شخصيّات

مدى مساهمة اختراع “مارتين” في مجال جراحة العيون

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مارتين كيمف جراحة العيون شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

لماذا تبدي ((مارتين)) اهتمامها الشديد بالمعاقين؟

قبل كل شيء، كانت الأوضاع في منزلها مختلفة؛ لقد كان والدها مصابا بشلل الأطفال الذي أقعده منذ كان في الثانية من عمره، وفقد القدرة على استخدام رجليه، ولكن ذلك لم يمنعه من إنشاء مشروعه الخاص بتصنيع المواد الخاصة بسيارات المعاقين.

أما السبب الثاني: هو أنها حين كانت طالبة في ألمانيا الغربية، وتقابلت مع عدد من الضحايا الذين ولدوا بأذرع غير كاملة، ترك ذلك تأثيرا كبيرا عليها.

 

كما أنها كانت مصابة بمرض خطير لازمها لعدة سنوات، وقد عرفت بنفسها من خبرتها الأولى مدى ما يعانيه المريض صحيا من عجز.

وفي نهاية شهر ديسمبر عام 1984، وبعد عيد ميلادها السادس والعشرين بقليل، توصلت ((مارتين)) إلى إنجاز استثنائي؛ حيث استخدم اختراعها ((كاتالافوكس)) في جراحة العيون.

وقد كانت البروفسيرة ((دانيال أرون- روزا)) – وهي خبيرة بارعة في جراحة العيون بالليزر – متحمسة حماسا شديدا لذلك.

 

وقد حملت الصحف الفرنسية في صدر صفحاتها العنوان التالي : ((سبق عالمي في مجال الجراحة الدقيقة للعيون)). هناك امرأتان خلف هذا الحدث الخارق للعادة!!

لقد قامت إحدى الشركات السويسرية – وتدعى ((وايلد ليتز)) – بتكييف اختراع ((مارتين)) على جهاز ميكروسكوب، وبذلك ساعد ال ((كاتالافوكس)) جراحة العيون الشهيرة ((أرون – روزا)) من تنفيذ عملية جراحية لمرض ((كتاركتا العيون))، بأسلوب جديد تماما.

فالمعروف أن جراح العمليات الدقيقة دائما ما يقوم بتنفيذ عمله باستمرار، مع ملاحظة مكان الجراحة من خلال جهاز ميكروسكوب.

 

وعادة ما يقوم بالمناورة باستخدام دواسات، تتراوح أعدادها ما بين ثمانية إلى عشرة، وذلك حسب حالة كل عملية. ولكن، مع وجود اختراع ((مارتين)) الذي يتحكم في الميكروسكوب بواسطة كمبيوتر تشغيل الصوت، احتاجت البروفسيرة ((أرون – روزا)) إلى صوتها ودواسة واحدة فقط.

في ذلك اليوم، لإجراء العملية. لقد عبرت عن سعادتها قائلة : ((لقد كان تقدما ضخما، ساهم في توفير وقت كبير لإجراء العملية. والأهم من ذلك، أنه يوفر عليك عناء التفكير فيما إذا كنت تطأ على الدواسة المناسبة أم لا)).

 

وقد فتحت تلك الجراحات الدقيقة مجالا جديدا بالكامل لتطبيقات هذا الاختراع، بما في ذلك تحقيق الربح الوفير.

فعلى الرغم من أنه قد تم تصميمه في الأصل لمساعدة المشلولين، إلا أن اختراع ((مارتين)) قد فتح آفاقا جديدة وواسعة. فهل سيصبح ذات يوم أداة لا يمكن الاستغناء عنها في المستشفيات والعيادات المتخصصة في الجراحات الدقيقة؟

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى