العلوم الإنسانية والإجتماعية

نبذة تعريفية عامة حول “العلم الوطني” للدول

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلم الوطني العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

العلم كلمة من معانيها في اللغة «الراية» أو ما يعقد على الرمح ليكون علامة أو أمارة؛ فهو شيء ينصب فيهتدى به. وجمع علم: أعلام. والبند: العلم الكبير.

ويذكر المؤرخون أن المصريين القدماء هم أول من رفعوا رموزا شبيهة بالأعلام منذ آلاف السنين، ظنا منهم أن هذا يدعو آلهتهم إلى أن تعينهم على النصر.

وقد استخدم الآشوريون، ومن بعدهم الإغريق والرومان، الرموز على هذا النحو.

 

العلم الوطني:

العلم الوطني راية ذات ألوان ناصعة وتصاميم خاصة تختارها الدولة وترفعها رمزا لها وعلامة تدل عليها. فالعلم بمثابة رمز لأرض الوطن والشعب والحكومة والمثل التي يؤمن بها أبناء هذه الدولة.

 

ألوان الأعلام الوطنية:

 تستخدم معظم الأعلام الوطنية واحدا أو أكثر من هذه الألوان الأساسية السبعة فقط. الأحمر، والأبيض، والأزرق، والأخضر، والأصفر، والأسود، والبرتقالي.

 

قواعد استخدام الأعلام الوطنية:

للعديد من الدول تشريعات قانونية أو أنظمة وقواعد توضح الأسلوب الصحيح لاستخدام العلم الوطني.

وتنص قوانين الأعلام على رفع الأعلام في أثناء ساعات النهار فقط، ولا ترفع عادة في الأحوال الجوية السيئة.

وهناك قواعد لرفع وإنزال العلم، أهمها:

أ- أن يرفع العلم الوطني بسرعة وأن ينزل ببطء.

ب- أن يتم جمعه وطيه قبل أن يلامس الأرض.

ج- عند رفعه (مع أعلام أخرى) يجب رفعه أولا وإنزاله أخيرا.

 

ويمكن خفض العلم لإعطاء سمة لكبار الشخصيات. أما تنكيس العلم فيكون بوضعه في منتصف السارية للتعبير عن الحزن.

وتسمح معظم الدول بتنكيس أعلامها الوطنية في مناسبات خاصة فقط، ما عدا علم المملكة العربية السعودية فلا يسمح بتنكيسه أبدا نظرا لاحتوائه على أحد أركان الإسلام (الشهادتين).

 

العلم المعكوس: ينشر العلم على الوجه المعكوس للتعبير عن أوضاع الشدة والمحنة.

تغطية التوابيت: يستخدم العلم في تغطية توابيت الموتى من أفراد القوات المسلحة تكريما لهم، ولا يسمح مطلقا برفعه أو بملامسته الأرض.

يرفع العلم الوطني عادة في الأيام الوطنية للدولة، أو لإحياء ذكرى أحداث دينية وتاريخية. وترفع الأعلام الرسمية على المباني الحكومية، والمنشآت، العسكرية والنصب والمعالم التذكارية القومية، وفي الميادين العامة والمدارس والجامعات.

 

تكريم العلم:

من أهم مظاهر تكريم العلم:

أ- أداء القسم عليه (لجنود القوات المسلحة والكشافة).

ب-  تحديد مراسيم خاصة بإحراق الأعلام القديمة والبالية، وذلك بصورة تليق بمكانتها.

ج- لا يجوز استخدامه في أعمال مهينة كالتي تستخدم فيها أقمشة الأنسجة الأخرى كالأغطية والمفارش وغيرها.

د- يكرم بوضعه دائما إلى يمين القاضي في المحكمة.

هـ- معظم قوانين النظام العام تحمي الأعلام الوطنية من التعرض للإهانة المتعمدة.

 

أنواع أخرى من الأعلام:

هناك أنواع عديدة من الأعلام الأخرى، مثل: الأعلام الخاصة بالمنظمات الدولية (الأمم المتحدة، والهلال الأحمر) والمنظمات الإقليمية (جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي) وكذلك المحافظات والمدن والهيئات الشبابية (مثل الكشافة والمرشدات) وأعلام الشواطيء.

ومن هذه الأعلام الأخرى:

 

1- أعلام الأقاليم أو المدن:

وهي تمثل الناس الذين ينتسبون لتلك المناطق.

 

2- أعلام الأفراد:

نشأت في القرون الوسطى واكتسبت أهمية خاصة في المعارك والحروب.

 

3- الأعلام العسكرية:

لبعض الدول أعلام لكل فرع من فروع قواتها المسلحة.

 

4- أعلام القيادة:

أعلام ترفع على السفينة لتوضيح رتبة أو قيادة أي ضابط فوق ظهر السفينة.

 

5- أعلام القوات الجوية:

أعلام ترفع دائما على القوات الجوية، مع توضيح للشارة المستخدمة في تمييز الطائرات.

 

6- أعلام البحر:

أعلام ترفعها السفن التجارية للدلالة على الشركة التي تملكها، كما تحمل هذه السفن عند مؤخرتها العلم الوطني للدولة التي سجلت فيها السفينة.

 

7- علم القرصان

يعرف هذا العلم – الذي ظهر في القرن الثامن عشر الميلادي – باسم جولي روجر.

وهو علم يظهر كثيرا في أفلام القراصنة على هيئة جمجمة بيضاء وعظمتين متقاطعتين على خلفية سوداء، وهو من أشهر أعلام القراصنة، ولكن يوجد للقراصنة أعلام أخرى يحمل بعضها صورة هيكل عظمي أو سيف أو ساعة رملية.

 

8- أعلام الإشارة

هذه أعلام تستخدم لإيصال الأوامر للسفن الأخرى، فهناك مثلا: أعلام التحذير من العواصف وأحوال البحر، وأعلام الإشارة اليدوية التي تستخدم للإشارة بالتلويح المعروف، ودلالاتها بالنقاط وخطوط إشارات مورس.

وهناك رموز دولية للأعلام: إذ يستخدم حوالي 40 علما يرمز كل منها إلى حرف من حروف الهجاء أو إلى رقم من الأرقام. وتحمل كل سفينة كتاب رموز يشرح الأعلام بتسع لغات.

 

الأعلام عند العرب

يرجع اهتمام العرب بالأعلام إلى ما قبل الإسلام إذ كان لكل قبيلة علم خاص بها يميزها عن غيرها من القبائل تحمله في السفر، وتعلقه على الرماح وترفعه في الحروب إذا اندلع القتال.

وفي هذا يقول العرب «أعلم الفرس»، أي علق عليها صوفا ملونا في الحروب، ويقولون أيضا «أعلم نفسه» أي وسمها بسيماء الحرب.

وقد بلغ من أهمية العلم قبل الإسلام أن قصي بن كلاب، حاكم مكة وزعيمها، استحدث منصبا عسكريا يشبه منصب وزير الدفاع الآن، وجعل من مهامه الاحتفاظ باللواء.

 

أما بعد ظهور الإسلام فقد كانت أول راية في الإسلام هي التي كانت مرفرفة فوق الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم دخوله المدينة قادما من مكة حين أسرع أحد الأنصار من أهل المدينة ونشر عمامته على رمحه ومشى أمام الرسول، صلى الله عليه وسلم.

وكان شعار المسلمين يوم بدر الصوف الأبيض يعلقونه على نواصي الخيل (أي: مقدم رؤوسها) وأذنابها.

وأول لواء عقده الرسول، صلى الله عليه وسلم، على رمح، كان علما أبيض عقده لأبي مرشد، واستمر حمله في كل غزوة.

 

وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يحدد حامل راية المسلمين في كل غزوة ومن يخلفه إذا استشهد، ثم من يأتي بعده، وهكذا.

وقد اتبع أبو بكر وعمر هذه السنة. وقد اشتهرت أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين الراية الحمراء، أما أيام الأمويين فاشتهرت البيضاء، أما العباسيون فكانت رايتهم سوداء، وبعض خلفائهم زينها بهلال مذهب.

واتخذ الفاطميون في مصر رايات بيضاء كانوا يكثرون من استخدامها في احتفالاتهم العديدة وحروبهم، ولذلك أعدوا لها قاعة خاصة، ودارا لصناعتها سميت دار البنود.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى