الطب

أنواع ألم أسفل الظهر حسب مصدره

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

ألم أسفل الظهر أنواع ألم أسفل الظهر أنواع ألم أسفل الظهر حسب مصدره الطب

ويمكن تصنيف ألم أسفل الظهر أيضاً بحسب مصدره، وذلك إلى ثلاثة أنواع :

1) الألم المحوري (Axial Pain):

هو الألم المتمركز والمحدود في منطقة أسفل الظهر، وهو أكثر حالات ألم أسفل الظهر شيوعاً، ويرجع إلى أسباب متعددة. 

وهذا النوع يمثل الألم الميكانيكي الذي يتميز بأنه يشتد مع أنشطة ووَضْعات معينة ويخف بالراحة. 

وعموماً يكون الألم المحوري ألماً حاداً أو ألماً خفيفاً متواصلاً بنفس الشدة، أو متقطعاً خلال اليوم، ويراوح في شدته بين المعتدل والشديد غير المحتمل. 

 

ومهما كان التشخيص لهذا النوع من الألم أو معرفة أسبابه، فإن العلاج لا يختلف كثيراً من حالة لأخرى. 

وبعد الفحوص الدقيقة واستبعاد أي احتمال يدل على وجود أسباب خطرة، فإن المريض عادةً ما يخضع للعلاج التحفظي (conservative treatment)، الذي ينحصر في أخذ راحة تامة، مع تلقي العلاجين الطبيعي والدوائي في بادئ الأمر. 

 

وعادة ما يطرأ تحسن كبير في 90% من الحالات خلال 6 أسابيع، ولكن استمرار الألم أكثر من 6 إلى 8 أسابيع يستدعي إجراء فحوص إضافية دقيقة أو استخدام الحقن الموضعي، سواء كأسلوب تشخيصي أو علاجي لمصدر الالم.

كما أنه من النادر التفكير في العلاج الجراحي لهذا النوع من الألم، ولا يتوقع نجاحه ما لم يكن هناك ما يدل على وجود ضغط على الجذر العصبي.

 

2) الألم المحوّل (الرجيع) (Referred Pain)

يتميز هذا الألم بأنه ألم متواصل خفيف غير حاد محير (غير واضح) في تحديد طبيعته ومكانه بدقة؛ فهو ألم غير ثابت يتنقل حول المنطقة المؤلمة، ويظهر ويختفي في بعض الأحيان، كما يتفاوت في شدته من وقت لآخر. 

وعلى الرغم من أن مصدر هذا الألم مكان آخر غير مرتبط بالعمود الفقري، فإن المريض يشعر به في منطقة أسفل الظهر وفي الردفين والجزء العلوي من الفخذ وثنيته. 

والسبب في ذلك أن هناك بعض الأمراض التي تتسبب في حدوث ألم أسفل الظهر عن طريق شبكة معقدة من الاتصالات العصبية التي تغذي التراكيب التشريحية في كل من منطقة أسفل الظهر والأعضاء الحوضية والورك والفخذين.

 

لذا فإن أيّاً من هذه التراكيب يمكنه أن يتسبب في ألم يشعر به المريض في أحد التراكيب الأخرى المرتبطة معها بنفس الشبكة العصبية. 

وهذا الألم مشابه للألم الذي يشعر به مريض القلب في ذراعه اليسرى عند تعرضه لأزمة قلبية.  والأمثلة على ألم أسفل الظهر المحول كثيرة.

كما هي الحال في الإصابة بأمراض الجهاز التناسلي ومها: أورام المبايض، مرض تكيس المبايض، التهاب بطانة الرحم، قرحة عنق الرحم، التهابات الجهاز البولي. 

 

وكذلك نرى أن حصيات الكلى تؤدي إلى الشعور بألم متقطع في منطقة أسفل الظهر.

وهنا يعتبر التاريخ المرضي والتشخيص الدقيق لهذا النوع من الألم من أهم مستلزمات التمييز بينه وبين الألم الجذري الناتج عن حدوث ضغط على الجذر العصبي. 

وترجع أهمية هذا التمييز بين هذين النوعين من الألم إلى تحديد نوع العلاج الذي يختلف تبعاً لذلك.

 

وعموماً فإن الألم المحول يعالج بنفس أنواع العلاجات، التحفظية التي يتم استخدامها في حالة الألم المحوري، وهي جميع أنواع العلاجات مثل الأدوية والعلاج الطبيعي والحقن الموضعي في المنطقة القطنية من العمود الفقري ما عدا العلاج الجراحي. 

وغالباً ما يلاحظ أن أي تحسن في ألم أسفل الظهر يعقبه اختفاء تدريجي للألم الذي يشعر به المريض في الردفين وأعلى الفخذ. 

وهذا النوع من ألم أسفل الظهر قليل الشويع ولكن يظل من مسببات ألم أسفل الظهر الذي يستدعي العلاج.

 

3) الالم الجذري (Radicular Pain)

وهو ألَمٌ في أسفل الظهر ناتج من خلل في الوظيفة العصبية الطبيعية لجذر العصب نتيجة للضغط أو الشد، أو نتيجة ثانوية للعمليات الالتهابية أو الإصابات التي يتعرض لها هذا الجذر. 

ويتميز هذا الألم بأنه ثابت، عميق، مستمر، يتولد ويشتد مع بعض الأنشطة والوضعات، مثل الجلوس والمشي. 

وهناك أنواع من أمراض الظهر تمثل مسببات لهذا الألم، منها: انفتاق القرص الغضروفي في المنطقة القطنية، الأورام، التضيّق الشوكي في المطقة القطنية، التهاب المفصل التقوضي بسبب التآكل والانحلال، الانزلاق الفقري. 

 

وكل ما سبق يمكن أن يهيج العصب ويسبب ألماً في ذلك الموقع من الظهر، وقد يسبب تشعب الألم على امتداد العصب المصاب. 

وعادةً ما يصاحب هذا الالم أعراض أخرى، مثل خلل في الإحساس (مثل الخدر والوخز الخفيف)، أو ضعف في العضلات في المنطقة التي تتغذى بواسطة هذا العصب المضغوط أو المصاب.

وتشمل عضلات الفخذ والربلة والقدم، ومن الأعراض الأخرى فقد القدرة على الاستجابة الانعكاسية (اللاإرادية) للعصب. 

 

ويعتبر العصب الوركي من أشهر الأمثلة على هذا الألم الجذري. فإذا حدث أن تعرض الجذر العصبي المكون للعصب الوركي للضغط أو الشد بسبب انفتاق القرص الغضروفي – أو لأي سبب مرضي آخر من شأنه أن يضغط هذا العصب أو يهيجه – فإن ذلك ينتج عنه ألم يتبع في مساره التشعب التشريحي للعصب الوركي.

أي يبدأ الألم من أسفل الظهر ليعبر منطقة الوركين ويمتد إلى الجهة الخلفية لأحد الفخذين، وربما يستمر الألم في النزول حتى القدم إذا كانت الإصابة شديدة. 

 

وعادةً ما تكون الإصابة في عصب وركي واحد (من دون الآخر).  ولكن هذا لا ينفي وجود حالات تتعرض لإصابة العصب الوركي على الجانبين معاً.

ويعتبر انفتاق القرص الغضروفي المسبب الرئيس لألم العصب الوركي، إلا أن هناك أسباباً أخرى تأتي بالدرجة الثانية، منها: تضيّق القناة الفقرية بسبب تكوّن الزوائد العظمية والخشونة، إصابة القرص بالتآكل والاضمحلال، الانزلاق الفقري، التهاب العصب الوركي.

 

وقد يحدث ذلك كإحدى مضاعفات مرض السكري غير المنضبط أو نتيجة لوجود نقص شديد بالفيتامين "ب، كما يشعر المريض بواحد أو أكثر من الأعراض التالية المصاحبة لهذا النوع من الألم الجذري:

أ- ألم في الردفين وإحدى الساقين يزداد سوءاً عند الجلوس.

ب- شعور بحرقان ووخز في الرجل.

ج- ضعف وخدر مع صعوبة تحريك الرجل أو القدم.

د- ألم ثابت في إحدى الردفين.

هـ – ألم حامٍ يأتي بقوة وفجأة على طول الرجل وكأنه سيخ ناري يجعل وقوف المريض من الصعوبة بمكان.

 

إن الحالات التي تخضع للعلاج التحفظي تشفي خلال أسبوعين أو أكثر.  ولكن أغلب حالات ألم العصب الوركي يشفي تماماً وبدون تدخل علاجي في فترة زمنية تستغرق 6 إلى 12 أسبوعاً. 

وإذا لم تنفع العلاجات التحفظية في تخفيف الألم فإنه يمكن اللجوء إلى الحل الجراحي لإزالة الضغط عن العصب، بواسطة استئصال جزء صغير من الفقرة أو استئصال جزء من حافات القرص الغضروفي المنفتق.

 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن اتخاذ القرار بالعمل الجراحي لا يتم إلا بعد أن تثبت الفحوص التشخيصية الدقيقة – مثل التصوير بالرنين المغناطيسي – وجود ضغط على الجذر العصبي؛ إضافة إلى معاناة المريض من بعض الأعراض، مثل: ألم حاد في الساق مع وجود ضعف شديد في قوة العضلات.

ولقد أثبتت البحوث الطبية أن ألم الساق يختفي تماماً بنسبة تراوح بين 85 و 95% من مجموع المرضى الذين يخضعون لهذه العملية، إلا أن هناك قلة من هؤلاء المرضى لا يزالون يعانون ألم أسفل الظهر، الذي لا يختفي تماماً ولكنه يتحسن بدرجة كبيرة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى