شخصيّات

نبذة عن حياة الفيلسوف “أَرِسْطُو”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أرسطو شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

أَرسطو فيلسوفٌ يونانٌّي، وُلِدَ سنة 384 قبلَ الميلاد في مدينة سْتَاجِيرَا في مملكةِ مَقْدُونيا بشمالِ اليونان

وكان أبوه طبيبًا لملك مقدونيا، ثم انتقل أرسطو إلى أثينا حيثُ تَتَلْمَذَ عشرين سنة على يد أفلاطون في الأكاديمية.

ولما ماتَ أفلاطون هَجَر أرسطو أثينا وعاشَ مع أمير ولايةٍ صغيرة على شاطئ آسيا الصُّغرَى حيث أخذ يدرس الكائناتِ البحريةَ.

 

وبعدَها عادَ أرسطو إلى مقدونيا حيث قام بتعليمِ الإسكندر (وليَّ عهدِ مقدونيا في ذلك الوقتِ) لمدّةِ ثلاثِ سنوات.

وفي سن الخمسين عاد أرسطو إلى أُثينا حيث أسَّسَ مدرستَه الخاصّة المعروفة باسم اللِّيسيَوم (اللُّوقيون) نسبةً إلى الملعبِ الرياضيِّ الذي أُنشئِتْ فيه. وكثيرا ما كان يُلْقِي دروسَه فيها على تلاميذه وهو بين يمشـي بين الأشجار، ولهذا لُقِّب هو وأتباعُه "بالمشَّائين".

وقد أُلْحَقَ أرسطو مدرستهِ مكتبةً كانتْ الأولَى من نوعِها في ذلكَ العصـر. ولما ثارتْ أثينا على المقدونيين فرَّ أرسطو هارباً ثم تُوِفِّيَ بعدها بعامٍ واحد.

 

وأرسطو فيلسوفٌ كبيرٌ وعالِمٌ عبقري، دَرَس وألَّف كُتبَاً في جميعِ العلوم المعروفة في عصـرِه. فقد ألَّف في الفَلَكِ والطَّبيعياتِ، وعِلْم الأخلاقِ والسياسةِ، وعِلْم المنطق وما وراءَ الطبيعة (أي الأشياء التي لا تُدْرِكُها الحواسُّ)، وفي عِلْم الأحياء.

ومن أهمِّ ما أنجزَه أرسطو هو كتاباتُه في "علمِ المنطق". وقد سيطرتْ آراؤُه في هذا المجالِ على الفِكْرِ في الشـرق والغرب أكثر من خمسةَ عَشـَرَ قرنا، ولا يزالُ تأثيرُها واضحًا إلى اليوم، ولهذا لُقِّب أرسطو "بالمعلِّم الأول" لانه أولُّ معلم لهذا العلم الذي لَمْ يَكُن قبلَه عِلْماً.

وخالَفَ أرسطو أستاذَه أفلاطون الذي كان لا ينظر إلاَّ إلى الجانِب العَقْلِيِّ في الإنسان فقط.

أما أرسطو فقد أهتمَّ بالأمورِ العقليةِ والأشياءِ المحسوسة. ولهذا السبب انصـرف أرسطو إلى ملاحظةِ الطبيعةِ ولمْ يَكْتَفِ بمجرَّد التفكيرِ فيها – كعادةِ الفلاسفة، فاهتمَّ أرسطو بدراسةِ الحيوانِ وتشـريحهِ عندمَا كان على شاطئ آسيا الصُّغرى.

 

كما أنه درس العيّناتِ التي كان يرسلُها له تلميذه الإسكندرُ الأكبر من أنحاء العالم التي فَتَحَها. وألَّف أرسطو في علم الأحياء أربعةَ كتب كبيرة: "طبائعُ الحيوان" و "أجزاءُ الحيوان" و "توالُدُ الحيوان" و "العقلُ أو النفسُ".

ورتَّب أرسطو الكائناتِ حسبَ رُتَبِهَا ووضعَ تصنيفا بسيطا لأنواع الحيوان.

واهتم أرسطو أيضا بالتربيةِ وقالَ إن هدفَها تعليمُ الفضيلة لتحقيقِ السعادةِ، ودعا إلى التَدَرُّج في التعليم طِبْقاً لمراحل تطور الإنسان ونموه، وإلى العناية بتكوينِ الجسم السليم وبتعليمِ الرسم والموسيقى.

 

وقد اهتم علماءُ المسلمين الأوائل بكُتُب أرسطو اهتماما كبيرا. فدرس الفارابي مَنْطِقَ أرسطو وزادَ عليه، ولذلك عُرِفَ "بالمُعَلِّم الثاني".

وقد شرح ابنُ رشد كتبَ أرسطو شرحا دقيقا واضحا، وتُرجمتْ المؤلفاتُ العربية لابن رشد وغيرهِ من علماءِ المسلمين عن أرسطو إلى اللغتين العبرية واللاتينية فَعَرَفَتْها أوروبا، بعد أن ضاعتْ أصول بعضِها في عصورِ أوروبا المظلمةِ في القرونِ الوسطى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى