البيئة

أسباب ومؤشرات تدهور الأراضي في دولة الكويت

2010 تدهور الأراضي في دولة الكويت

د. علي محمد الدوسري ود. جاسم محمد العوضي

KFAS

تدهور الأراضي في دولة الكويت البيئة الزراعة

تقع دولة الكويت في الركن الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة العربية بين خطي عرض ﹶ30 °28 ، و ﹶ5 °30 شمالاً وبين خطي طول ﹶ33  °46 و ﹶ36 °44 شرقاً وهي تطل على الساحل الشمالي الغربي للخليج العربي.  وتبلغ مساحة أراضيها 17818 كم2 بما في ذلك الجزر (الشكل رقم 1). 

وتشغل البيئة الصحراوية في دولة الكويت رقعة من الأراضي لا تقل مساحتها عن حوالي 90% من إجمالي مساحة البلاد، وهي تمتد غربا، أي في اتجاه اليابسة من ساحل الخليج العربي لتتلاحم وتتداخل مع أجزاء أخرى من صحارى المنطقة. 

ولهذه البيئة ما يميزها من سمات أرضية وخصائص مناخية وموارد طبيعية وأنشطة بشرية تختلف عن بقية المناطق الحضرية في دولة الكويت. 

 

ولقد أوضحت الدراسات والبحوث (مثل: عمر وآخرون، 1997 – ميساك وآخرون، 20009 التي أجريت خلال السنوات الماضية بأن البيئة الصحراوية بدولة الكويت تتسم كغيرها من بيئات المناطق الجافة وشبه الجافة في العالم بحساسية فائقة في إطار من التوازن الدقيق بين عناصرها الطبيعية المختلفة من مناخ وتربة وغطاء نباتي وكائنات حية. 

ولقد تسببت بعض النشاطات البشرية في الآونة الأخيرة في إحداث خلل ما في المنظومة البيئية الصحراوية ترتب عليه تدهور في نوعيتها البيئية، وبرزت على السطح مجموعة من مظاهر التدني البيئي مثل فقدان الكساء الخضري في العديد من المناطق مما تسبب في ظهور العديد من المشكلات البيئية مثل زيادة معدلات انجراف التربة وفقدان قدرتها الإنتاجية وزيادة العواصف الترابية والرملية وانتشار المسطحات الرملية الزاحفة وظهور بعض حقول الكثبان الرملية الجديدة في عدة مناطق. 

 

ولقد ساعدت خصائص التربة في زيادة قابليتها للانجراف بالرياح وذلك بسبب بنائها المفكك وانخفاض سعتها الامتصاصية للمياه مما يجعلها سريعة الجفاف، وكذلك بسبب انخفاض محتواها من الطين والمواد العضوية اللذين يعملان على زيادة تماسك الحبيبات ومنع انجرافها، فضلا عن انخفاض خصوبتها لفقرها في العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات. 

كما أن حدوث الجفاف لسنوات متتالية – قد تمتد لأكثر من 15 عاما كما حدث خلال الفترة من 1958 إلى 1976 ساعد في تهيئة الظروف المناسبة لانجراف التربة بفعل الرياح وتكدس الأتربة والرمال على النشآت الصحراوية وانتشار العواصف الترابية والرملية وغيرها من المشاكل البيئية (ميساك وآخرون، 2000).

 

ويمكن تلخيص سمات البيئة الصحراوية في دولة الكويت بالنقاط التالية (ميساك وآخرون، 2000):

– الاستجابة العالية للتربة لكل من عمليات الانجراف المائي خلال المواسم المطيرة والانجراف الريحي خلال مواسم الجفاف.

– محدودية الموارد المائية وزيادة ملوحة المياه الجوفية.

– عدم انتظام معدلات الأمطار من عام إلى آخر وسيادة الجفاف لفترات طويلة قد تمتد لخمس سنوات أو أكثر.

– غياب عمليات بناء وإعادة تكوين التربة مما يعني عدم إمكانية استعادة ما يفقد منها.

– ضعف ومحدودية الغطاء النباتي وضآلة الجذور النباتية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى