أحداث تاريخية

مجموعة الإمارات التي أقامها الصليبيون

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الصليبيون أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

قام الغرب الأوروبي في العصور الوسطى بهجوم  عسكري على الشرق الأدنى الإسلامي بصفة عامة وعلى الشام بصفة خاصة بقصد احتلاله.

ولقد وجهت الكنيسة في روما هذه الحركة تحت شعارات تثير عواطف السذج من الناس مثل شعار "تحرير الأراضي المقدسة"، و "تأمين الحج المقدس للمسيحيين من أهل أوروبا" وقد سميت حملتهم بالغزو الصليبي.

ولا شك أن حالة الضعف التي أصابت المجتمع الإسلامي بسبب انقسام المسلمين وتفتت الدولة العباسية إلى دويلات متناحرة قد ساهمت في نجاح الصليبيين في تحقيق أهدافهم من الحملة الصليبية الأولى.

 

فقد خرجت هذه الحملة سنة 1096 م، وتقدمتها حملة شعبية بقيادة "بطرس الناسك". وكانت الحملة الرئيسية النظامية تضم عددا كبيرا من أمراء أوروبا.

واستطاع الصليبيون الانتصار على الأتراك في آسيا الصغرى ثم واصلوا طريقهم إلى بلاد الشام ونجحوا في إقامة عدد من الإمارات و الممالك هي: إمارة الرها، و إمارة أنطاكية، ومملكة بيت المقدس، وإمارة طرابلس.

 

– إمارة الرها

كانت من أولى الإمارات التي استولى عليها الصليبيون إذ أسسها الأميرن "بلدوين" سنة 1098م، وكانت هذه المدينة خاضعة من قبل لأحد الأمراء الأرمن الذي كان يدين بالتبعية لامبراطور الروم.

وعمل "بلدوين" على توسيع إمارته بضم القلاع و الحصون المحيطة بها حتى أصبحت هذه الإمارة من المعاقل الصليبية المنيعة.

وزاد من أهميتها موقعها الجغرافي في أعلى الجزيرة الفراتية بالقرب من العراق. واستقر حكم الصليبيين بهذه الإمارة حتى استطاع الأمير "عماد الدين زنكي" أمير الموصل استردادها وطرد الصليبيين منها عام 1144م.

 

– إمارة أنطاكية

في الوقت الذي توجه فيه "بلدوين" للاستيلاء على الرها زحف الجيش الصليبي الرئيسي تجاه أنطاكية وكانت هذه المدينة من أقوى المدن مناعة بسبب موقعها الجغرافي، إذ كانت تحيطها الجبال المرتفعة من الجنوب والشرق و يحدها من الغرب نهر العاصي والبحر، ومن الشمال مستنقعات وأحراش.

ولاقى الصليبيون في حصار أنطاكية أياما حرجة إلا أنهم  نجحوا في الاستيلاء على هذه المدينة بعد حصار طويل في يوليو 1098م، وأصبح الأمير "بوهمند النورماني" أميرا عليها لفضله في اختراق أسوارها واحتلالها.

وبعد ذلك أخذ هذا الأمير يعمل على توسيع حدود إمارته بالاستيلاء على القلاع والحصون القريبة منها.

واستمرت إمارة أنطاكية في يد الصليبيين منذ عام 1098م حتى نجح سلطان مصر المملوكي "الظاهر بيبرس" في الاستيلاء على المدينة بعد حصار شديد لها في سنة 1268م. وطرد الصليبيين منها.

 

– مملكة بيت المقدس

وبعد أن آل الأمر في أنطاكية "لبوهمند النورماندي" تقدم بقية الجيش الصليبي تجاه بيت المقدس الذي كان يتبع الفاطميين في مصر.

وفي السابع من شهر يونيو 1099م، هاجم الصليبيون بيت المقدس ونجحوا في اقتحام المدينة بعد حصار طويل واضطر المسلمون إلى الاعتصام بالمسجد الأقصى.

ولكن الصليبيين اقتحموا المسجد وأوقعوا مذبحة رهيبة بالمسلمين. وتم اختيار "جودفري بوايون" أميرا على بيت المقدس، وحمل لقب حامي بيت المقدس.

 

ولم ينس المسلمون أبدا تلك المذبحة التي ارتكبها الصليبيون عند فتح بيت المقدس. وحين استكمل صلاح الدين الأيوبي جهوده الرامية إلى توحيد القوى السياسية في مصر والشام، خرج للقاء الصليبيين في فلسطين وألحق بهم هزيمة ساحقة في معركة حطين الشهيرة في يوليو 1187م.

وبعد هذا النصر قام صلاح الدين بالاستيلاء على بيت المقدس وطرد منها الصليبيين في 12 من أكتوبر من نفس العام.

 

– إمارة طرابلس

بعد أن احتل الصليبيون بيت المقدس طمع الأمير "ريموند الصنجيلي" في حكمها ولكنه لم يوفق فوجه نظره للاستيلاء على طرابلس، وكان يحكم هذه المدينة القاضي "أبو علي بن عمار" من قبل الفاطميين، وقد أبدى هذا القاضي من ضروب الشجاعة الكثير دفاعا عن مدينته أمام الصليبيين.

ولكن هؤلاء شددوا الحصار على المدينة وقطعوا صلاتها بالخارج تماما، وبعد ست سنوات من الحصار الشديد لهذه المدينة نجح الصليبيون في الاستيلاء عليها بعد وفاة الأمير "ريموند الصنجيلي" إذ اضطر أهل طرابلس للاستسلام في سنة 1109م، لتصبح آخر مدينة كبرى تسقط في يد الصليبيين في الشام وآخر إمارة كبرى يؤسسها الصليبيون هناك.

واستمرت هذه المدينة في حوزة الصليبيين حتى استطاع السلطان المملوكي "المنصور سيف الدين قلاوون" استردادها وطرد الصليبيين منها عام 1289م وبعد ذلك بعامين، سنة 1291م، استطاع السلطان "الأشرف خليل بن قلاوون" الاستيلاء على عكا التي كانت آخر معاقل الصليبيين في الشام.

وهكذا انتهت الإمارات الصليبية في الشام وانتهى معها آخر تلك الجموع من الغزاة الغربيين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى