شخصيّات

نبذة عن حياة العالم “جُوزيفِ هنْري”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

جُوزيفِ هنْري حياة العالم هنري شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

أهو تواضع حقاً، أم خيانةٌ، أم إهمال؟.

أهمل جوزيف ( شكل رقم 174) نشر تجاربه بعد إجرائها، وبذلك فقد لنفسه ولبلده أمريكا مكانةً مرموقة في تاريخ علم الكهرباء.

فقد حقَقَّ أستاذ العلوم في أكاديمية ألباني بولاية نيويورك اكتشافات رائدة في التوصيل الكهرومغناطيسي قبل فاراداي بسنين عددا، إلا أنه بسببٍ من تواضع منه أو إهمال أخفق في نشرها ومن ثم نسبت إلى غيره في بلدٍ آخر، حتى نعته بعض الوطنيين المتطرفين من بني جنسه بخيانته لبلاده.

 

ممثلٌ … يكشف دنيا العلم !

ولد جوزيف بمزرعة صغيرة بجوار ألباني بولاية نيويورك في 17 ديسمبر عام 1797.

وكانت أسرته من الأسر الضاربة في الفقر بسهم، ومن ثم أهملت تعليمه وجعلته يشتغل بأعمال المزرعة ، بيد أنه استطاع أن يعلِّم نفسه ، وأن يستوعب كل ما وقع عليه بصره من كتب، وخاصة قصص الغرام ! .

ولما بلغ الرابعة عشرة، أرسل إلى ألباني المدينة ليكسب قوته بنفسه بالعمل كاتباً في أحد الحوانيت، إلا أنه عمل بالمسرح كممثل هاوٍ ولعامين  اكتشف بعدهما دنيا حقيقية … لقد كشف دنيا العلم.

 

الإعداد الأكاديمي

لذا قدَّم جوزيف طلباً للالتحاق بأكاديمية ألباني في فصولها المسائية. وبعد شهور سبعة من الدراسة، إلى جانب الدروس الخاصة التي كان يتلقّاها من ناظر المدرسة العطوف، حصل على المؤهلات التي تؤهله لأن يكون مدرِّساً في مدارس الريف.

ومن ثم اشتغل بالتدريس ليكسب قوته، كما واصل دراساته الليلية بأكاديمية ألباني. ولحسن الحظ فقد أُنشئت بهذه الأكاديمية وظيفة مساعد بمعمل الكيمياء وكانت من نصيبه.

وإنها حقاً لوظيفة رائعة أتاحت لجوزيف الفرصة لأن يعمل طوال اليوم بالمعدات المتاحة له في إعداد التجارب للمحاضرات وإجرائها بنفسه، مع استمراره في دراسة العلوم والرياضيات حتى انتهى به المطاف مدرساً في أكاديمة ألباني.

 

وكان جدول تدريسه شاقاً،  بسبب من شهرته. فقد كان شاباً وسيماً متناسق الأجزاء، مليح التقاطيع، شعره أشقر، عيناه زرقاوان، أكسبته الحياة التي عاشها في الريف لوناً نحاسياً جميلاً.

أما السنون التي قضاها مساعداً بمعمل الكيمياء فقد جعلت منه أستاذاً في فن إجراء التجارب، كما هيأته فترة اشتغاله بالتمثيل لأن يضفي على تدريسه مسحة مسرحية .

وكان شتاؤُه ممتلئاً بالعمل في التدريس، أما رحيل الطلاب في فصل الصيف فكان فرصة لأن يبدأ هنري بحوثه العلمية الخاصة. وهنا توالت خسائره …

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى