علوم الأرض والجيولوجيا

أصل المحيطات

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

في الأساطير اليونانية، كان يعتقد بأن النهر العظيم أو البحر الذي يحيط بقرص الأرض المسطح تم تجسيده من قبل أوشيانوس، وهو إله المياه في بداية الزمان. أما الآن، بالطبع، فاننا نعلم أن العالم كروي وأن مايزيد قليلا على ٪٧٠ من سطحه مغطى بالمحيطات.

وبنظره من الفضاء الخارجي فإن زرقة الأرض تعكس الامتداد الشاسع للمياه التي تغطي سطحها. فمن نقطة في الفضاء الخارجي فوق منتصف المحيط الهادي يبدو الكوكب وأنه مكون بالكامل من المياه نظرا لكون اليابسة غير مرئية، حيث أن هيمنة المحيطات قد أكسبت الأرض لقب «الكوكب الأزرق».

وتعتبر المحيطات هي إلى أبعد حد أكبر مستودع للمياه على كوكب الأرض، وبالمقارنة فإن المياه العذبة المحتواة في الغطاءات الجليدية، والأنهار والبحيرات والمياه الجوفية أصغر بكثير بينما الغيوم وبخار الماء في الغلاف الجوي تشكل فقط جزءاً ضئيلا من إجمالي المياه. تغادر المياه المحيطات عن طريق التبخر وتدخل إليها عن طريق الأمطار والأنهار وتسرب المياه الجوفية. حيث أن الحجم الكلي للمياه الداخلة في هذه الدورة المستمرة يقدر بحوالي 450,000 كيلومتر مكعب (108,000 ميل مكعب).

ومن المدهش أن القشرة الأرضية أيضا تحتوي على كميات كبيرة من المياه، حيث أن المياه اما أن تكون قد تغلغلت إلى الصخور الجوفية أو أن تكون قد اتحدت مع الرواسب خلال تكونها. وفي المناطق التي يحدث بها نشاط بركاني، تمتص الصخور المنصهرة (الماجما) المياه أثناء تصاعدها نحو سطح القشرة الأرضية حيث تتحرر على شكل بخار شديد الحرارة أثناء الثورانات البركانية. ويبدو أن وجود الماء في القشرة الأرضية هو عامل مهم لتكون الماجما نظرا لكونه يقلل من درجة انصهار الصخر في الأعماق.

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى