة يطلق عليه (البهادة).

وقد أقيمت مدينة لوس انجلوس على سهل من هذا النوع. وهناك مروحات أخرى أكبر مساحة تشغل جزءاً كبيراً من جنوب الوادي الأوسط في كاليفورنيا، كما أن هناك مروحات تمتد تجاه الشرق من جبال الانديز في شمال غرب الأرجنتين، وباراجواي وشرقي بوليفيا.

 

ونتيجة لاستواء المروحات الرسوبية وسهولة حرثها مثل الأسطح الرسوبية الأخرى فإنها تصلح للزراعة. وهي ذات أهمية خاصة في المناطق الأقل رطوبة،

ويرجع هذا جزئياً إلى أن المياه يمكن التحكم فيها بفعل الجاذبية من الأودية الخانقية على سطح المروحة، وإلى أن الإرسابات السميكة المسامية تعمل كخزان تختزن فيه بعض المياه بصورة طبيعية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى