الرياضيات والهندسة

مفاتيح جمعيات الشرف

2014 أبجدية مهندس

هنري بيتروسكي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الرياضيات والهندسة الهندسة

مفاتيح جمعيات الشرف (Keys Of Honor Societies). المفتاح في العادة هو حلية يلبسها عضو من أعضاء جمعية تشريفية للدلالة على عضويته (بالمقابل فإن علامة جمعية مهنية لها شكل الشارة أو دبوس طية الصدرة). وحتى منتصف القرن العشرين، عندما كان أعضاء الجمعيات المهنية من الذكور في الغالب، فقد كان من الشائع لدى المهندسين لبس واحد أو أكثر من المفاتيح أو الشارات المعلقة في سلسلة ساعة اليد أو المفتاح أو مشبك ربطة العنق. وفي نهاية القرن لم يكن من يتبع هذه العادات إلا جيل المهندسين القديم، واستمرت الجمعيات المهنية والتشريفية في منح علامات لأعضائها آخذة على نحو متزايد شكل أزرار الأكمام أو زر ربطة العنق أو حلية متدلية أو حلق أو دبابيس طية الصدرة وكذلك المفاتيح.

طُبّق مصطلح مفتاح أولاً على قطع أقدم لمجوهرات الجمعيات في القرن التاسع عشر، عندما كانت ساعات الجيب منتشرة وكانت موصولة إلى سترات الرجال عبر سلاسلها، التي كانت تستخدم أيضاً للإمساك بمفاتيح ملء الساعة الصغيرة. وبعض أعضاء جمعيات الشرف الأكاديمية الأميركية الأقدم، مثل "في بيتا كابا"، التي سبقت جمعيات الشرف العلمية والهندسية لأكثر من قرن، عدّلوا شارات جمعياتهم بأن أضافوا إليها قطعة فولاذية من مفاتيح ساعاتهم. (كانت المفاتيح ضرورية لأن براغي ملء الساعة لم تكن موجودة في أميركا حتى نهاية القرن التاسع عشر. وهذه المفاتيح كانت أصغر من تلك التي استخدمت لملء ساعات الأجداد والألعاب التي كانت تحركها النوابض). وتطورت مفاتيح جمعيات الشرف المعاصرة من تلك المفاتيح الوظيفية السابقة. وبحسب نورمان رامزي (Norman Ramsey)، الذي هُنّأ، كرئيس لجمعية "في بيتا كابا"، جمعية البحث العلمي "سيغما كسي" بمناسبة الذكرى السنوية عام 1986 وانتهز الفرصة للحديث عن الساعة ومفاتيح الجمعية في أواخر القرن التاسع عشر،

كان لأولى مفاتيح في بيتا كابا (Phi Beta Kappa) وسيغما كسي Sigma Xi)) جزوع فارغة في نهايتها مقطع عرضي مربع داخلي بحيث يمكن استخدامها لملء الساعة. ولأن الساعات في ذلك الوقت كانت كبيرة يحملها الرجال محفوظةً في جيوب ستراتهم، فقد أمكن ربط المفتاح بسلسلة الساعة، بحيث كان تزينياً ومفيداً في الوقت نفسه. ومع مرور الوقت، أصبح وجود الجزع في أسفل المفتاح مجرد وجود أثري، في البداية على شكل أسطوانة فارغة، ثم لم يعد فارغاً الآن ولم يعد مناسباً لملء الساعة حتى لو كان لشخص ما ساعة يمكن أن تستخدم مثل ذلك المفتاح.

فقد المفتاح وظيفته عندما حلت الساعة التي تُملأ ببرغي الملء مكان الساعة التي تُملأ بمفتاح الملء. وبعد عشرينيات القرن العشرين أصبحت ساعات المعصم متزايدة الشيوع، وهكذا أخذت ساعات الجيب طريقها إلى الدروج. والسلاسل التي كانت تشد الساعة إلى السترة أو السراويل وكانت هذه الملابس مجهزة بجيب يحمل الساعة، ثم أضحى كل ذلك غير ضروري. وهذا لا يعني أن سلاسل الساعة لم تعد تستخدم. فطالما يلبس المهندسون أطقم ثياب لها سترات في العادة يمكن رؤية مفتاح أو أكثر أو شارات معلقة في مكان مرئي من سلسلة ساعة تتراخى عبر السترة، حتى لو لم توجد ساعة في الجيب تنتهي بها السلسلة. ومع مرور الوقت، ومع تراجع موضة السترة وسلاسل الساعات، أخذ المهندسون بإظهار مفاتيحهم على شريط ربطة العنق المعدني تتدلى منه غالباً بواسطة سلسلة تشابه سلسلة الساعة المتراخية عبر السترة.

وفي سبعينات القرن العشرين، وعندما أصبح لباس المهندس في العمل أقل رسمية، كان هناك تخوف من أن المفاتيح لن تلبس على الإطلاق. نشرت مجلة المنحني لتاو بيتا باي نداءً ساخراً لقرائها بحثاً عن أفكار عن كيفية إظهار مفتاح الجمعية، الذي يسمى "المنحني". تراوحت أجوبة القراء بين تثبيتها بإبزيم حزام السروال إلى تضمينها على سطح الخاتم الخارجي. (انظر:The Bent of Tau Beta Pi, Fall 1974, pp. 31-33; Winter 1975, p. 32; Spring 1975, p. 26)). وفي هذه الأثناء دخلت النساء إلى جمعية "تاو بيتا باي"، وبدأن بلبس المنحني مع عقد الصدر، وفي أساور الزينة، وكدبابيس. وبدأت مجوهرات الجمعية بالتنوع، وأصبح المفتاح، أو صور عنه، متاحاً أكثر على شكل أزرار أكمام أو حلق للآذان وأشكال أخرى من العلامات التي انتزعت من جذورها التاريخية كمفاتيح لملء الساعة.

اصطحب رائد الفضاء وليام أ. أنديرس  (William A. Anders)عام 1968 "منحني تاو بيتا باي" على متن مركبة الفضاء أبولو 8 التي دارت حول القمر. عُلّب المفتاح في زجاج شفاف وقُدم للجمعية في العام التالي. وفي أواخر السبعينات اكتشف ألبرت و. ديملر الابن (Albert W. Demmler, Jr.) أنه لبعض السنين كان منحني الجمعية يحمل سنة التأسيس محفورة خطأً (في نظام ترقيم إغريقي مجهول) وشرح الخطأ وتصحيحه في مقال عنوانه غامض: “Toc, Alpha, Omega, Tic, Pi, Tic, Epsilon, Tic," The Bent of Tau Beta Pi, Spring 1979, pp. 28-31.

أما مفتاح جمعية التشريف الهندسية "شي إبسيلون" الذي يُعرف بمنظار المسّاح، وله عموماً شكل منظار المسّاح مرئياً مواجهة، واسطوانة المنظار في وضع أفقي والأحرف الإغريقية X وE في العدسة الشيئية. عُدّل هذا التصميم الأول عندما تبين أنه يشبه إلى حد كبير "منحني تاو بيتا باي". ولتعديل المنظار عام 1923 انتُزع الحرفان الإغريقيان X وE ووضعا في الفراغ بين أسطوانة المنظار وإطاره. وعندما أخذ بعض الأعضاء بإدخال أحجار شبه كريمة وألماس في العدسة الشيئية عُدّل المفتاح مرة ثانية مع ياقوتة في أسطوانة المنظار أصبحت معيارية في كل مفاتيح شي إبسيلون.

انظر: Norman F. Ramsey, "Birthday Greetings from Phi Beta Kappa," American Scientist, September-October 1986, p. 535; "Technology and Societies," American Scien­tist, March-April, 1998, pp. 113-117.

 

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى