علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية بناء دوال الضرر في نماذج التقييم المتكامل المثلى

2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري

تشارلزس . بيرسون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دوال الضرر نماذج التقييم المتكامل المثلى علوم الأرض والجيولوجيا

في قلب نماذج التقييم المتكامل المثلي هناك ثلاثة معايير هي: الحساسية المناخية (التغير في درجات الحرارة العالمية الناتجة من مضاعفة وجود غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، لما كان عليه عند مستوى مرحلة ما قبل الصناعة). 

المعدل الاجتماعي للأفضليات الزمنية التي تقوم على أساس المعدل المحض للأفضليات الزمنية وعلى أفضلية النفور من حلة عدم المساواة، ومعيار مرتبط بتغير درجة الحرارة لتحويل قيمة الأضرار نقدياً.

وهذه العوامل الثلاثة هي أيضاً من أهم العوامل التي تُسهم في ظاهرة عدم اليقين عند تقدير الكلفة الاجتماعية للكربون(3). وتستند حساسية المناخ إلى العلم، ويتم التحقق من ذلك بواسطة "نماذج الدوان العالمية" (Global Circulation Models).

 

فقد نوقشنا في الفصل الثالث المعدل الاجتماعي للأفضليات الزمنية، الذي كثيراً ما يؤدي عدم الاهتمام به إلى تعطيل العلاقة ما بين دراجات الحرارة والأضرار.

فهل يمكن الحصول على تقديرات دقيقة إلى حدٍ معقول حول الأضرار (فوائد التخفيف)؟ والتقديرات لا تحتاج أن تكون دقيقة إلى حدٍ معين حتى تكون مفيدة. ومع ذلك، فإن سياسة [المناخ] تتم على أساس أرقام غير دقيقة للغاية ومحفوفة بالمخاطر.

قدم بيرس (Pearce 2005) وصفاً جيداً لكيفية بناء دوال الضرر في نماذج التقييم المتكامل المثلى. وكانت نقطة البدء [عنده] هي تقدير الزيادة في درجة الحرارة التي قد تنتج من مضاعفة تركيز ثاني أكسيد الكربون المكافئ. وسمى هذا العامل بـ “A”.

 

واستخدم بيرس قيمة 2.5 درجة مئوية في مثاله. ويضع تقرير التقييم الرابع للفريق الحكومي الدولي المعني بالنتائج بأنها تتراوح ما بين 2 درجة مئوية و4.5 درجة مئوية، مع احتمالية زيادته ليصل لما نسبته 66%.

وقدر الأضرار المرتبطة بهذه الزيادة في درجات الحرارة من خلال اعتماده دراسات الإقليم والقطاع وباتباع منهج دراسة "أسفل نحو الأعلى" (Bottom-Up)، التي سنتناولها بالشرح لاحقاً.

فالأضرار من مضاعفة ثاني أكسيد الكربون المكافئ في وقت ما في المستقبل، هي الأضرار الناتجة من مضاعفة تركيزات اليوم، إلا أن التوسيع في النمو السكاني سيؤدي إلى زيادة الرغبة في الدفع بسبب ارتفاع دخل الفرد(4).

 

لنطلق على تلك الأضرار المضاعفة بـ Kt. ولتكن Kt من ثم مضروبة بنسبة زيادة درجة الحرارة في الزمن t للعامل A، ولتكن النسبة مرفوعة لـ .

ففي العمل الأصلي أعطى (Fankhauser 1995) لـ  قيمة تتراوح ما بين 1 و 3.

وعليه، إذا كانت درجة الحرارة في الزمن t يتوقع أن تزداد بواقع 5 درجات مئوية، وإذا كانت الأضرار تتصاعد، Kt، لتكون 100$، وكنا قد اخترنا A=2.5 و 2=، سنحسب الأضرار في الزمن t بواقع 400$(5).

 

عندئذٍ تكون تلك الأضرار منخفضة قياساً بقيمتها الحالية. وكافة تلك العوامل هي احتمالات مهمة. فكلما كان تقدير الأضرار الحالية عالياً، كلما كانت تلك الأضرار في المستقبل عالية أيضاً.

وكلما كان معدل النمو السكاني عالياً، كلما كانت المرونة في الرغبة في الدفع لتجنب الأضرار عالية أيضاً، والأعلى هي الأضرار المستقبلية. والأكبر هو أس  والأعلى هي الأضرار المستقبلية.

 

المنهج التقليدي هو استخدام  دراسات محددة لقطاع اقتصادي– أو لبلد ما- للبحث في آثار الضرر المترتب على التغير في درجات الحرارة الناجمة من مضاعفة تركيزات ثاني أكسيد الكربون المكافئ.

ولاستقراء نتائج هذه التركيزات، والتغيرات في درجات الحرارة فوق وتحت قياس المضاعفة. إلا أنه في "الاستقراء" (Extrapolation) هناك إشكالية، لكوننا لا نمتلك معلومات حقيقة على المستوى العالمي حول تكاليف الأضرار التي قد تحدث عندما تزداد درجة الحرارة بمقدار 4 إلى 6 درجات مئوية.

 

وهناك سؤال قد يبدو أكثر جوهريةً وهو حول الشكل الذي ينبغي أن تأخذه دالة الضرر.

فقد جادل فايتسمان (Weitzman 2010a, 2010b)، قائلا :إن النموذج المضاف إلى دالة الضرر هو نموذج معقول شبيه بنموذج المضاعفة الشائع استخدامه الآن، والذي قد يُظهر أضرارا أكثر خطورة بكثير عند درجات الحرارة المرتفعة.

وعلى أي حال، فمن المفيد البحث بعمق في دالة الضرر ذاتها، لنرى كيف يتم حساب الأضرار كمياً ونقدياً؟ وقبل المباشرة بذلك، فإنه من المفيد أن نحيط علماً، بما توصلت الدراسات المختلفة المتعلقة بكلف الأضرار الحدية (الكلفة الاجتماعية للكربون).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى