مصادر إحساس الإنسان بـ”الألم” وكيفية علاجه

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الألم مصادر الاحساس بالألم الطب

إذا وخز دبوس يدك تألمت، و إذا أسرفت في تناول طعام ثقيل وجعت معدتك فتألمت.

ونهايات الأعصاب في الجلد و الأعضاء الداخلية المختلفة هي التي تحس بالألم، ثم تنقل الأعصاب الألم إلى الدماغ. والدماغ يدرك مقدار الألم، و يحدد موضعه، و كثيرا ما يدرك أيضا سببه.

ومصدر الألم قد يكون من الخارج، كالوخز و القطع والحرارة المرتفعة والبرودة القارسة، أو لذع المواد الكاوية.

 

وقد يكون الألم أيضا من داخل الجسم، كوجع الرأس، الذي نسميه الصداع، أو آلام الأسنان النخرة، أو أوجاع البطن، التي نسميها المغص، الذي قد يكون كلويا: بسبب حصاة في الكلية، أو معويا: بسبب إسهال أو غازات في الأمعاء، أو مراريا: بسبب حصى في "المرارة" (كيس الصفراء). و قد ينشأ الألم الداخلي من وجود ورم يضغط على الأعصاب.

وفي بعض الأحيان قد ينعكس الألم الداخلي إلى منطقة على سطح الجسم. فمثلا، إذا تألمت عضلة القلب بسبب نقص الأكسيجين الواصل إليها، شعر المريض بألم حاد في رقبته وكتفه الأيسر وذراعه اليسرى، و كأنه صادر من هذه الأماكن. و لشدة هذا الألم يسمى "بالذبحة الصدرية".

وإذا بكينا أو صرخنا من الألم، فيجب ألا ننسى أن الشعور بالألم نعمة من الله، ينبغي علينا أن نحمده، سبحانه، عليها. فإحساسنا بألم لسعة النار هو الذي يحفظنا من أن نحترق، لأنه ينبهنا إلى مصدر الخطر فنبتعد عنه أو نزيله.

 

وكذلك ألم الضرس أو المغص يجعلانك تسعى إلى الطبيب للعلاج. و لوأننا حرمنا نعمة الشعور بالألم لقضت علينا الحوادث و الأمراض.

ولكن إذا وصلتنا رسالة الألم و عرفنا معناها، فالأفضل لنا أن نخففها. و يصف الطبيب لهذا الغرض المسكنات، كالأسبرين الذي يعمل على إيقاف توصيل الألم إلى الدماغ، فلا نشعر به.

ويستخدم الأطباء مسكنات أقوى لتخفيف الآلام الشديدة بعد الحوادث الكبيرة. و من أقوى هذه المسكنات المورفين ولكن استخدام المسكنات يجب أن يكون استخداما رشيدا و بإشراف الطبيب لأن لها أضرارا، و قد تسبب الإدمان.

 

كذلك يستعين الأطباء بمواد التخدير لإجراء الجراحات في الجسم المريض. وفي بعض الأمراض الشديدة قد يضطر الجراح إلى قطع بعض الأعصاب حتى ينقذ المريض من الآلام التي تعذبه.

وقد اكتشف العلماء أن الدماغ يفرز مسكنات داخلية حتى تخفف شعور الإنسان بالألم. و يعتقد أن هذا هو السر في نجاح العلاج بالوخز بالإبر الصينية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]