البيئة

طرق اهتمام الأطفال بالبيئة المحلية والارتقاء بها

1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية

KFAS

البيئة المحلية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

إن إدراك الحاجة للعناية بالبيئة الطبيعية المتغيرة لهو جزء أساسي من دراسة الأطفال لهذه البيئة، فمن المتوقع من الأطفال معرفة أن الأنشطة الإنسانية المختلفة تنتج الكثير من النفايات.

بعض منها – وليس جميعها – تتحلل طبيعيا، ويمكنهم استخدام هذه المعرفة لتحسين مظهر بيئتهم المباشرة.

قد يحتاج الأطفال في البداية تعرُّف النفاية التي يتم إنتاجها، وإلى أي مدى تشكل هذه النفايات مشكلة، ودراسة ما يمكن عمله للتخفيف من حدتها.

إن ذلك يمثل موضوعا ذا علاقة وطيدة بالعلوم التطبيقية، ولذلك فإنه ستتوفر فرص عديد لممارسة أنشطة العلوم التقنية إلى جانب العمل العلمي، والتي يمكنها أن تتضمن تقارير عن آراء وأفعال الأشخاص الآخرين وتقويم تأثير الملصقات، وتصميم وعمل أدوات لجمع الفضلات، وإعادة فحص التصميم والهدف من جمعها، ودراسة تصنيفها الى مجموعات، إلى جانب جمع المعلومات في المنطقة وإبداء الرأي في كيفية تحسين ذلك، والخطة اللازمة لها.

إن عمل دراسة مسحية عن فضلات الفصل التي أنتجها الأطفال أنفسهم، ستجعلهم يفكرون في كمية المهملات ومحتوياتها.

 

ويمكن لمجموعات الأطفال المختلفة وزن وتصنيف المهملات المنتجة كل يوم، (مع ملاحظة أنه يجب ارتداء القفازات البلاستيكية وغسل أيديهم بعد انتهاء النشاط)، وإذا قاموا بتقدير وزن المهملات قبل وزنها فعليا، فإن ذلك سيعينهم على تطوير تقديرهم الرياضي للأوزان، وقد يبدأون بإدراك أن المهملات ضخمة جدا في حجمها، إلا أنه ليس من الضرورة أن تكون ثقيلة في وزنها..

وبعد وزنهم للمهملات يمكنهم أن يقرروا كيفية تصنيفها، ثم بعد ذلك وزن المجموعات الناتجة، فقد يقرروا تصنيفها على أساس الاستخدام الأصلي للمادة، مثل أوراق تغليف الحلوى، وأكياس البطاطس المقلية، والأوراق والقناني، أو على أساس نوع المادة مثل البلاستيك، والمعدن، والورق، والزجاج، وبعد أسبوع من ذلك يمكن مقارنة نتائج الأيام المختلفة، وكلما أمكن فإنه يجب إشراك الأطفال في تقرير كيف يمكن جمع وتسجيل وتقديم معلوماتهم.

ويمكن التوسع في هذه الدراسة بمقارنة نوعية وكمية المهملات المنتجة يوميا من الفصول المختلفة، والسكرتاريا وغرفة المدرس الأول والهيئة التدريسية، والمطابخ، ومن ساحات المدرسة، كما يمكن للأطفال الطلب إلى عائلاتهم تسجيل كل ما يلقونه من فضلات خلال اليوم الواحد في جدول خاص، ثم بعد ذلك تحليل المعلومات التي جمعوها لمقارنة الفضلات من الأماكن المتعددة، وبهذا قد يصبحوا قادرين على اقتراح أسباب الفروق. وهذه التفسيرات أو النظريات يمكن تقويمها عن طريق مقابلة المعلمين والأطفال من الفصول الأخرى.

 

وسيدرك الأطفال سريعا بأنه تتولد يوميا كميات ضخمة من الفضلات، ويستطيع الأطفال دراسة ما يحدث لها، وسبل تقليلها وإعادة استخدامها.

وقد يكون من المفضل هنا مقابلة حراس المباني ورجال النظافة لمناقشة وظائفهم، وتفسير كيف يتم تجميع القمامة؟ وكيف يمكن للأطفال المحافظة على بيئة المدرسة نظيفة وجذابة؟

كما سيحتاج المعلم للاستعانة بأشرطة الفيديو والشرائح الفوتوغرافية (السلايدات)، والمصادر الثانوية الأخرى لتفسير ما يحدث للفضلات بعد أخذها من المدرسة.

إن طرق تقليل الفضلات تتضمن الاقتصاد في استخدام المواد وإعادة استعمالها مرة أخرى، ويمكن لإحدى مجموعات الأطفال تصنيف فضلات يوم كامل لتقرر إن كان يمكن استخدامها بطريقة تنم عن اقتصاد أكبر، فقد يجدون أوراقا ملقاة، ولكنها لم تستخدم إلا بطريقة جزئية فقط، والتي كان من الممكن الاحتفاظ بها للأعمال التحضيرية، وبعد عمل حرفي نجد أمثلة كثيرة، حيث تستخدم قطعة كبيرة من الورق المقوى لقطع أشكال صغيرة، ثم يُرمى الباقي في سلة المهملات.

 

كما يمكن لمجموعة أخرى مقابلة طاهي المدرسة، وتسجيل الأطعمة التي يفضلها الأطفال، وذلك لاقتراح كيفية تقليل فضلات الطعام، فقد يقترحون ويصممون ملصقا يشجع على تناول وجبات الطعام الرئيسية كاملة، والطلب من الطاهي إمدادهم بالمزيد من طعام معين ما دام هذا الطعام مغذيا لدرجة مناسبة.

ومجموعة ثالثة يمكنها دراسة التغليف وعمل تقرير عن ذلك، فيمكنهم اكتشاف أي المواد يفضل تغليفها عادة من الزجاج، أو ورق الكرتون، أو علب القصدير، أو البلاستيك، واقتراح سبب ذلك، كما يمكنهم النظر في التغليف غير الضروري، حيث يكون الغلاف أكبر بكثير جدا من محتوياته، أو أن تكون إحدى القطع مغلفة بغلافين أو ثلاثة أغلفة دون حاجة لذلك.

وعلى سبيل المثال: وجود علبة كرتونية لشراب مغلفة بالبلاستيك.. من هذه الخبرة يستطيع الأطفال تصميم علبة حلوى تتسع لعشر قطع، تكون جذابة وفي الوقت ذاته تستخدم ورق الكرتون بصورة اقتصادية.

يعلم العديد من الأطفال بأنه يمكن إعادة تصنيع (تكرار) بعض المواد، كما أن معظم الهيئات لديها تسهيلات لجمع القناني الزجاجية، وعلب القصدير، والأوراق، ويمكن إثارة انتباه الأطفال للاحتمالات العديدة، لإعادة تصنيع المواد بطريقة مثيرة، وذلك إذا قاموا بإعادة استخدام المواد المختلفة التي يجدونها في المدرسة بأنفسهم، حيث يمكن إثارة حماسهم لإعادة استخدام قمامة يوم كامل في صنع لوحة أو مجسم، فيمكنهم استخدام العلب القديمة في عمل مجموعة متنوعة من المجسمات.

كما يمكن استخدام الورق لصنع الورق المعجن (مادة صلبة مصنوعة من عجينة الورق ممزوجة بالغراء وغيره من المواد اللاصقة)، وأما الأوراق الملونة المختلفة والقصاصات الورقية فتستخدم لعمل الملصقات، كما يتم صنع الأوراق المكررة وزخرفتها.

 

ويمكن مقارنة ذلك الورق المكرر مع الورق المكرر التجاري والأوراق الأخرى. أما الخضروات المهملة، فيمكن تكديسها في كومة وصنع مزيج منها مع روث الحيوانات، وذلك لاستخدامها في تسميد الحديقة، كما يمكن جمع الملابس القديمة وأخذ قطع الأقمشة منها للاستخدام في دروس التربية الفنية ودروس العلوم، أو الاحتفاظ بها للأطفال الذين تتسخ ملابسهم خلال اليوم المدرسي أو التبرع بها.

إن الفضلات المبعثرة هي مشكلة أخرى من مشاكل المهملات، فقد لا يدرك الأطفال لماذا تعتبر هذه الفضلات غير مرغوب فيها، فمن الواضح أنها قذى للعين تؤذي البصر، ولكن قد لا يعرف الأطفال بأن الحيوانات الصغيرة عادة ما تحاصر وتموت في القناني المرمية، كما أن قطع الزجاج المتكسرة وأعقاب السجائر قد تشعل الحرائق، هذا إلى جانب أن تحللها يستغرق وقتا طويلا جدا.

ويمكن للأطفال وضع مواد مختلفة مثل ورق الأشجار، والأوراق، والزجاج، ومعدن القصدير والبلاستيك في حقائب شبكية مختلفة وتعليقها في الهواء الطلق، ثم بعد ذلك تسجيل حالة محتويات الحقائب أٍسبوعيا.. سيكتشف الأطفال بأن الأوراق وأوراق الأشجار والبطاقات الورقية ستتحلل.

 

ولكن ببطء شديد جدا، أما معدن القصدير فسيصدأ، ولكن من غير الممكن أن يتغير أكثر من ذلك خلال الوقت الذي يلاحظ فيه الأطفال الحقائب، أما الزجاج والبلاستيك فلن يتأثر أبدا. ونتيجة لذلك يجب أن يدرك الأطفال تماما أنه إذا تركت الفضلات مبعثرة حولهم، فإنها لن تختفي سريعا ما لم يقم شخص ما بالتقاطها.

ويمكن للأطفال القيام بدراسة مسحية عن المهملات في أرض المدرسة عن طريق جمع الفضلات في أوقات مختلفة من اليوم للتعرف على نوع الفضلات الملقاة، والوقت الذي يتم فيه ذلك. كما يمكن وضع علامات على خارطة بسيطة للمدرسة عن موقع أكثر الفضلات، ويجب على الأطفال محاولة تفسير اكتشافاتهم، هل توجد أكثر الفضلات قرب أماكن لعب الأطفال، أو حول صندوق القمامة، أو في مواقع لا يوجد فيها أي صندوق لذلك؟ أو أنها تكثر حيث يدفعها الهواء؟ وقد يمكنهم التفكير في وسائل لاختبار تفسيراتهم،.

فإذا اقترح الأطفال أن معظم المهملات موجودة حول الصناديق، وذلك لأنها تتطاير للخارج، فإن بإمكانهم عمل غطاء للصندوق والملاحظة ثانية، كما يمكنهم عمل دراسة عن الأيام التي تعصف فيها الرياح باتجاهات مختلفة، والأيام التي لا يوجد فيها رياح لاختبار أهمية الرياح في ذلك. وما أن يصل الأطفال لمرحلة الاعتقاد بأنهم قد تعرفوا على أسباب حدوث الفضلات حتى يمكنهم محاولة التفكير بالطرق المختلفة لتقليلها، فيمكنهم تصميم أدوات لجمع الفضلات وتنظيف منطقة تحتاج لذلك، سواء أكانت داخل المدرسة أو بالقرب منها، هذه الأدوات قد تكون أنواعا من المغارف (المجارف)، أو كماشات مثبتة على عصا لتقليل الانحناء إلى أسفل.

 

كما يمكن صنع صناديق مهملات تلفت الأنظار، يتم تصميمها بحيث توقف تطاير المهملات، وتكون سهلة التفريغ، إلى جانب ذلك يمكنهم عمل الملصقات التي تشجع الناس على عدم رمي مهملاتهم إلا في الأماكن المخصصة لذلك.

وكجزء من العلوم التقنية، يمكن مراجعة هذه الحلول وتطويرها وتقويمها، كما يمكن اختبار تأثير الملصقات والصناديق عن طريق مقارنة تقارير المهملات قبل وبعد إنتاجها.

إذا أدرك الأطفال بعض الاختلافات بين الأشياء الحية، وعرفوا بعض العوامل الضرورية للحياة، وكوّنوا فكرة عن كيفية اختلاف الحيوانات والنباتات نتيجة للطقس والفصول، وأدركوا الحاجة للعناية والاهتمام ببيئتهم المباشرة وجميع الأحياء فيها، مهما كانت صغيرة أو غير جذابة، فسيملكون بذلك أساسا عظيما يمكن أن يُبنى عليه عند دراسة البيئات المختلفة، بتفصيلات أكبر لاحقا في مرحلتهم الابتدائية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى