التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

آلية تطور الطباعة عبر الزمن

2016 علوم العصور الوسطى المتأخرة وعصر النهضة

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

ابتكرت الطباعة في الصين. صنع الصينيون الأوراق النقدية والكتب في حوالي القرن التاسع، وكانت العملية تتم بنحت الأشكال والرموز على قالب خشبي يمثل الكليشيه «اللوحة» لصفحة كاملة.

بحلول العام ١٠٤٥ أبتكر الطباع الصيني بي شنغ الحروف المحمولة المصنوعة من الطين وطبع الكتب باستخدامها خلال العشر سنوات التالية.

بدأت الطباعة باستخدام الحروف المعدنية المصبوبة في كوريا خلال عقد التسعينيات من القرن الرابع عشر. وفي عام ١٤٠٣ أمر الملك الكوري تاوجنغ بصب حروف الطباعة من البرونز.

كما ان طباعين آخرين تبنوا استخدام القوالب (الكليشهات) الخشبية في الطباعة، إذ كان القالب الواحد يحتوي صفحة كاملة واحدة. تتميز اللغة الصينية بوجود آلاف الرموز المختلفة فيها حتى أن الطباع الصيني وانغ تشين استخدم عام ١٣١٣ أكثر من ٥٠,٠٠٠ رمز خشبي محمول لطباعة مؤلفه كتاب الزراعة.

ويعتقد أن الطباع الهولندي لورنز كوستر (حوالي ١٣٧٠ – ١٤٤٠) من مدينة هارلم استخدم الحروف الخشبية المحمولة عام ١٤٣٨.

 

أعاد الألماني يوهانز غوتنببرغ (حوالي ١٤٠٠ – ٦٨) في الأربعيينات من القرن الخامس عشر اكتشاف الطباعة باستخدام الحروف المعدنية المحمولة. يتمثل الإنجاز الكبير لغوتنبيرغ في توحيده للعمليات المصاحبة للطباعة بدءاً من تصنيع القوالب النحاسية لصب حروف الطباعة وابتكاره سبيكة رصاصية مناسبة ذات درجة انصهار منخفضة لإنتاج الحروف وحبر خاص ذي أساس زيتي وأخيراً – وهو الأهم – آلة كبس لضغط الورق على لوحة الطباعة بعد رش الحبر عليها.

كيَّف غوتنبيرغ آلة كبس ذات برغي كانت تستخدم لعصر العنب لتصنيع النبيـذ. ( لم تستخدم مطابع الشرق قبل ذلك آلات الكبس، وبدلاً من ذلك كان الورق يوضع على الحروف المبللة بالحبر ويمسح على الورق بفرشاة أسطوانية دوارة (مدحاة) لضغط الورق وتثبيت شكل الحروف عليها).

 

أسس غوتنبيرغ مطبعته الأولى حوالي عام ١٤٤٢ في مدينة ستراسبرغ في فرنسا، لكنه عاد إلى مسقط رأسه مينز بألمانيا حوالي عام ١٤٥٠. شيد غوتنبيرغ مطبعة في مينز بتمويل من رجل الأعمال الألماني يوهان فوست (حوالي ١٤٠٠ – ٦٦) والطباع الألماني بيتر شوفـر (حوالي ١٤٢٥ – ١٥٠٢).

كان الإنجيل باللغة اللاتينية أول إصدارات مطبعته الجديدة وذلك عام ١٤٥٥ وبمشاركة شريكة الجديد كونراد هومري – يعتبر هذا الإصدار أول كتاب في العالم طبع باستخدام الحروف المعدنية المحمولة.

 

ويعرف هذا الإنجيل أحيانا بالإنجيل ذي ٤٢ صفاً، نظراً لطباعة المتن اللاتيني على ٤٢ صفا من الأعمدة. ومثلما كان شائعاً حينها لم يتضمن إنجيل غوتنبيرغ ترقيماً للصفحات أو صفحة للعنوان أو حتى ما يشير إلى الناشر. كان أول كتاب يحمل اسم دار النشر طبع في أوروبا كتاب ترانيم دينية نشره شوفر عام ١٤٥٧.

كما أنه كان أول مطبوع يستخدم لونين للطباعة. وفي حوالي عام ١٤٧٥ بدأ شوفر باستخدام الأصباغ الفولاذية لسك قوالب نحاسية لصب حروف الطباعة، وذلك بعد أن استقل عن غوتنبيرغ وأصبح يعمل لحسابه الخاص.

بدأ ظهور مكابس الطباعة في مناطق أخرى في أوروبا. ففي إيطاليا شيد أول مكبس عام ١٤٦٢ بمدينة سوبايكو قرب روما، وفي عام ١٤٧٠ أسست جامعة باريس مطبعتها الخاصة بها.

 

كما أن الفلكي وعالم الرياضيات ريجومونتانوس (يوهان ميوللر ، ١٤٣٦ – ٧٦) بنى مطبعة في مرصده بمدينة نورمبيرج لطباعة الجداول الفلكية.

ادخل وليام كاكستون (حوالي 1422 – حوالي 91) حروف الطباعة المعدنية إلى إنجلترا. كان كاكستون أول من أنتج كتاباً مطبوعاً باللغة الإنجليزية وذلك عام 1479، إذ تعاون مع الخطاط الفنلندي كولارد مانشرن لطباعة كتاب قصص من طرواده في مطبعة مدينة بروجس خلال وجوده في بلجيكا.

وبعد عودته إلى إنجلترا عام 1476 بعام واحد أسس كاكستون أول مطبعة في لندن. نشر كاكستون عام 1481 أول مؤلف توضيحي باللغة الإنجليزية، للعبة الشطرنج. وخلال 15 سنة من تأسيسها نشرت دار كاكستون أكثر من 100 كتاب جله ترجمات عن الفرنسية قام هو نفسه بترجمتها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى