الفيزياء

تسريب معلومات مهمة حول التجارب العلمية الحاصلة في معامل برلين

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

معامل برلين التجارب العلمية الحاصلة الفيزياء

العلم.. والجاسوسية!!

كان ضمن فريق البحث فتاة حسناء نمساوية تدعى ليز ميتنر، وهي عالمة يهودية شاهدت كل ما جرى في معمل هان وستراسمان وتابعته في تركيز وقصد.

وقد أدركت بحسها، كما أدرك الآخرون، أنها أمام تجربة مرحلية مثيرة لها أبعادها بعيدة المدى، وأنها يمكن أن تؤدى إلى نتائج مصيرية. عادت ليز إلى المنزل واتخذت قرارها.

ماذا يا ترى؟ لقد حزمت حقائبها وولَّت قاصدة الدانمارك لمقابلة عالم الفيزيقا الكبير بور.

وكانت مقابلة ساخنة مشحونة بالانفعالات، نقلت فيها إلى بور كل أسرار التفاعل النووي المتسلسل الذي جرى في معامل برلين.

وتصرَّف بور بسرعة. لقد نقل المعلومات بدوره إلى علماء الحلفاء والولايات المتحدة، وخاصة الدوائر العلمية اليهودية التي هربت من ألمانيا النازية و استقرت في أمريكا.

وهكذا قامت العالمة اليهودية الشابة بدور الجاسوس الذي أفشى أسرار التجربة العلمية الرائدة، واضعةً بين أيدى الولايات المتحدة الأمريكية – عُلمائها وساساتها – الوسيلة العملية لصنع قنبلة ذرية.

 

البذرة… والمحصول

هكذا بات واضحاً للعلماء أن كل ما يلزم لإنتاج سلاح نووي أو قنبلة ذرية هو تجميع كمية كافية من المادة القابلة للفلق أو الشطر، وهي كمية تسمى (الكتلة الحرجة)، حتى إن النيوترونات التي تنتج من تفاعل الفلق الأوَّلى لا تختفي بل تتسبَّب في حدوث عمليات فلق أخرى لنَوي جديدة، وتستمر العملية في تفاعل متسلسل، ومعنى هذا أن إطلاق الطاقة المتجمِّدة في لحظة يمكن أن يسبب انفجاراً هائلاً.

ولأن العلماء الأمريكيين كانوا يعلمون أن علماء ألمانيا على دراية بالتفاعل المتسلسل، ولأن كثيراً من المهاجرين إلى أمريكا كانوا قلقين من أن ألمانيا النازية يمكن أن تنتج قنبلة ذرية باستخدام عملية الفلق أو الشطر، فإن النشاط الذري في الولايات المتحدة بدأ يأخذ دوراً حاسماً. وهكذا وضعت ألمانيا البذرة وجنت أمريكا المحصول!!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى