علوم الأرض والجيولوجيا

المظاهر الطبوغرافية الكارستية

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

المظاهر الطبوغرافية الكارستية الطبوغرافية الكارستية علوم الأرض والجيولوجيا

وأهم مظاهر الطبوغرافية الكارستية بشكل عام هي:

(أ): الخدوش أو الشقوق السطحية الكارستية:

وتعرف تحت اسم لابية (Lapiés) باللغة الفرنسية وكارين (Karren) بالألمانية كما تسمى (القشعات) في جرود لبنان الغربي و(الصخيرات) في فلسطين و(الخرافيش) في الجزائر والمغرب.

وتكثر الخدوش فوق السطوح الصخرية الكلسية العارية كما تشاهد فوق الصخور الدولوميتية، وفوق بقية الصخور الأخرى القابلة للتحلل والذوبان.

وتتخذ الخدوش شكل أخاديد صغيرة متوازية ومتقاربة تفصل بينها أعراف حادة (شكل 1)، وتتراوح أبعادها بين عدة ملليمترات وعدة عشرات من السنتمترات، كما تصل أعماقها حتى المتر أحياناً.

 

ويبدأ شكل الخدوش في بادئ الأمر على شكل منشار مسنن، ثم تبدأ بالتعمق التدريجي والتوسع على حساب الأعراف التي تفصل بينها.

وينجم عن ذلك تشكل التربة الناعمة الناشئة عن تحلل الصخر الكلسي غير النقي، وهي تربة طينية– رملية ناعمة مائلة للحمرة تعرف باسم تيراروزا (Terra rossa)

تتجمع في قاع الخدوش والأخاديد وقد تغمرها بكاملها وتجعلها غير ظاهرة على سطح الأرض مباشرة.

 

وتصنف الخدوش تبعاً لانكشاف السطح الصخري المتكونة فوقه وعريه من أي غطاء بيدولوجي أو نباتي، وهو التصنيف المعتمد من قبل لجنة الظواهر الكارستية للاتحاد الجغرافي العالمي (1960)، إلى الأصناف التالية:

الخدوش الحرة: وتحدث على سطح الصخور الكلسية العارية من غطائها النباتي ومن أي نوع من أنواع التربة. وتظهر على شكل مجارٍ دقيقة أو على شكل خدوش مدرجة.

كما تظهر على شكل ثقوب وأقماع فوق السطوح الصخرية القليلة الميل أو شبه الأفقية. أما على السطوح الصخرية شبه القائمة التي تشكل الجروف أو الجدر القائمة فتتشكل خدوش الميازيب أو خدوش الجدران.

 

الخدوش شبه الحرة: ويلاحظ هذا النوع في المناطق الكلسية حيث لا يظهر الصخر عارياً تماماً بل تغطيه أشرطة من التربة والنباتات والدبال والأشنيات بشكل متقطع.

وتتخذ الخدوش من هذا النوع شكل التجاويف الصغيرة الحوضية المغطاة بالأشنيات أو بحطام الصخر الكلسي، ويطلق على هذه الخدوش تسمية (الكامينيتزا). وتتطور هذه التجاويف باستمرار التحلل الذي يصيب جوانبها وتدعى في مرحلة متطورة الخدوش المفرغة.

 

الخدوش المدفونة: وهي شكل متطور أصلاً من الخدوش الحرة التي تشكلت تحت ظروف مناخ سابق تلاه مناخ رطب بارد ساعد على دفن الخدوش وإزالة الحافات والأعراف الحادة التي تفصلها عن بعضها.

وتكون أغلب الخدوش من هذا النوع مصحوبة بتربة التحلل الناعمة. كما أن أكثر أشكالها تقدماً وتطوراً هي (حقول الخدوش) التي تحصل عندما تتقاطع جوانب الخدوش بأنواعها المختلفة، مخلفة حافات حادة على شكل نواشز وبوارز مدببة ومتقاطعة ومدفونة تحت غطاء من تربة التحلل الناعمة.

 

(ب): التجاويف الكارستية (الدحول):

تظهر في المناطق الكارستية إلى جانب الخدوش أحياناً كما تظهر مستقلة عن بقية الأشكال الكارستية أحياناً أخرى.

وتعتبر هذه التجاويف مظهراً مميزاً من مظاهر الطبوغرافية الكارستية، وهي تنجم عن التحلل الباطني للصخر الكلسي عندما يتخذ هذا التحلل اتجاهاً رأسياً نحو الأعماق.

ويطلق على هذه وهي تنجم عن التحلل الباطني للصخر الكلسي عندما يتخذ هذا التحلل اتجاهاً رأسياً نحو الأعماق.

ويطلق على هذه الأشكال اسم (ياما) في اللغات السلافية وآفين (Aven) باللغة الفرنسية كما يطلق عليها اسم (دحل) في شبه الجزيرة العربية، وخاصة في منطقة الصمان.

 

وقد وصفها الأزهري (في لسان العرب) بقوله: «وقد رأيت بالخلصاء ونواحي الدهناء دحلاناً كثيرة وقد دخلت في دحل منها، وهي خلائق (أي حُفَر) خلفها الله تعالى تحت الأرض… الخ».

وتمتاز هذه الدحول بفتحات ضيقة على سطح الأرض تتراوح بين بضعة سنتمترات وحتى بضعة أمتار، أما أعماقها فلا تزيد عن بضعة أمتار ولكنها قد تتجاوز بضع مئات من الأمتار (انظر الأشكال 2 – 5).

  

وترتبط نشأتها بالشقوق الصخرية وخاصة في الأجزاء التي تتصالب فيها تلك الشقوق وتتقاطع ضمن الكتلة الصخرية. 

 

وتمتاز جوانب هذه الدحول بأنها غير منتظمة، كما أن مقطعها يضيق ويتسع وقد تتخذ شكلاً متعرجاً. وتنتهي الدحول في أسفلها إما بتجويف صخري محدود أو بتجويف كبير على شكل مغارة جوفية.

وقد تنشأ هذه الظاهرة عن انهيار سقف مغارة جوفية مما يؤدي إلى حدوث تلك الدحول من خلال الفتحات المنهارة.

كما يمكن أن تشاهد الدحول الكارستية في مركز بعض الخفوس الأرضية المنبسطة (دولين) المنتشرة في المناطق الكارستية (انظر الأشكال 2 – 5).

  

 

(ج): الجوبات (الدولين): Doline  

وهي من أكثر الأشكال التضاريسية المميزة للطوبوغرافية الكارستية، يطلق عليها اسم (دولين) باللغات السلافية و(جوبات) باللغة العربية.

وهي عبارة عن حفر مغلقة غائرة ذات شكل دائري أو بيضوي متطاول ولها شكل صحن عميق أو قمع مخروطي مفتوح للأعلى.

وتتفاوت الجوبات من حيث أبعادها المورفومترية، ففي حين أن قطر وعمق بعضها يتراوح بين بضعة سنتمترات إلى بضعة أمتار، نجد أن عمق بعضها الآخر يصل إلى 300 م وقطرها يتجاوز 1000 م أحياناً.

 

كما تتفاوت الجوبات من حيث انحدار جوانبها، فبعضها تمتاز بانحدار شديد ومفاجئ في حين أن بعضها الآخر تكون ذات انحدارات ضعيفة ومستمرة (شكل 6).

وفي أغلب الأحيان تكون أرض الجوبة مغطاة بمخلفات تحلل الصخر الكلسي التي تتشكل في معظمها في تربة التيراروزا الحمراء، والتي تشكل سطحاً منبسطاً يطمس تحته التضاريس غير المنتظمة لقاع الجوبة.

وتستثمر هذه التربة أحياناً لممارسة بعض الزراعات المحدودة فوقها.

 

ويحدث أحياناً أن تتجمع المياه في قاع الجوبات عندما تكون مخلفات التحلل والترسبات الطينية ناعمة وكتيمة مما يؤدي إلى تشكل مستنقعات أو برك مائية مؤقتة تتبخر مياهها في الفصل الجاف.

ويفسر تشكل الجوبات بعملية تحلل الصخور الكلسية على امتداد الشقوق الصخرية تحت سطح الأرض مما يؤدي إلى حدوث فراغات تتزايد أحجامها مع ازدياد عمليات التحلل، ويطلق على الجوبات الناشئة بفضل هذه العمليات اسم جوبات التحلل.

كما أن هناك نوعاً آخر من الجوبات يحدث نتيجة انهيار سقف إحدى المغائر أو التجاويف الباطنية الكبيرة، مما يؤدي إلى تشكل الجوبة ذات الجوانب شديدة الانحدار التي تميزها عن جوبات التحلل وتعرف هذه الجوبات بجوبات الانهيال.

 

(د): اوڤالا: Ovala 

وهي منخفضات مغلقة واسعة ليس لها شكل واضح ومحدد، أرضها منبسطة غنية بالحفر التي تملؤها الترب الصلصالية وتظهر فيها بعض البروزات الصخرية الصغيرة البارزة.

ويعتقد العلماء أن نشوء هذه المنخفضات وتطورها حدث بسبب اندماج عدد من الجوبات وتراجع جوانبها الفاصلة وتلاشيها.

 

(ه): البوليه: Polje 

وهي عبارة عن أحواض واسعة ذات سطوح منبسطة، وتكون ذات شكل متطاول في أغلب الأحيان، كما قد تكون تلك الأحواض مفتوحة من إحدى جهاتها حيث تنصرف مياهها السطحية.

وتتفاوت مساحة هذا النوع بين بضعة كيلومترات مربعة وبين عدة مئات من الكيلومترات المربعة.

وتصل بوليه ايموتسكي في يوغوسلافيا السابقة إلى 400 كم2. وتعتبر البوليه في أغلب الأحيان مناطق زراعية خصبة وذلك بسبب تربة التحلل الرملية– الصلصالية غير المتماسكة التي تنتشر فوق سطحها.

 

وتمتاز البوليه بشبكة مياه كارستية وتصريف مائي ضمني، كما تمتاز بوجود نقاط منخفضة في قاع البوليه تقوم بابتلاع المياه السطحية تعرف تحت اسم (بونور) أو (بالوعة).

كما تمتاز أيضاً بشبكة من المجاري المائية السطحية والجداول التي تتغذى من المياه الهابطة من المرتفعات المحيطة بالبوليه، أو من المياه التي تأتيها من الينابيع الكارستية التي تتفجر عند أطرافها (نبع بردى في سهل الزبداني – الجمهورية العربية السورية).

أما عن الأصل الجيومورفولوجي للبوليه فيرى سفيجيك أنها تمثل المرحلة النهائية للتطور الكارستي من الجوبات والأوفالا.

 

ويتفق فيربريدج (R. W. Fairbridge) (1968) مع القائلين بأصل البوليه المرتبط والناتج عن التحلل الكارستي.

ولكن بعض العلماء يقولون بالأصل البنيوي– البنائي – إذ يرون أنها ليست في الاصل سوى خفوس بنائية– بنيوية – تعرضت لأعمال التحلل الكارستي في مرحلة لاحقة لعملية الخفس.

ومن أهم مناطق البوليه في العالم الألب الدينارية وجبال طوروس وجامايكا وكوبا والمناطق المحيطة بالبحر المتوسط.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى