الطب

أسباب حصول “الحُمى” عند الإنسان وطرق علاجها

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحُمى أسباب الحُمى طرق علاج الحُمى الطب

الإنسانُ من المخلوقاتِ "ذوات الدمِ الحارِّ"، أو بأسلوب علمي دقيق ثابتة الحرارة، أي التي لا تتغيرُ درجةُ حرارةِ أجسامِها بتغير درجةِ حرارةِ الجو، كما يحدث للسحالي والحشرات.

ويُوجدُ في دِماغ الإنسان مركزٌ خاص لتنظيم درجة حرارة الجسم، وظيفتُهُ أن تَبْقى درجةُ حرارة الجسم ثابتة، وهي حوالي 37 درجة سيلزية (مئوية)، لأنها تُناسبُ الأنشطةَ الحيوية لأجهزةِ الجسمِ المُختَلِفةِ.

وتُعَدُّ العضلاتُ أهمَّ مصدرٍ للحرارةِ في الجسم، فعندما تقومُ العضلاتُ بوظيفةِ الحركةِ، وتُوَلَّدُ طاقة حراريةً أيضا.

 

وفي بَعضِ الأحيان ترتفعُ درجةُ حرارةِ الجسمِ عن طبيعَتِها، وهذا ما يُسمى بالحمَّى، ويوُصفُ الشخصُ الذي ترتفعُ درجة حرارَتِهِ بأنه "مَحمومٌ".

والحمى تنشأ عادةً عن وجود التهاب مكانٍ ما من الجسم، مثلُ التهاب اللوزتين، والالتهاب الرئوي، والالتهاب الشوكي الدماغي.. وغيرها.

وكذلك هناك مجموعة من الأمراض المُعدية تسببُ حمى دون وجود موضع للالتهاب، كما هي الحالُ في التيفوئيد والبارتيفوئيد، والدرن (السل)، وحمى التيفوس، إلى غير ذلك من أمراضٍ بكتيريةٍ.

 

وكذلك الليشمانيا (القرحةُ الشرقيةُ أو قرحةُ حَلَبَ). وهي أمراضٌ تنشأ عن الحيواناتِ الأوليةِ، كما تُسَبِبُ بعضُ الفيروسات حمياتٍ أخرى أيضا (بكتيريا، فيروس).

والخُطوةُ الأولى في عِلاج الحمَّى هي خَفضُ درجةِ حرارةِ جسم المريض، فالدماغُ لا يتحمل درجاتالحرارة فوق (40) درجة سيلزية (مئوية). لذلك يستخدمُ الأطباءُ العقاقيرَ التي تُسببُ زيادة إفراز العرقِ، وكذلك كمّادات الماء الباردِ على الصدرِ والجبهةِ والرأسِ.

ومن الطرقِ البسيطةِ لِخَفضِ درجةِ حرارةِ الجسمِ تجريد المريض من ملابِسِهِ، لأنَّ الملابسَ التي تغطي الجسم تعمل على حِفظِ درجةِ حرارتِهِ، وتقليل سطحِ الجلدِ المكشوف الذي يَسمَحُ بفَقد الحرارة.

 

والخطوةِ الأخرى الهامة في عِلاج الحمى هي التشخيص الصحيح للمرض وذلك ما يقوم به الطبيبُ المختصُ، والذي يحتاجُ عادةً للفحوص المخبريةِ حتى يصلَ للتشخيصِ السليمِ. وبعدَ ذلكَ يَصِفُ الطبيبُ العلاجَ المناسبَ للحالةِ، والذي يختلفُ باختلافِ سبب الحمى.

ويلجأ الجسمُ لرفعِ درجةِ حرارَتِهِ كوسيلةٍ من وسائل الحمايةِ ضد الجراثيمِ، فدرجةُ الحرارةِ المُرتَفِعة لا تُناسبُ نُموَّ الكثير من الجراثيم.

 

ولكن ليست كلُّ حمَّى تنشأ عن الجراثيم، فهناكَ حمَّى تُصاحبُ بعض أمراض الحساسيةِ، مثل حمّى الدريس، أو بسببِ بعضِ الأمراضِ المناعيةِ، مثل حمّى البحر المتوسط، إلى غير ذلك من أسباب.

ولكن أول ما يتبادر إلى ذهن الطبيبِ عندما يُصابُ الشخصُ بالحمى، هو هذه الأمراضُ المُعدية، الأكثرُ انتشاراً، والأشدُّ خطورةً على حياةِ المريض.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى