نبذة تعريفية عن “حيوانات ولُود”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حيوانات ولود البيولوجيا وعلوم الحياة
تُطلقُ صِفةُ «حيواناتٍ ولُودٍ» على الحيوانات التي تلدُ صِغارها ولا تضعُ بيضاً، ويتم فيها حضانة الجنين ونموه في داخل جسم الأم.
ويحدث هذا إما في جزء متخصص من الجهاز التناسلي هو الرَّحِمُ (حضانةٌ رحميةٌ)، كما في الثدييات، وإما في قنواتِ البيضِ التي تقوم مقام الرحم، كما في الأنواع الولود من الزواحف والبرمائيات والأسماك.
ويتمُ الإخصابُ في هذه الحيواناتِ في داخلِ جسم الأم، ويتغذى الجنينُ ويتنفسُ في أثناء نموه عن طريق عضو جنيني يربطْهُ بالأم يعرف بالمشيمة، تزوده بالغذاءِ والأكسجين، وتخلصه من مخلفات هَدْم الغذاء وثاني أكسيد الكربون طوالَفترة الحملِ التي تختلفُ في الأنواع المختلفة.
والثدييات جميعُها ولودٌ ما عدا الثدييات الأولية وحيدة المسلك وفي الثدييات الجرابية تتكون مشيمة بسيطة من التحام السَّلى أو غشاء الجنين، مع كيس المُحَّ الغني بالأوعيةِ الدمويةِ، والتصاقِهما بجدار الرحم من خلال بعَض التجاعيد.
وهذه تسمى «مشيمةٌ كيسيةٌ مُحيَّةٌ» وهي نوعٌ بدائي يوجدُ في الأبوسوم، ويتغذى الجنينُ على سائلٍ لزجٍ تُفرزُهُ غُدد بجدار الرحم.
والتصاقُ الجنينِ بالرحم في الثدييات الجرابية يكونُ غيرَ مُحكمٍ، ويسهل انتزاعُه، ولا تفقدُ الأم دما في أثناء الوضع.
وفي الثدييات المشيمية العليا يختلف تركيبُ المشيمة في الرتب المختلفة إلى نوعين: غير ساقطةٍ، وساقطةٍ. والمشيمةُ غيرُ الساقطة أكثرُ بدائيةً، ويخرجُ منها حمْلٌ يتصلُ اتصالاً سائباً نسبيا ببطانة الرحم.
ويتغذى فيها الجنين على لبن الرحم في الأطوار المبكرة، كما يتغذى من دم الأم الملامس للخملِ. وعندَ الولادةِ ينفصلُ الحمْلُ بسهولة عن الرحم دون أن تفقد الأم دماً.
أما المشيمة الساقطة فيتفرعُ فيها الخَمْل إلى ما يشبه جذور الأشجار، تتغلغلُ فروعها بعمق في داخل بطانةِ الرحم لتكوَّنَ تلامساً وثيقاً بينها وبين دم الأم دون اتصالٍ مُباشر بينهما.
كذلك تنمو الطبقةُ السطحيةُ لبطانةِ الرحم مكونةً ما يسمى «الغشاء الساقط» الذي يغلفُ الجنين وأغشيتِهِ بالكامل، ويتسعُ وينتفخ مع نمو الجنين ليملأ تجويف الرحم، ومن الواضح أن الجنين يتغذى ويتنفس ويتخلص من فضلاتِهِ عن طريق دم الأم.
وتمزٌّق الغِشاءِ الساقطِ، وانتزاع المشيمة من جدار الرحم في أثناء عملية الوضع، يؤدي إلى فَقْد الأمِّ كميةً من الدَّم.
ويختلف عدد الولائد في الثدييات المختلفة، ففي الثدييات كبيرة الحجم، مثل الحصان والفيل والزرافة والحوت والفقمة وعروس البحر تضع الأنثى صغيراً واحداً.
أما الثديياتُ الصغيرةُ مثل القطط والكلاب والفئران والأرانب وابن عرس والسنجاب فتضعُ عادةً أعداداً تتراوح بين 3 و 10 صغار في كل مرةٍ، إلا أن هذه ليست قاعدة، فأنثى الأسد مثلا تضع عدةَ أشبالٍ، وأنثى الخنزير تضعُ ما يقرب من 12 خِنَّوْصاً في المرة الواحدة.
والمعروف في الإنسان أن الأنثى تضع وليدا واحدا في المرة، باستثناء حالاتِ التوائمِ. وتعدد المواليدِ التي ترجعُ لأسبابٍ وراثيةٍ، أو لعلاجِ الأم ببعضِ الهرمونات.
وفي الزواحف توجد أنواعٌ ولودٌ من السحالي والثعابين، ويختلفُ الاتصالُ المشيمي للجنين بالأم في الأنواع المختلفة.
وفي أبسط هذه الأنواع يحدث تآكل لبعض الخلايا على السطح الخارجي للجنينِ والسطح المُبطَن لقنوات البيض، مما يسمح بتلامس الأوعية الدموية للأم الجنين، وانتقال بعض الغذاء للجنين، إضافةً الى المح.
وفي بعضها الآخر تتكونُ المشيمة من تلامُسِ السَّلى وجدار قنوات البيض، ويعتمدُ الجنين في غِذائِه أساساً على الأم لقلةِ كمية المُحَّ في بويضات هذه الأنواع. ومن الزواحف الولود السحالي السَّقنقورية، وفي بعض أنواع الأفاعي والحيات.
وتتراوح فترةُ الحملِ في الزواحف من 9 إلى 16 أسبوعاً، كما يتراوح عدد الولائد من 3 إلى 15، وقد سجلت بعضُ الأنواع 30، وبعضُها الآخرُ أكثرَ من 70 صغيراً.
وفي البرمائيات لا توجد مشيمةٌ حقيقةُ، إلا أن نوعاً من الضفادع الإفريقية يُعدُّ ولوداً، حيث تنمو الدَّعاميصُ(أبو ذنيبة) التي يربو عددها على المئة في داخل قنوات البيض، فتتنفسُ بملامسة ذيولِها الوعائيةِ للأوعية الدموية الموجودة في بِطانةٍ قنوات البيضِ.
وتوجدُ أنواعٌ ولودٌ من الأسماك الغضروفية والعظمية على السواء، حيثُ يتكون في بَعضِها اتصال مشيميُّ بين كيس المحِّ في الأجنَّةٍ وجدارِ قنوات البيض، أو المبيض في الأمَّ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]