العلوم الإنسانية والإجتماعية

العقبات الصعبة التي تواجهها القارة الإفريقية

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

القارة الإفريقية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

مع اقتراب الألف الثالث، فإن القارة الأفريقية مازالت تعاني بشدة وطأة تأثير ثلاثة أمور.

فهناك أولاً الشعور القوي بالنفس الجريحة الذي أحدثته خمسة قرون من الشتات ومن الخضوع للاستعمار، معاناة لم يشرف تاريخها على نهايته إلا في الشهر 5/1994 عندما ألغت جمهورية جنوب أفريقيا رسمياً التمييز العنصري.

أما الأمر الثاني فهو تجزئة أفريقيا إلى كيانات عشوائية في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر من قبل القوى المستعمرة. ولقد نجم عن هذا الفعل الجغرافي السياسي اللاعقلاني على الأقل معضلتان رئيسيتان؛ فقد تفاقمت التنافسات الإثنية الأفريقية وتشكلت دويلات قومية عديدة.

فمن بين الدول الأفريقية الـ 53 الحالية توجد اثنتان وعشرون دولة صغيرة، تضم الواحدة منها أقل من خمسة ملايين نسمة، واثنتا عشرة دولة يعيش في كل منهما ما بين خمسة وعشرة ملايين إنسان.

وإضافة إلى ما خلفه المستعمر من حدود محكمة المراقبة، توجد عقبات هائلة لمباشرة الاتصالات عبر الحدود وللتعاون وللتجارة. وبالفعل، فإن الروابط التاريخية بالدول المستعمرة السابقة هي أقوى بكثير من تلك الروابط بين الدول الأفريقية المتجاورة.

 

أما الأمر الثالث فهو الإفقار المتزايد للقارة الأفريقية لاسيما بدءاً من مطلع السبعينات، هذا على الرغم من ضخامة طيف وسعة ثرواتها الطبيعية، إذ تضخمت ديونها لدائنين ثنائيي الجانب (%64 من كامل رأسمال الدين)، ولمؤسسات مالية متعددة الجوانب multilateral financial institutions (MFIs) كالبنك الدولي خاصة، وبنك الإنماء الأفريقي African Development Bank (ADB)، وصندوق النقد الدولي International Monetary Fund (IMF)، التي تمول %19 من مجموع رأسمال الدين.

ولقد أثبتت الاستراتيجية الحالية للتخفيض في أفريقيا عدم كفايتها، وأخفقت في إيقاف التزايد المستمر لرأسمال الدين الخارجي.

إضافة إلى ذلك، فإن المؤسسات المالية المتعددة الجوانب عارضت أي إلغاء لديونها، أو حتى إعادة جدولتها. ونتيجة لذلك، فإن إعادة دفع الديون الأفريقية الخارجية أضحت علميا غير ممكنة.

إن الدور الحاسم للعلم والتقانة في التنمية المستقبلية لأفريقيا وفي التزاماتها تجاه نمو المعرفة العلمية في العالم ككل يجب أن يعالج من خلال القرائن الآنفة الذكر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى