الطب

داء الإسقربوط: تعريفه وأسباب ظهوره

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

داء الإسقربوط الطب

توارى هذا المرض اليوم بين قائمة الأمراض وهان أمره، ولكن من الممكن أن يعود إلى فوعته الأولى في كل لحظة، لأنه نتيجة خلل في التغذية، ونقص في حاجة من حاجات الجسد، إذا ما ضاقت سبل العيش على الإنسان وحصوله على طعام طازج.

إن اسم الأسقربوط هو التحوير العربي أو الترجمة الحرفية لاسم سكيرفي Scurvy في اللغة الإنجليزية. 

إنه مرض ينشأ من عوز الجسم إلى فيتامين (ج) المسمى علمياً حامض الاسكوريك أو حامض الليمونيك غير أن الاسم العربي الذي لم يثبت أقدامه سواء بين العامة أو بين المتخصصين، هو اسم داء الحفر أو اسم داء البشع فالأذن لم تألف سماعها بالرغم من صدق دلالتهما.

على أي حال فإن إدعاء أحدهم بتحديد موعد لميلاد مرض ما هو في الحقيقة إلا تجنّ على الواقع، لأن الأمراض مثلها مثل الطفل اللقيط لا أحد يعرف عنه متى ولد ولا أين، وإنما كان أحق بأن يقال: تاريخ معرفتنا به وتحديدنا لاسمه ومواصفاته وأسبابه.

 

ولعل المنطق السليم أن لا يكون لمرض الأسقربوط وجود عند إنسان الغابة الأول، وهو الذي كان يقتات على ما تنبت الأرض من نبات وثمار طازجة، أو من حيوان فيها شارد يصطاده ويلتهمه في حينه، لهذا كانت أمراض النقص الغذائي غير محتملة الحدوث في ذلك الزمان.

ربما كان الحال هو نفسه أيضاً عند الإنسان المزارع الذي يقتات على ما تنبت الأرض أو يزرع هو بيديه.

ولكن المحتمل أن نقص الطعام قد أدى بالتالي إلى أمراض نقص الغذاء، وهو الأمر الذي يقبله العقل، ويتجانس مع المنطق السليم، وهذه صورة قد نلقاها في أحوال المجاعات أو أحوال الحرمان من الطعام، أو عند التغذي بالأغذية المجففة.

 

على أن الأسقربوط بدأ يحتل حيزاً من كتب الطب، وصار يشغل بال الأطباء والرحالة مع بداية الرحلات الطويلة بحرية كانت أو برية، وهي التي دعت إلياه أسفار الأوروبين (الفرنجة) في الحروب الصليبية، التي ظلت تتغذى قرنين بالجند من أوروبا، وحاجة التجارة مع الهند شرقاً، ومع العالم الجديد غرباً، بعد كشف أمريكا وطريق رأس الرجاء الصالح إلى الهند في أواخر القرن الخامس عشر! مما صار اعتماد البحارة ومعهم التجار أيضاً على الطعام المحفوظ، بسبب صعوبة حصولهم على الفواكهة والخضراوات الطازجة، خلال رحلاتهم في زمن لم يكن للإنسان علم بحاجة الجسم إلى الأملاح المعدنية، كما لم يكن لديه إدراك بعناصر غذائية مما نطلق عليها اسم فيتامينات في يومنا هذا.

في القرن الخامس عشر كانت رحلات التجار الطليان من أهل "جنوا والبندقية" إلى أرض الهند والصين قد بلغت ذروتها، وفي منتصف القرن نفسه وبالتحديد عام 1453 سقطت "القسطنطينية" بيد الأتراك، لهذا يصبح مقبولاً ما نادى به بعض الناس من تحديد ولادة مرض الأسقربوط مجازاً مع سقوط "القسطنطينية".

غير أن دعوى أخرى لم نتبين حدود الصحة فيها من حدود الخطأ، ذكرها المؤرخ "جوانفيل"، وهي أن مرض الأسقربوط شاع وانتشر بين جنود الملك الفرنسي "لويس التاسع"، صاحب الغزوة الصليبية السابعة على مصر عام 1248 ودمر هذا الجيش!… ربما !!!

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى