الطب

دور الرقابة والتقييم في برامج الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

يبين برنامج إزالة الكزاز الوليدي Neonatal Tetanus (NNT) في مصر أهمية استخدام معلومات الإشراف لملائمة البرامج وعنصر المرونة الأساسي في البرمجة.

وأدخل برنامج إزالة الكزاز الوليدي ما كان يظن أنه خطة هجومية في عام 1988، تقوم على مقاربة مقبولة عالمياً استخدمت التلقيح بذوفان الكزاز سنوياً ولكافة مواطني الدولة، واستهدفت النساء الحبالى بين 1988 و 1993.

وأجريت الحملات في جولتين: يفصل بينهما شهر واحد في تشرين الثاني وكانون الأول كل عام وبمساهمة العديد من الشركاء، ومنظمات غير حكومية، ونشطاء مؤيدين.

ومع أنها زادت التغطية مباشرة من 7 % إلى 85 % وخفضت بالتالي حدوث إزالة الكزاز الوليدي من 3,7 بالألف من الولادات الحية إلى 1,6 بالألف من الولادات الحية، فقد بقيت فوق هدف الإزالة.

وإذا أنعمنا النظر في المعلومات لوجدنا أن بضعة مناطق (مقاطعات) هي المسؤولة عن العدد غير المتكافئ من الحالات: وقد أحصيت 66 % من الحالات التي وقعت في مناطق يقطنها فقط 32 % من السكان.

 

وأدى ذلك إلى مقاربة التعلم أثناء تنفيذ العمل التي استهدفت مناطق الإصابات الكثيرة لتحسين التغطية الروتينية ووسعت السكان المستهدفين في الحملة لتشمل كل النساء المتزوجات ومن هن في عمر الحمل، بصرف النظر عن أن يكن حاملات. ومع أن ذلك قد أدى إلى تحسين المؤشرات، إلا أن مناطق الأخطار القصوى ما زالت تسبب مشكلة.

وهكذا طبقت استراتيجية الأخطار القصوى: إذ قسمت المقاطعات إلى مناطق فرعية، واستهدفت فيها كل النساء في سن الحمل دون النظر إلى وضعهن من حيث الزواج الرسمي، كما جرى إشراك كبير للجماعات المحلية.

ورافق ذلك بالعمل على تحسين الإعلام والمعلومات الخاصة بالمراقبة. وبهذه التوظيفات والمراقبة الأفضل التي توجب عليها زيادة إعطاء التقارير عن الحالات، فقد تدنى حدوث برنامج إزالة الكزاز الوليدي لأول مرة إلى 0,6 للألف من الولادات الحية، وهو أدنى من هدف للألف (CDC 1996). ويبين هذا المثل أهمية المعلومات في دفع البرامج.

إن الخطر الذي يميز البحث العلمي الرسمي في مقابل البرمجة الديناميكية من المراقبة والتعلم يمكن أن يصبح ضبابياً عديم الوضوح عندما يضم البرنامج مقاربة جرّب وتلاءم.

 

وفي هذه المقاربة يكمن الضعف ويتكرر في الحاجة إلى المراقبة في العمق وكذلك في الحاجة إلى نشر الخبرات واشهارها، والتي يمكن أن تتعلم منها البرامج الأخرى.

فالتخطيط لهذا الاسلوب من التعلم يجب أن يدخل كعامل في خطة البحث العلمي، كما يجب جمع المعلومات الصحيحة للمساعدة في اتخاذ القرارات. هذا بالإضافة إلى أنه يجب نشر المعلومات بحيث تستطيع البرامج أن تتبنى ممارسات جديدة عند الحاجة إليها.

ولقد حاول برنامج استئصال دودة عيني في الهند كسب تأييد من جميع مدراء البرامج للتدرب في أساليب البحث العلمي العملانية الأساسية لدعم برنامجه.

فقد قاموا بوضع موجز أساسي تضمن اعتبارات مصادر الصحة العامة، وتوصيل الخدمات، والمنتفع أو المستهلك (Kumar 1990). ومن المحتمل أن تمكين مدراء البرنامج من أن يصبحوا مفكرين ناقدين وأهلاً لحل المشاكل قد لعب دوراً في نجاح البرنامج.

 

إعطاء تقارير عن الحالات

يجب أن تتضمن جميع خطط المراقبة مستوى ما من التحري عن الحالات المرضية والإعلام عنها. لأن الإعلام وكثافة التحقيقات قد تزداد على مدى امتداد مدة المشروع مع الانخفاض في عدد الحالات، فإن الحاجة لفهم سبب وقوع الحالة تزداد بالمقابل.

 فالتحقيق في حالات المرض يمكن أن يكون جزءاً رئيسياً عند وضع أولويات البحث العلمي. وهو الذي قدم المعلومات للبرامج المتعلقة بالسل، وHaemophilus Influenzae من النموذج b  (Hib)، وساغاش، و دودة غيني وشلل الأطفال، وأدى إلى تبدلات في البرنامج أو إلى بحوث جديدة.

فالإعلام عن الحالات المرضية يعتبر حاسماً في تحديد المقاومة للبرامج أو فشلها (CDC 1993b; Broekmans et al. 2002; Dias 2009; Donnelly et al. 2003; Howie et al. 2007; Kumar 1990; Lemon and Robertson 1991). فبالإعلام عن الحالات المرضية تحدد أيضاً ما يوجد خلفها وتتحرى عما لم يكن بالحسبان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى