الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جُزُر الهِنْد الشَّرْقِيَّة

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جُزُر الهِنْد الشَّرْقِيَّة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

ظهر اسم جزر الهند الشرقية واشتَهَرَ في القرن الخامس عشر، وهو عصر الكشوف الجغرافية عند الأوروبيين، وذلك عندما ظن كُولُومْبس أنَّه عَثرَ على طريق مختصرة تؤدي إلى شواطئ أميركا

فلما تبين له الأمر أطلق على الجزر التي رآها عند أمريكا في منطقة الكاريبي جزرَ الهند الغربية، بينما أطلق على الجزر التي اكتشفها في سواحل الهادي جزرَ الهند الشرقية، لكي يميزها على الجزر السابقة.

وفي الواقع إن تسمية جزر الهند الشرقية لم يُكتب لها البقاء مثل ما هو الحال بالنسبة لجزر الهند الغربية التي لا يزال اسمها باقيا.

 

وإذا تحدث أحدُنا عن جزر الهند الشرقية الآن فإنه يعني كلا من الهند_ بورما_لاوس _ تايلاند _كمبوديا _ فيتنام _ جزر الفلبين والجزر التي حَوْل أرخبيل الملايو، لهذا فإنها عالم من آلاف الجزر ذاتِ الأحجَام والأشكال والثروات المتعددة داخل دول متعددة.

ولقد شهدت هذه الجزر تنافسا شديدا بين القوى المختلفة التي سعت للاستفادة والانتفاع من ثرواتها، كالهولنديين والإنجليز والبرتغال.

ومناخ جزر الهند الشرقية متأثرة بموقعها، فهي على خط الاستواء ما بين قارة آسيا وأستراليا، وبين المحيطين الهندي والهادي، لهذا فإن مناخَها استوائيُّ رَطْب يساعد على نمو نباتات غزيرة وكثيفة طبيعيا.

كما يُيسَر زراعة المحاصيل التجارية، كقصب السكر والمطاط والشاي وغيرها، وتغطيها عادة الغابات الاستوائية الكثيفة

 

وتمتاز بهوائها الرَّطْب الحار والأبخرة بسبب الحرارة، مما يؤدي إلى تَكَّون مناخ لا يساعد على كثرة الحركة طوال مواسم السنة بسبب الرطوبة العالية والأمطار الغزيرة.

وتكثر في هذه الجزر حيواناتُ الغابات الاستوائية بأنواعها المعتادة والنادرة، كالفيلة والماشيةِ الوحشية، والطيورِ النادرة كالببغاء وطيور الجنة بألوانها الجميلة، كما تكثر القردة والزواحف وغيرها.

وتكثر في جزر الهند الشرقية المعادنُ، كالذهب والفضة والقصدير. وقد جذبت هذه الثرواتُ الدولَ الأجنبية وشركاتها لاستغلال هذه الثروات.

كما يوجد فيها النفط في جزر سُومَطرة وجَاوَه وبورينو التي صارت فيما بعد ضمن أندونيسيا، ويكثر في هذه الجزر الأخشاب بأنواعها، حيث تُعد مصدرا رئيسيا للأخشاب الداخلة في صناعات عديدة، كالأثاث والمساكن، وهناك خشب الصَّنْدل والبخور النادر جدا الغالي الثمن في أيامنا هذه.

 

وإذا تحدثنا عن المعنى الواسع لجزر الهند الشرقية؛ الذي يدخل ضمنه دول كالهند وبورما ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام وجزر الفلبين والجزر التي حول أرخبيل الملايو؛ فهذا يعني أننا نتحدث عن حجم سكاني يتعدى الألف مليونِ نسمةٍ في أيامنا هذه،

لا أننا سَنقْصر الحديث عن المعنى الضيق لجزر الهند الشرقية والذي كان سائدا في وقته، لنكون أقرب إلى الواقع.

نعني بجزر الهند الشرقية تلك المنطقة التي تضم أرخبيل الملايو والنصفَ الغربي من غينيا الجديدة، وهي التي كانت تعرف بجزر الهند الشرقية الهولندية، وكانت أندونيسيا تعرف سابقا بجزر الهند الشرقية.

يتراوح السكان في هذه الجزر في مفهومها الضيق ما بين 55 إلى 75 مليون نسمة، وبلغ حجم السكان فيها في أوائل القرن العشرين حوالي 44 مليون نسمة.

 

وكانت القبائل المنعزلة البدائية تقطن أكثر هذه الجزر وهم من أصول متعددة كالجنس «الملاوي» و «البابوان» وشعب «ثدى» «وجنس الفور» و «البتك» وهم من آكلة لحوم البشر، و«آشى» و«البكن» وغيرهم كلهم يمَتْهن أعمالا بدائية كالصيد والجمع والتنقل. وتنتشر بينهم ديانات مختلفة كالبوذية والوثنية والشَّعْوذة والهندوسية.

وقد دخل الإسلام إلى هذه الجزر مع التجار المسلمين ومسلمي الهند قبل القرن الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وانتشر بسرعة نظرا لسماحة تعاليمه وصفائها من الشرك والشعوذة والأوثان، وتخليصه لكثير من السكان الذي وقعوا تحت ظلم الشعوذة والشرك.

 

ولقد بلغ سكان جاوة مثلا آنذاك الإسلام وانتشر فيها حتى صار أكثر من 99% من سكانها مسلمين، بل وبلغ نسبة الإسلام في الجزر في السنوات العشر من الألف والتسعمئات حوالي 95%..

خُذْ مثلا أندونيسيا التي تعد اليوم أكبر دولة مسلمة في جنوب شرق أسيا بسكانها البالغين أكثر من 145 مليون نسمة.

هذا وتنتشر المساجد والشعائر الإسلامية في جزر الهند الشرقية مما يعطي انطباعا عن شيوع الإسلام، ويتوافد الحجاج إلى مكة كل عام من هذه الجزر التي زال اسمها وبقي رسمها ولله المبتدأ والمآل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى