التاريخ

أنواع الراجمات القديمة المستخدمة في الحروب

2016 علوم العصر الكلاسيكي وأوائل العصور الوسطى

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التاريخ الأحافير وحياة ما قبل التاريخ

استخدمت الجيوش القديمة للإغريق والرومان مدى واسعاً من العتاد العسكري الثقيل حيث يُقذف الأعداء بالصخور والسهام بهدف توفير الدعم لجنود المشاة وذوي الأعنة (الجنود المهاجمة بالعربات).

وقد ثُبتت غالبية هذه الأسلحة بغرض الدفاع، لكن بعضها حُمل على عربات متحركة ونُشر في ساحات المعركة.

اخترع الإغريق العديد من أسلحة المدفعية القديمة والتي تبناها الرومان في وقت لاحق وطورها مهندسوهم، ومثل المنجنيق سلاح قاذفات الصواريخ الرئيس، ففي عام 399 ق.م.مول حاكم المستعمرة الإغريقية في سيراكيوز بجزيرة صقلية ديونيسوس الأكبر (حوالي ٤٣١ – حوالي ٣٦٧ ق.م.) برنامجاً بحثياً لاختراع سلاح جديد يستخدم في الحرب التي كان يستعد لها مع القرطاجيين.

بنى المهندسون منجنيقاً لإطلاق السهام على هيئة نشابة هائلة (أنظر الرسم التخطيطي في أسفل اليسار)، وصنعوا قوسا – المسافة بين طرفيه ٧.٥ أقدامٍ (٢.٣ م)– من شرائح من الخشب أو قرون الحيوانات موصلة مع بعضها على هيئة صفائح (ما يُسمى بالقوس المركب).

ولشد خيط القوس يستخدم فريق الرماية رافعة مثبتة على المنجنيق تسحب مخلباً وزناداً إلى الخلف على سطح منزلق ذي سكتين مثبت بماسكة.

 

تتسع كل سكة من سكتي المنزلق لسهم بطول ٦ أقدام (٢ م) يطلق بتحريك الزناد ليحرر المخلب، ويسمح محور في مقدمة القوس بتوجيه المنجنيق في أي اتجاه.

ذهب الإغريق مدى أبعد في تطوير المنجنيق فصنعوا نموذجاً أسموه بوليبولس (متعدد السكاكين أو الرامي المتعدد أو ما نطلق عليه اليوم الرشاش) يطلق القذائف الواحدة تلو الأخرى من قادوس (صفيحة قمعية الشكل) أو مستودع مثبت في أعلى المنزلق.

أطلق الرومان اسم البالستا (القاذف) على المنجنيق وتبنوا التصميم الإغريقي لإطلاق سهامٍ قصيرة بطول ٢٧ بوصة (٦٩ سم) وثبتوه في الغالب على إطار حديدي ذي عجلات.

استخدم القائد الروماني فيسباسيان (٩-٧٩ ميلادي) البالستا بكفاءة عالية في حروبه ضد المحاربين السلتيين (أو الكلتيين) في بريطانيا.

وتضم الرفات البشرية التي تعود إلى عام ٤٣ ميلادي والمستكشفة في الحصن الجبلي المُسمى قصر ميدن بجنوب إنجلترا، تضم جمجمة يخترقها ثقب نتيجة إصابتها بسهم بالستي.

 

في تصميم إغريقي مختلف قليلاً للمنجنيق تُستخدم الحبال المجدولة بدلاً من القوس لتوفير قوة الدفع، فتقوم جديلتان من الحبال أو من الأوتار الحيوانية مثبتتان عمودياً بسحب قطعتين قصيرتين من الخشب، يوصل القطعتين ببعضها وتر يشبه وتر القوس.

عند قيام الرامي بشد الوتر يزيد التواء الخيوط بشكل أكبر، وعند تحرير الوتر بواسطة زناد تلتف الخيوط المجدولة بقوة هائلة. وفي نسخة صُنعت للملك المقدوني فيليب الثاني (حكم من 359-336 ق.م.) استخدمت سهام على شكل رماح بطول 13 قدماً (4 م)، كما أن ابن فيليب، الإسكندر الأكبر (356-323 ق.م.)، استخدم أسلحة مثل هذه في حربه ضد الفرس.

علاوة على ذلك صُممت نسخ أكبر من هذا النوع من الراجمات لإطلاق الحجارة بدلاً من السهام. وضمن ما يُروى عن عالم الرياضيات والمهندس الإغريقي أرخميدس (حوالي 287-212ق.م.) أنه بنى منجنيقاً يمكنه إلقاء حجارة تزن 175 رطلاً (79 كجم) مسافة 200 يادرة (183 م).

وثُبتت هذه الآلةالضخمة على ظهر سفينة لصد هجوم الأسطول الروماني خلال حصار مدينة سيراكيوز (215 ق.م.). وعلى الأرض استخدمت راجمات أكبر من ذلك بكثير، لذا بُنيت الأسوار الدفاعية حول المدن بسماكة لا تقل عن ١٥ قدماً (٤.٦ م) بحيث يمكنها الصمود أمام سقوط قذائف من الأحجار تبلغ كتلة الواحدة منها ٣٥٠ رطلا (١٢٩ كجم).

المقلاع أداة رمي يدوية قديمة استخدمها نبي الله داود (عليه السلام) لقتل العملاق جالوت، بحسب الرواية الإنجيلية.

 

ويتكون المقلاع من حبلٍ متصلٍ بكيسٍ جلدي توضع الحجارة فيه، ويقوم الرامي بقذف الحجارة واضعاً المقلاع على امتداد يده وموفراً قوة الدفع بتحريك المقلاع من خلفه أو بإدارته بضع دورات حول رأسه، وقد اخترع الرومان منجنيقا آليا مبنياً على مبدأ عمل المقلاع أسموه الأخدر (الأخدر نوع من الحمير الوحشية مشهور بالرفس بقدميه الخلفيتين).

يتكون هذا المنجنيق من إطارٍ أفقي في وسطه عارضتان تميلان باتجاه أفقي، ويمر حبل من الأوتار المجدولة في ثقبين كبيرين في وسط العارضتين بينما يُثبت الطرف الآخر من الحبل خارج كلٍ من العارضتين، ومهمة الحبل تثبيت المقلاع من خلال إمساك طرف ذراع خشبية طويلة في نهايتها الأخرى كماشة حديدية.

يستخدم الرامي رافعة لإنزال الذراع ضد قوة شد الحبل المجدول ويضع الصخرة في المقلاع (الكيس الجلدي)، وعند تحريرها تقفز الذراع إلى الأمام فتقذف الحجارة؛ ولامتصاص قوة الدفع توضع وسادة من القش عند أبعد مسافة يصلها المقلاع بعد رمي القذائف.

 

ومثلما هو الأمر مع أنواع المنجنيق الأخرى، يمكن تصميم الأخدر بأحجام كبيرة جدا. وعلى سبيل المثال، هناك توصيف لأحد الأنواع يحتاج جهد ثمانية رجال على الرافعة لإنزال الذراع، ولكن هذا النوع يحتوي على وترٍ أفقي واحد وذراع واحدة فقط بدل الوترين المجدولين والذراعين كما هو الحال في الأنواع الأصغر (تحتاج عملية التوازن في تصميم الأخدر ذي الوترين والذراعين إلى عناية فائقة)؛ ولذلك فإن تنفيذ النموذج ذي الذراع الواحدة والخيط الواحد أسهل بكثير.

استمرت الجيوش في أوروبا في استخدام المنجنيق بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية وحتى خلال العصور الوسطى، اخترعوا نوعاً من المنجنيق يشبه النواسه (لعبة من ألعاب الأراجيح) حيث توضع صخرة في طرف عارضة مرتكزة على الأرض عند منتصفها وقابلة للدوران أفقيا.

وبإسقاط صخرة أخرى من عمود على الطرف الحر من العارضة تنطلق الصخرة الأولى في الهواء في مسار منحنٍ لتُصيب الهدف. ومع اختراع المدافع في القرن الرابع عشر اختفت كل أنواع المنجنيق.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى