الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن دولة الوِلاياتُ المُتَّحِدةُ الأَمْريكيَّة

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دولة الوِلاياتُ المُتَّحِدةُ الأَمْريكيَّة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

الولايات المتحدة الأمريكية دَوْلَةٌ تَقَعُ في قارَّةِ أمرِيكا الشَّمالِيَّةِ، تُطِلُّ على المُحيطِ الأَطْلَسِيِّ شَرقاً والمحيطِ الهادي غَرْباً، وتَحُدُّها كَنَدا شَمالاً، والمَكْسيكُ جَنوباً.

وتَتَأَلَّفُ من خمسينَ ولايَةً، إضافَةً إلى ألاسْكا، ومجموعَةِ جُزُرِ هاواي.

تبلُغُ مِساحَتُها (9.4 ملايين كيلومترٍ مربَّعٍ) وتأتي في المركزِ الرابعِ بينَ دولِ العالَمِ من حيثُ المساحَةِ.

تتنوَّعُ مظاهِرُ السَّطحِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ نتيجةً لاتِّساعِ مِساحَتها، فالمُرْتَفعاتُ الجبليةُ في الغَربِ مثل جِبالِ الرُّوكي والكَسْكيدِ، ومُرتفعاتِ الأبلاشِ، والسَّهْلُ الساحليُّ في الشرقِ.

 

أمَّا المنطقةُ الوُسْطى فهيَ السُّهولُ المُنْبَسِطةُ، وتَجري فيها الأنهارُ الكُبْرى، وأهمُّها نهرُ مسيسيبي وتنسي وأوهايو ومَيْسوري. 

وفيها البحيراتُ الخمسُ العُظمى في أقصى شمالِ البِلادِ والصَّحاري الحارَّةُ في جنوبِ غربيّ البِلادِ، ولها سَواحِلُ بَحْريَّةٌ طويلَةٌ تَطُلُّ عَلى المُحيطِ الأَطْلَسِيِّ جِهَةَ الشرقِ والمحيطِ الهادي جِهَةَ الغَرْبِ.

يَختلِفُ المُناخُ في الولاياتِ المتحدةِ مِنْ مَكانٍ لآخَرَ بسببِ اتِّساعِ مِساحَتِها، ففي الجنوبِ تكونُ الحرارَةُ شديدةً في فَصْلِ الصَّيفِ ومُعْتَدِلَةً في فصلِ الشِّتاءٍ، وتنخفضُ دَرَجاتُ الحرارَةِ كُلَّما اتَّجَهْنا شمالاً، وتَسْقُطُ الثُّلوجُ على المناطِقِ الجبليةِ شِتاءَ. 

 

أمَّا ساحِلُ كاليفورنيا فيَمْتازُ بصيفٍ دافئٍ ومُناخٍ مُعْتَدِلٍ مُمْطِرٍ باقي فُصولِ السنةِ.

وترتفعُ دَرجاتُ الحرارَةِ في المناطِقِ الصحراويةِ، ويَسُودُ المُناخُ القارِسُ شَديدُ البُرودَةِ في منطقةِ ألاسْكا معظمَ أيّامِ السَّنَةِ والمُناخُ المَدارِيُّ في هَاواي.

ويَشْهَدُ القِسْمُ الشَّرقيُّ مِنَ البلادِ أمطاراً غزيرَةً طولَ العامِ تَقريباً، ثُمَّ تقلُّ كُلَّما اتَّجهْنا غَرْباً، وخاصَّةً في المناطِقِ الصحراويَّةِ الداخليةِ. أمَّا السواحِلُ الغربيَّةُ فتسقُطُ أَمْطارُها شِتاءً.

 

سَكَنَ أمريكا الشّماليةَ قَديماً أقْوامٌ من الهُنودِ الحُمْرِ، ثُمَّ قامَ كريستوفر كولُمبس بِرِحْلَتِهِ الشهيرةِ لاكْتِشافِ هَذا العالَمِ المَجْهولِ، ثُمَّ وَصَلَ إلَيْها المواطِنونَ الأُوروبيونَ من الأسْبانِ أولاً ثُم الهُولَنْديينَ والإنْجليزِ والفرَنسيين

وكانَتْ تُعْرَفُ بأَرْضِ المهاجرينَ. والجُزْءُ الأكبَر من أمريكا الشَّماليةِ لإنجلترا، حيثُ أَسَّسَ المهاجرونَ الإنجليزُ، ثلاثَ عَشْرَةَ مُسْتَعْمَرَةً على الساحلِ الشرقيِّ للولاياتِ الأمريكيةِ أقدَمُها المستعمرةُ التي تأسَّسَتْ فيها جيمس تاون ونَشَبَ الصِّراعُ بينَ سُكَّانِ هذهِ المُسْتَعْمَراتِ والحُكَّامِ الإنجليزِ بسببِ الضَّرائِبِ الَّتي كانَتْ تَفْرِضُها عليهم إنجلترا. 

أَهَمُّها ضريبةُ الشَّايِّ والتمغةِ وقد كافَحَتْ شُعوبُ هذهِ المستعمراتِ واشْتَبَكَتْ مَعَ القُوّاتِ الإنجليزيةِ في عِدَّةِ مَعارِكَ، أَشْهَرُها (ساراتوجا)

 

بَعْدَها اجْتَمَعَ مُمَثِّلو المُستعمراتِ في مُؤْتَمَرِ فيلادلفيا، وعَيِّنوا (جورجَ واشِنْطُن) قائِداً أَعْلى للجيشِ، وحَصَلَتِ الولاياتُ الأمريكيةُ على اسْتِقْلالِها عامَ 1783، وظَهَرَتْ إلى الوُجودِ دَوْلَةٌ جديدةٌ هي الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ الَّتي أصبحتْ فيما بَعْدُ القُوَّةَ الأَعْظَمَ في العالَمِ.

يَبْلُغُ عَدَدُ السُّكّانِ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية 218000000 نَسْمَةٍ إحصاءَ 2002، وهي ثالثُ دَوْلَةٍ في العالَمِ في عددِ السُّكّانِ بَعْدَ الصِّينِ والهِنْدِ.

وسكان الولايات المتحدة الأمريكية مِنْ أُصولٍ مُتَعددةٍ حيثُ يُشَكِّلُ البيضُ 80% من السُّكّانِ ويُشّكِّلُ الزُّنوجُ 12% والآسْيَويُونَ 3% والهُنودُ الحُمْرُ 1% والباقي مِنْ أُصولٍ أُخْرى، وساهمتْ هذهِ الفئاتُ في اسْتِقرارِ الدولةِ وتحقيقِ النُّمُوِّ الاقتصاديِّ فيها، ويتركَّزُ هؤلاءِ السكانُ في المدنِ بالدرجةِ الأُولى

 

ونِسْبَةٌ قليلةٌ في الأَريافِ، والدَّيانَةُ السائِدَةُ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ هي المسيحيَّةُ على المَذْهَبينِ البروتِسْتانْتي والكاثُولِيكيِّ، واليهوديَّةُ والإسْلامُ، ودياناتٌ أُخْرى، واللُّغَةُ الرَّسميَّةُ الإِنْجليزيةُ، وهيَ الأكْثَرُ انْتِشاراً، ثُمَّ اللُّغَةُ الأسْبانيةُ، وعُمْلَتُها الدُّولارُ الأمريكي.

وقدْ ركَّزَتِ الدَّولةُ على التَّنميةِ البشريةِ للسُّكّانِ، حيثُ يتمتعونَ بارتِفاعِ مُسْتوى المعيشةِ وتطوُّرِ التَّعليمِ بجميعِ مراحلِهِ حيثُ تُوجَدُ فيها الجامِعاتُ العريقةُ مِثْل هارْفارْد وييل، وتوفيرِ المزيدِ من الخِدْماتِ الصحيةِ والاجتماعيِّةِ والترفيهيَّةِ للمواطنين.

ونِظامُ الحكمِ السَّائِدِ في الولاياتِ المتحدةِ هوَ الجُمهوريُّ، ويتمُّ انْتِخابُ الرَّئيسِ من الشَّعبِ، ومُدَّةُ رِئاسَتِهِ أربعُ سَنواتٍ، ويُوجَدُ فيها مَجْلِسُ النُّوّابِ، والشُّيوخِ.

 

والنِّظامُ السياسيُّ الأمريكيُّ فِيدراليُّ، يُعطي للولاياتِ الأمريكيةِ سلطاتٍ واسعةِ واستقلاليَّةً في شُئونِها الداخليَّةِ كالتَّعليمِ، وتَشريعِ القوانينِ وغيرها.

تحتلُّ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ المركزَ الأوَّلَ في العالَمِ في الناتجِ القَوْمِيِّ الإجمالِيِّ، ويَعْتَمِدُ اقتِصادُها على نِظامِ (الاستثمارِ الحُرِّ للموارِدِ) والّذي يُعطي الفُرْصَةَ للأفرادِ والشَّركاتِ لتَمَلُّكِ وَسائلِ الإنتاجِ.

وقد تَطَوَّرَ الاقتصادُ الأمريكيُّ نتيجةً لاتِّساعِ مِساحَةِ البلادِ، وتوافُرِ الموارِدِ الطبيعيَّةِ (النَّباتيةِ – الحيوانيَّةِ – المَعْدِنِيَّةِ) وسِيادَةِ مَبْدَأِ تَكافُؤِ الفُرَصِ، ودورِ الحكومَةِ في النُّهوضِ باقْتِصادِ البلادِ، وتَخْطيطِها السَّليمِ لذلكَ. 

 

إضافةً إلى تَوافُرِ شَبَكَةٍ واسِعَةٍ مِنَ الطُّرُقِ والمواصَلاتِ، ووسائِلِ الاتِّصالِ الحديثَةِ الأَمْرُ الَّذي ساعَدَ على سُهولَةِ الاتِّصالِ بينَ الولاياتِ الأمريكيةِ المُتباعِدَةِ وبينَ دولِ العالم.

والولاياتُ المتَّحِدَةُ دولةً مُتَقَدِّمَةً صناعِيًّا، تُسْهِمُ الصناعَةُ فيها بنسبةِ 19% في الدَّخْلِ القوميّ، ويوجَدُ فيها الكثيرُ من المعادنِ مِثْل البترولِ والذَّهَبِ والفِضَّةِ واليورانيومِ والحديدِ، وأهمُّ الصِّناعاتِ فيها الحديدُ الصُّلْبُ والنَّسيجُ والسُّفنُ والصناعاتُ الغذائيةُ والأجهزةُ الكهربائيةُ والإلكترونيةُ والسياراتُ، وصِناعَةُ السِّينما في هوليوود.

وتُمَثِّلُ الزراعةُ 2% من الناتِجِ القوميِّ، ويعملُ بها عددٌ قليلٌ من السكانِ وذلكَ بسببِ توافُرِ الآلةِ، ويَكفي الإنتاجُ المحليُّ حاجَةَ السُّكّانِ ويُصَدَّرُ الفائِضُ إلى الخارجِ وأهَمُّ المحاصيلِ الزراعيَّةِ الحبوبُ، مثلُ القمحِ والذّرةِ والقطنِ وقصبُ السّكرِ والخضراواتِ والفاكهةِ، وتَنْتَشِرُ الغاباتُ في المناطقِ الجبليةِ والأعشابُ في السّهولِ.

وتحتلُّ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيَّةُ المركزَ الأَوَّلَ في حَجْمِ التجارَةِ الخارجيَّةِ حيثُ تُصدَّرُ إلى الخارجِ الكثيرُ مِنَ المنْتَجاتِ الزراعيَّةِ والصناعَّيةِ، ولها علاقاتٌ تجاريَّةٌ وَثِيقَةٌ مَعَ مُعْظَمِ دُوَلِ العالَمِ، مِثْلِ كَنَدا واليابانِ ودُوَلِ أُوروُبا والوَطَنِ العربيِّ وجنوبي شرقي آسيا.

 

وأهمُّ المُدُنِ فيها العاصِمَةُ (واشِنْطُنُ دِ سي) وفيها البَيْتُ الأبيضُ، والمراكزُ التجاريَّةُ المهمَّةُ، ونيويوركُ وهيَ مَرْكَزٌ لرجالِ المالِ والأَعْمالِ، وفيها سوقُ الأوراقِ الماليَّةِ.

وفلُوريْدا مركزٌ سِياحيٌّ توجَدْ فيها مدينةُ الأَلعابِ (دِيزْني لانْد)، وشِيكاغُو وتقعُ على شاطِئِ بُحيرةِ مِيشِجان

وتمتازُ بمبانيها الشاهقةِ الارْتِفاعِ (ناطِحاتِ السّحابِ) ودُيْترويْت أشهرُ مدينةٍ أمريكيةٍ في صِناعةِ السياراتِ، ثُمَّ لاسْ فِيجاس في ولايةِ نِيْفادا التي تَشْتَهِرُ بالكازينوهاتِ والفَنادِقِ الضَّخْمَةِ، وهُيوستن مركزٌ لِصِناعَةِ النَّفْطِ والبتْروكيماويّاتِ ويوجَدُ فيها مَرْكَزُ لِيْندونِ بِينز جُونسون لِأَبْحاثِ الفَضاءِ

 

ثُمَّ لوسْ أنجلُوس، وتقعُ على السَّاحلِ الغربيِّ للولاياتِ المتَّحِدَةِ، وهيَ ثاني أَكْبَرِ المدنِ الأمريكيَّةِ، حيثُ يبلُغُ عَدَدُ سِكّانِها أكثرَ من ثلاثةِ ملايينَ ونصفَ المليون نسمةٍ. 

وتشتهِرُ بِصِناعَةِ الطّائِراتِ، وهي عاصِمَةُ السِّيْنَما الأمريكيةِ الَّتي أعْطَتْها شُهْرَةً عالَمِيَّةٌ كُبْرى.

وبِذَلِكَ تُعْتَبَرُ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ نَموذجاً للدَّوْلَةِ المتقدِّمَةِ في جميعِ المجالاتِ الاقْتِصاديَّةِ والسياسيَّةِ والعسكريَّةِ والعِلْمِيَّةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى